في “لماذا”.. معاناة أسر التوحد من نقص مراكز التأهيل الحكومية

الجمعة ٢ مايو ٢٠١٤ الساعة ٦:٢٥ مساءً
في “لماذا”.. معاناة أسر التوحد من نقص مراكز التأهيل الحكومية

ناقش برنامج “لماذا” -الذي يعرض على القناة الأولى، ويقدمه المذيع “ناصر حبتر” وترعاه “المواطن” إلكترونياً- موضوع “التوحد”، حيث أعد البرنامج تقريراً سابقاً عن الأطفال المصابين بمرض التوحد، والأعراض التي تظهر عليهم، ومعاناة أسرهم في التعامل معهم.

وفي البداية، علقت والدة الطفلة المصابة بمرض التوحد “أم ألين” قائلة: «اكتشفت حالتها بعد أن بلغت من العمر عاماً و(8) أشهر، وكنت قد لاحظت أنها تبكي فجأة وتضحك فجأة، وإذا قمت بمناداتها لا تجيبني، فاعتقدت أن هناك خللاً في السمع، وعند تشخيص حالتها، قال لي الطبيب إنها سليمة، ولا تعاني من أي شيء في الأذن أو السمع، وبعد ذلك قرأت في “الإنترنت” المواضيع التي تهتم بهذا المرض، وبعدها بفترة تم تشخيص حالة ابنتي بأنها مصابة بمرض التوحد».

كما علقت أخصائية التوحد -موضي الساري- قائلة: “التوحد هو مجموعة اضطرابات سلوكية غامضة، وقد تكون إعاقة تطويرية، فيبدأ منذ المراحل المبكرة، والخلل يكمن في الجهاز العصبي، والذي يصعب بدوره من عملية التواصل اللفظي وغيره، كما أن قدرة الطفل المصاب على الاندماج -مع من حوله- تكون صعبة جداً”.

وعرض البرنامج تقريراً يرصد من خلاله آلام وآمال أُسر أطفال التوحد، ومعاناتهم للبحث عن المراكز التأهيل والكوادر الطبية، إضافة إلى ارتفاع أسعار المراكز الأهلية للعلاج.

ورصد البرنامج مطالبات الأهالي في المناشدة، بتوفر مراكز تأهيل حكومية، تتولى رعايتهم والاهتمام بهم.

وفي مداخلة هاتفية، قالت رئيسة مجلس إدارة جمعية التوحد -الأميرة سميرة بنت عبدالله آل سعود- إنه -حتى الآن- لم نلمس دور وزارة الصحة تجاه هذه الفئة، ولم نر دورها الفعال أو حتى إنتاجيتها حِيال هذا الموضع، والمملكة -كما نعلم- مترامية الأطراف، ويصعب على أهالي المناطق النائية الذهاب إلى المدن الرئيسة لأجل تلقي العلاج لأبنائهم المصابين، فلماذا لا تتوفر لهم مراكز خاصة تُشخص حالة أبناءهم، وتوفر لهم الرعاية والاهتمام، بالإضافة إلى أن دعم وزارة الشؤون الاجتماعية غير كاف؛ لأن علاج الطفل المصاب بمرض التوحد قد يصل إلى (100) ألف ريال وأكثر!

وبينت الأميرة سميرة أن دور جمعية التوحد يتمثل في تدريب أُسر أطفال التوحد على كيفية التعامل مع أطفالهم، إضافة لتقديم خدمة كفالة الطفل المصاب، إلا أنها لا تشمل جميع الأطفال التوحديين، ولهذا نطمح إلى مراكز تأهيل كبيرة وشاملة.

وتحدثت الأخصائية -موضي الساري، أثناء الحلقة- عن أعراض مرض التوحد، وقالت إن الاكتشاف المبكر قد يكون منذ الأشهر الـ(6) الأولى من الولادة، كما أن هناك ثالوثاً يجمع هذه الأعراض، وهي: اللفظي، الاجتماعي، البصري، ومن أهمها هو أن الأم تجد صعوبة في التفاعل أو التواصل مع طفلها المصاب، وفي اللعب، نجد أنه يفقد جانب التخيل والابتكار، ومن ناحية السلوك، قد نشاهد أن بعضهم يتصف بفرط الحركة، وبعضهم الآخر بالخمول والكسل، إضافة إلى أن اهتمامات الطفل المصاب تكون محدودة، واستجاباته معدومة حتى مع الأم.

كما أجرى البرنامج اتصالاً هاتفياً مع “ناصر المحسن” -أب لخمسة أطفال مصابين بمرض التوحد- والذي طالب بعمل دورات تدريبية للأمهات والآباء، في كيفية التعامل معهم، وإعطاء نبذة عن المرض، إضافة لمطالبته بإنشاء مراكز تأهيل حكومية؛ نظراً لارتفاع أسعار المراكز الأهلية.

وأكد مدير عام الصحة النفسية والاجتماعية -الدكتور عبدالحميد الحبيب للبرنامج- أن هناك نقصاً كبيراً من الجهات المعنية حول الموضوع، وقال إننا بحاجة إلى مراكز طبية لإدارة الحالات بالتنسيق مع الأُسر، كما أنه تم الإعلان عن إنشاء (3) مراكز تأهيل حكومية في كل من؛ الرياض والدمام وجدة، وأعلن عن رغبتهم في استئجار مبان مؤقتة، لحين الافتتاح والانتقال إلى المركز الرئيسي.

وأضاف الحبيب أنه تم تخصيص مواعيد خارج العمل؛ لأجل متابعة حالة الطفل المصاب بالتوحد.

وفي اتصال هاتفي مع مدير التربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم -الدكتور عبدالله العقيل- أكد أن الحالات تختلف من طفل إلى آخر، وبذلك يختلف النمط التربوي معهم، فنجد أنه قد يناسب طفلاً دون آخر، وعن تقديم الخدمة، فمن الضروري وضعه من خلال منهج خاص، ومعاهد تأهيل مخصصة، بالإضافة إلى دمج الطفل المتوحد -بعد التحسن- مع الأطفال العاديين وخاصة في الدراسة، مع توفر من يتابع حالته باستمرار.

واختتم الدكتور علي الحناكي البرنامج، بالقول إنه تم إنشاء (3) مراكز تأهيل تشمل حالات التوحد، موضحاً أن الشؤون الاجتماعية ترعى وتهتم وتقدم العلاج لمن تكون حالته سيئة جداً.