أحتاج طبيباً نفسياً.. !

الأربعاء ١٤ مايو ٢٠١٤ الساعة ١٢:٤٢ مساءً
أحتاج طبيباً نفسياً.. !

في الواقع ما زالت الإحصائيات ترصد تزايداً في عدد المرضى النفسيين في المملكة العربية السعودية، وتزايداً في عدد المتضررين وأولئك ضحايا المرض النفسي – سواءً كانوا ضحايا أنفسهم، أو ضحايا الأسر التي تعاني منه – ومن المؤلم حقاً أن نسبة ضئيلة جداً من المرضى يلجأون للعلاج، والكثير يحاول الإنكار جاهداً، واللجوء إلى مخارج وهمية – فإما أن يذهبوا به لقارئ شرعي، أو من الممكن أن يصل بهم المطاف للجوء إلى كاهنٍ والعياذ بالله – لعلهم يجدوا تأكيداً لما في أنفسهم إن كانت عيناً، أو حتى سحراً.. !

أوصلت ثقافة مجتمعنا المنغلقة والمحدودة إلى أن الذهاب للكاهن أخف على النفس البشرية من الطبيب النفسي.. ؟! لماذا يُكابر مجتمعنا ويتجنب الاعتراف بحقيقة الأمراض النفسية التي نواجهها.. ؟!

في الواقع لا يخلو مجتمع من الأمراض النفسية مع اختلاف درجاته، فمن الأوهام والوسواس بشتى أنواعها إلى الاكتئاب والانفصام بل حتى الإدمان وتلك الظاهرة المتفشية في مجتمعنا من الجنس الثالث، كلها لا تخلو عائلة أو جماعة بسيطة -في مجتمعنا تحديداً- منها.. ! في الحقيقة ألم يشعر أحدكم -أحياناً- لحاجته لطبيب نفسي.. وقال لنفسه: أحتاج طبيباً نفسياً.. !

لِما يعتبر المجتمع الحاجة له وصمة عار.. ! – أنا شخصياً أرى أن الأطباء النفسيين من الأرقى، فمهنتهم أسمى المهن فهم يتعاملون مع الروح -مع النفس- التي من شأنها تسعدنا، أو تكدر حياتنا وحياة من حولنا – فكيف تكون الحاجة له كذلك.. ؟!

في الواقع ربما يرونه هكذا بسبب تعامل الجهات المختصة مع هذه الشريحة من المرضى. فعملوا على بناء المستشفيات لهم، وبعضهم وفروا عياداتٍ خاصة لكن للأسف جعلوهم وحدهم، وكأنهم منبوذون من المجتمع فبمجرد سماع كلمة ” الأمل”، أو ” إشهار ” نتصور تلك العزلة وأشكال المرضى المريبة، والأطباء والممرضون الذين لا يملكون في قلوبهم رحمة –ما زرعته الخرافات والشائعات في مجتمعنا للأسف-.. ! مما يجعل المجتمع يهرب من واقع المرض النفسي، وعدم الاعتراف به وتلقي العلاج اللازم.. ! لكن في الواقع على عكس ذلك تماماً لو كان في كل مستشفى عام، أو مدينة طبية قسم خاص في الطب النفسي لكان ذلك أخف على المرضى وأهليهم دخول المستشفى العام كأيّ مراجعٍ، فربما حينها سيدخل بثقة وبحب للعلاج – ليس كمن يخطو هذه الخطوة وهو خائفٌ من نظرة مجتمع، أو يخطو هذه الخطوة ونظراته على من حوله تسبق خطواته كي لا يرى شخصاً يعرفه – وحتماً سيتلقى العلاج ويواصل المراجعات بشكلٍ أفضل. وربما.. يتقبل المجتمع فكرة المرض النفسي وعلاجه حينها.. كما في دول الغرب – ناهيك عن أن لكل عائلة “صديق العائلة” وهو الطبيب النفسي.. ! – أتمنى أن نصل لربع تلك الثقافة.. ! وحتماً سيكون الدور الأول والأخير -في ذلك- للجهات المختصة.

Twitter: @sah91D

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • عن واقع تجربة

    كلام على الجرح ، مرت فترات وانا احدث نفسي بالذهاب لطبيب نفسي ، ولكن كلما كنت أتذكر كلام المجتمع وماذا سيقول من حولي ، ألغي الفكرة تماماً.