مركز الفلك الدولي: “زحل” أقرب ما يمكن للأرض السبت

الثلاثاء ٦ مايو ٢٠١٤ الساعة ١:٣٢ مساءً
مركز الفلك الدولي: “زحل” أقرب ما يمكن للأرض السبت

أوضح مدير مركز الفلك الدولي بأبوظبي المهندس محمد شوكت عودة أن هذه الفترة من العام تشهد ظاهرة لافتة للنظر، حيث يمكن رؤية أربعة كواكب بالعين المجردة بسهولة خلال الليل، وكوكب خامس رؤيته تشوبها بعض الصعوبة.

وقال “عودة” إنه عكس ما يعتقد الكثيرون، فإن معظم الكواكب عبارة عن أجرام سماوية لامعة يمكن رؤيتها بالعين المجردة بكل سهولة، بل إن معظم الناس قد رأوا الكواكب فعلاً دون معرفتهم لذلك.

وأضاف أنه “بعد غروب الشمس وحلول الظلام، إذا نظرنا عالياً جهة الغرب سنرى جرماً أبيض لامعاً جداً، هذا هو كوكب المشتري، وهو خامس الكواكب بعداً عن الشمس، وهو أكبر كواكب المجموعة الشمسية”.

وأوضح أنه “يتكون من غاز وسائل بشكل رئيس، ولا توجد له أرض صلبة مثل كوكب الأرض. وكوكب المشتري هو رابع ألمع جرم في السماء بعد الشمس والقمر وكوكب الزهرة. وإذا رصدنا كوكب المشتري بمنظار صغير (دوربيل) يمكن أن نرى ألمع أربعة أقمار له”.

وتابع: “أما إذا نظرنا عالياً جهة الجنوب الشرقي، فسنرى جرماً برتقالياً محمراً لامعاً جداً، وهذا هو كوكب المريخ، وهو الرابع بعداً عن الشمس وحجمه مقارب لحجم الأرض وهو ثاني أقرب الكواكب إلى الأرض بعد كوكب الزهرة”.

وأوضح أن “لونه برتقالي محمر بسبب انتشار أكسيد الحديد على سطحه بكمية كبيرة، وأكسيد الحديد هو الصدأ”.

وقال “عودة”: “إذا رصدنا المريخ بتلسكوب متوسط للهواة في هذه الفترة فإننا يمكن أن نرى الأقطاب الجليدية على سطحه. وفي نفس الوقت إذا نظرنا جهة الشرق قريباً من الأفق سنرى جرماً لامعاً ذهبي اللون، هذا هو كوكب زحل”.

ولفت إلى أنه “من الأفضل الانتظار لساعة أو ساعتين بعد حلول الظلام أي بحدود الساعة الحادية عشر ليلاً ليكون حينها قد ابتعد عن الأفق وأصبحت رؤيته أفضل! وسيقع حينها عالياً في جهة الجنوب الشرقي”.
وأوضح “عودة” أن “كوكب زحل مشهور بحلقاته، وهو السادس بعداً عن الشمس وهو ثاني أكبر الكواكب، ويمكن رؤية حلقاته بتلسكوب صغير للهواة”.

وأضاف أن زحل “مثل المشتري حيث إنه يتكون بشكل رئيس من الغاز والسائل ولا توجد له أرض صلبة مثل كوكب الأرض”.

وشدد على أن “هذه الفترة هي أفضل وقت لرصد زحل في العام، حيث سيصل زحل إلى التقابل يوم السبت المقبل في الساعة 18 بتوقيت غرينتش وسيكون وقتها في أقرب مسافة إلى الأرض خلال هذا العام، حيث ستبلغ المسافة بينه وبين الأرض 1331 مليون كلم”.

وقال “عودة”: “أما الكوكب الرابع فعلينا أن نتحراه وقت طلوع الفجر، وهو كوكب الزهرة، وهو ألمع جرم في السماء على الإطلاق بعد الشمس والقمر، بل إنه يمكن رؤية الزهرة نهاراً بالعين المجردة إذا عرف الراصد موقعه في السماء”.
وأضاف: “مع طلوع الفجر انظر إلى جهة الشرق لترى جرماً أبيض لامعاً جداً يفوق بلمعانه أي شيء آخر في السماء، هذا هو كوكب الزهرة، وهو أقرب الكواكب إلى الأرض، وهو مغطى بطبقة كثيفة من السحب هي سبب لمعانه الباهر هذا”.

وتابع: “إذا استخدمنا تلسكوباً صغيراً لرصد الزهرة فإنه سيبدو له أطوار كالقمر، فتارة يبدو الزهرة كهلال وتارة كتربيع وتارة كبدر”.

وقال “عودة”: “أما الكوكب الخامس فهو عطارد، ورؤيته بشكل عام صعبة ولكنها تكون سهلة لبضعة أيام خلال السنة، ولا يرى عطارد إلا في جهة الغرب لمدة 30-45 دقيقة بعد غروب الشمس، أو في جهة الشرق لمدة 30-45 دقيقة قبل غروب الشمس”.

وأضاف أنه “بعد منتصف الشهر ستبدأ رؤيته تصبح سهلة بعد غروب الشمس في جهة الغرب، فهو يزداد بُعداً عن الشمس بمرور الأيام إلى أن يصبح أبعد ما يمكن عن الشمس يوم 25 مايو”.

وقال: “في هذا اليوم إذا نظرت إلى جهة الغرب بعد 20-30 دقيقة من الغروب سترى جرماً لامعاً قريباً من المكان الذي غابت عنده الشمس، فهذا هو كوكب عطارد، وهو والزهرة الوحيدان من الكواكب اللذين لهما أطوار مثل القمر”.

ولفت إلى أن “مواقع الكواكب هذه تختلف باختلاف الوقت من اليوم، كما أنها تختلف من يوم لآخر، إذ إنها تسير بين النجوم، ولذلك سميت بالكواكب السيارة تمييزاً لها عن النجوم التي كانت تسميها العرب أيضاً بالكواكب”.