مبادرة أصدقاء المرضى

ما كان من الشباب السعودي في الاستجابة لتغريدة المريض إبراهيم إلا أمر معتاد نابع من تراحم المجتمع , ومترجم لطاقات الخير والتكافل التي يعرف بها الشعب السعودي .
و لست استغل هذه السطور لشكر أولئك الشباب على فعلهم لأنه من غير المنطقي أن تشكر شخصاً على طبيعته وأصله , لكن الطبيعي أن تحفز فيه هذه الخصلة وأن تطلب منه أن يستمر عليها , لذا أجدها فرصة سانحة جداً لإطلاق مبادرة أصدقاء المرضى التي تهدف للعناية بهم ومساندتهم .
ونحن لا نجهل عدد المرضى الذين تحتويهم السرر البيضاء ويعانون من الوحدة وقلة الأمل , لكننا ربما تجاهلنا حاجتهم لنا وقربنا منهم . قد لا ينتظر الكثير منهم الشفاء الصحي كأمر أولي , لكنهم يبحثون عن شفاء أرواحهم وعن أولئك الذين يخبرونهم أنه مازالت الحياة تنتظرهم بالخارج .
أعلم أنه تتواجد لجان أصدقاء المرضى بمستشفياتنا لكني أعلم أيضاً أن أداءها ليس بالأداء الذي نطمح أن يكون عليه , لذلك أجد بهذه المبادرة نوع من تحقيق مسؤوليتنا الاجتماعية في رعاية المرضى و تلبية احتياجاتهم من جميع النواحي فالأمر لا يقتصر على النواحي الصحية بل هناك الكثير من الجوانب التي لم تغذى بعد في حال رعاية المرضى كالجوانب الثقافية والتعليمية والتربوية أثناء اقامتهم في المستشفيات .

وكما أثبتت العديد من الدراسات أن البيئة الايجابية التي يعيش فيها المريض تساهم بشكل كبير في شفاءه من المرض الذي يلازمه , أعتقد أنه سيكون أمر ممتع لو تطوعت أنا ومن حولي في زيارة مجموعة من المرضى وخصصنا سويعات لذلك نكون لهم فيها مصدر أمل و صناع بيئة إيجابية حولهم , وتطوعت كذلك أنت قارئي الكريم ومن حولك في زيارة عدد آخر منهم . وتطوع الآخرين لتكرار تجربتنا بذلك نكون قد أدينا مسؤوليتنا تجاههم في مساندتهم لتجاوز المرض .
خير شباب وبنات المجتمع وفير , من الأفضل أن نقوم بتوزيع هذه الطاقات قدر الإمكان ليتحقق الهدف و يصبح أصدقاءنا المرضى أصحاء بنا ومعنا .

• # أصدقاء
• # المرضى
• # انتصار-الزهراني
• # مبادرة