تراب تذروه الرياح !

الخميس ٨ مايو ٢٠١٤ الساعة ٤:٠٨ مساءً
تراب تذروه الرياح !

عندما طالبت مسؤول كبير بإعادة الأمور إلى نصابها في عالم منح الأراضي فتستعيد الدولة المنح الكبيرة التي منحت بشكل استثنائي وساهمت في صناعة طبقة من الإقطاعيين والعقاريين المتحتكرين الذين شكلوا أحيانا واجهة للمنتفعين الذين تورمت ثرواتهم بالمجان ، وتسترد كذلك الأراضي التي تم الإستيلاء عليها بوضع اليد والتشبيك لإمتلاكها بأمر الواقع المفروض ، وكذلك المنح التي تحايل أصحابها للحصول على أكثر من منحة أرض في أكثر من منطقة في إخلال صريح بمبدأ العدالة ، كان رده الصاعق لي أننا لو طبقت النظام بالمسطرة اليوم لوجدت أن حوالي ٩٠٪ من صكوك أراضي إحدى المدن الساحلية الكبرى يمكن نقضها !

كان يلمح لإستحالة إصلاح الوضع القائم ، و لكنه كان يعترف ضمناً بمسئولية الدولة عن هدر مساحات شاسعة من مساحات الأراضي خلال مراحل زمنية متعاقبة دون رؤية مستقبلية تقدر حاجات الأجيال المتعاقبة أو مؤسسات الدولة المتنامية ، فلا الدولة اليوم تملك الأراضي السكنية الكافية داخل النطاق العمراني المطور لمنحها للمواطنين و لا هي تجد المواقع اللازمة لإقامة مرافقها الحكومية وخاصة الصحية و التعليمية !

حالة العجز التي عبر عنها المسؤول في حديثه الهامس تؤكد ضبابية الرؤية وحاجتنا لتصحيح أخطائنا ، على الأقل استدراك الأخطاء التي تؤثر اليوم على الغد بعد أن أصبح الماضي حالة مستعصية على الحل !

فلا يعقل أن نمضي على نفس مسار الأخطاء التي نحصد ثمارها اليوم لأن هناك بالأمس من ظن أنه يملك منجما لا ينضب من التراب ، ليكتشف اليوم أن المسألة لا تتعلق بالتراب وحده بل بالرؤية المستقبلية الواعية للتنمية والتمدد العمراني المحسوب والإحساس بالعدالة الإجتماعية عند حساب إتجاهات الرياح و إلى أين ولن تحمل التراب!

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • اسيرمصر

    اولا: تحية اعجاب وتقدير لهذا الكاتب الرائع والوطني خالد السليمان.! ثانيا: كلام هذا المسئول الذي اوردة الكاتب خالد صحيح. الامور في مجال العقارات كانت فوضويه ومهدرة حتى حدث ماحدث وصار السكن من اصعب الامور في المملكة العربية السعودية. اتفق مع رأي الكاتب في تصحيح الوضع. شكرا استاذ خالد وتحية لك.!!!!

  • فهد

    احبك يا خالد ربي يوفقك ولا يحرمنا من حرفك الصادق