أول عاصفة شهب تظهر العام الجاري ليل 23 مايو

الأحد ١٨ مايو ٢٠١٤ الساعة ٩:٥٩ صباحاً
أول عاصفة شهب تظهر العام الجاري ليل 23 مايو

أوضح مدير مركز الفلك الدولي عضو منظمة الشهب الدولية -المهندس محمد شوكت عودة- أن علماء وهواة الفلك يستعدون لظاهرة فلكية نادرة تتمثل برؤية زخة شهابية جديدة ستظهر لأول مرة هذا العام، ليل الجمعة 23 مايو.

وقال إن تقديرات بعض العلماء تفيد أن هذه الزخة الشهابية قد ترتقي لمستوى عاصفة من الشهب، حيث تسمى الزخة الشهابية عاصفةً إذا زاد عدد الشهب المشاهدة عن 1000 شهاب في الساعة الواحدة.

والمذنب المسبب لهذه الزخة الشهابية الجديدة اسمه P209/LINEAR وهو يدور حول الشمس مرة واحدة كل 5 سنوات، وقد تم اكتشافه في شهر فبراير 2004، ومر بجانب الشمس يوم 6 مايو الجاري.

وبشكل عام يكون عدد الشهب أكبر ما يمكن عندما تدخل الأرض الحزام الغباري للمذنب فور مروره بجانب الشمس، وهذا ما يجعل هذه السنة مرشحة لتكون مميزة.

وتشير التوقعات الفلكية إلى أن أكبر عدد من الشهب سيسقط على الأرض يوم السبت 24 مايو ما بين الساعة 06 و08 صباحاً بتوقيت غرينتش، وسيكون الوقت حينها نهاراً في المنطقة العربية.

وعلى المهتمين برؤية هذه الزخة الشهابية النظر إلى السماء ما بين منتصف الليل وقبل طلوع فجر يوم السبت 24 مايو، وعليهم النظر قريباً من المجموعة النجمية التي ستبدو جميع الشهب منطلقة منها واسمها الزرافة وهي تقع في جهة الشمال.

ويقول العلماء إن جميع الأتربة والغبار التي انفلتت من المذنب ما بين العام 1803 والعام 1924 ستسقط على الأرض في شهر مايو 2014.

ولا يوجد اتفاق في عدد الشهب المتوقع رؤيتها ليل 23 مايو، فبعض التقديرات تشير أن عدد الشهب قد يصل إلى مستوى العاصفة ونرى أكثر من 1000 شهاب في الساعة، في حين أن علماء آخرين قدروا عدد الشهب ما بين 100-400 شهاب في الساعة.

ويمكن رصد هذه الشهب من مكان بعيد عن إضاءة المدن، إذ إن الإضاءة تخفي معظم الشهب، وكذلك يفضل أن يبدأ الرصد بعد منتصف الليل وحتى طلوع الفجر.

وسيكون عدد الشهب أكبر ما يمكن قبل طلوع الفجر بقليل. وعلى الراصد النظر ما بين جهة الشمال الشرقي والشمال الغربي.

والشهب عبارة عن حبيبات ترابية تدخل الغلاف الجوي الأرضي، فتنصهر وتتبخر نتيجة لاحتكاكها معه وتؤين جزءاً منه، ونتيجة لذلك نراها على شكل خط مضيء يتحرك بسرعة في السماء لمدة ثوانٍ أو جزء من الثانية.

ومن النادر أن يزيد قطر الشهاب عن قطر حبة التراب، حيث يتراوح قطر الشهاب ما بين 1 ملم إلى 1 سم فقط.
وتبلغ سرعة الشهاب لدى دخوله الغلاف الجوي ما بين 11 إلى 72 كم في الثانية الواحدة.

ويبدأ الشهاب بالظهور على ارتفاع 100 كم تقريباً عن سطح الأرض، ويبلغ عدد الشهب التي تسقط على الأرض بحوالي 100 مليون يومياً، معظمها لا يُرى بالعين المجردة.

وبشكل عام تنقسم الشهب إلى نوعين، النوع الأول هو الشهب الفردية وهي تظهر بشكل عشوائي لا يمكن التنبؤ به مسبقاً، ويترواح عددها ما بين 2 إلى 16 شهاباً في الساعة، والنوع الثاني يسمى الزخة الشهابية، وهي تحدث كل عام في نفس الموعد تقريباً، وذلك عندما تدخل الأرض الحزام الغباري لأحد المذنبات.

وبعض الزخات الشهابية ضعيفة يبلغ عدد شهبها 5 شهب فقط في الساعة، وبعضها نشيط قد يصل إلى 100 أو 200 شهاب في الساعة، وفي أحيان نادرة قد تصل إلى مستوى عاصفة شهابية وذلك إن زاد عدد شهبها عن 1000 شهاب في الساعة، وكانت آخر عاصفة شهابية شهدتها الأرض يوم 18 نوفمبر 1999م.

وغالباً ما يميل لون الشهاب إلى الأصفر. ويعتبر لون الشهاب مؤشراً لمكوناته: فذرات الصوديوم تعطي للشهاب اللون البرتقالي – الأصفر، والحديد يعطي اللون الأصفر، والمغنيسيوم يعطي اللون الأزرق المخضر، والكالسيوم يضفي اللون البنفسجي بعض الشيء، والسيليكون يعطي اللون الأحمر.

وبشكل عام، فإن الشهب لا تصدر أصواتاً، إلا أنه قد يسمع للشهاب اللامع (الكرة النارية) صوتاً أحياناً يشبه الهسيس.

ويعتقد أن هذا الصوت ناتج عن أمواج راديوية ذات ترددات منخفضة، وفي أحيان نادرة قد يصدر الشهاب صوتاً يشبه صوت الطائرة لدى اختراقها حاجز الصوت، إلا أن صوت الشهاب يبدو كصوت قعقعة بعيدة، وقد يصل صوته بعد دقيقة أو أكثر من ظهوره.

وقد يترك الشهاب خلفه ذيلاً دخانياً، غالباً ما يميل لونه إلى الأخضر بسبب ذرات الأكسجين، وعادة ما يدوم الذيل الدخاني من 1 – 10 ثوانٍ، وقد يدوم من 1 – 30 دقيقة أحياناً (غالباً 4 – 6 دقائق)، ويكون لمعانه من القدر الرابع أو الخامس.

ولا تشكل الشهب أي خطر على سطح الأرض إطلاقاً حتى وإن كانت على شكل عاصفة، فجميع الشهب تتلاشى قبل وصولها إلى سطح الأرض، إلا أن هناك خطراً حقيقياً قد تشكله الحبيبات الترابية على الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض، التي يبلغ عددها حوالي 500 قمر صناعي عامل.

وتصل سرعة الشهاب إلى 72 كم في الثانية الواحدة (200 ضعف سرعة الصوت).

واصطدام جسيم بهذه السرعة قطره أقل من قطر شعرة الإنسان بإمكانه تكوين شرارة كهربائية كفيلة بأن تعطل أجهزة القمر الصناعي الحساسة، وبالتالي إيقافه عن العمل.
وعلى سبيل المثال تعطل قمر الاتصالات أولومبوس أثناء زخة شهب البرشاويات عام 1993 بسبب اصطدامه مع إحدى الحبيبات الترابية.