فرانس برس: “ميسي” يتأهب لانتزاع عضوية “نادي العظماء”

السبت ١٤ يونيو ٢٠١٤ الساعة ١:٠٦ مساءً
فرانس برس: “ميسي” يتأهب لانتزاع عضوية “نادي العظماء”

نشرت وكالة الأنباء الفرنسية تقريراً مطولاً عن الدولي الأرجنتيني “ليونيل ميسي” -نجم فريق برشلونة الإسباني- أشارت فيه إلى سعي اللاعب لتثبيت نفسه في نادي العظماء، عندما يستهل مشواره مع الأرجنتين أمام البوسنة والهرسك غداً الأحد، في افتتاح مباريات المجموعة السادسة من مونديال البرازيل (2014)م لكرة القدم.

هذا وقد جاء التقرير الذي نشرته وكالة الأنباء الفرنسية على النحو التالي:

ألقاب، إشادات، وجوائز فردية لا تعد ولا تحصى، هطلت على ابن السادسة والعشرين في السنوات الماضية، إثر تألقه مع برشلونة الإسباني، لكن “البرغوث” ينقصه ترك بصمة دامغة في كأس العالم، لينضم إلى الأسطورة البرازيلية بيليه -بطل (1958)م و(1962)م و(1970)م، ومواطنه المشاغب “دييجو مارادونا” بطل (1986)م.

برغم مشاركته في تشكيلة الأرجنتين الذهبية في أولمبياد بكين (2008)م، إلا أن النجاح في كوبا/أمريكا، وكأس العالم لم يحالف ابن روزاريو.

لا يمكن لأي عاقل أن يشكك في نوعية، قدرة وبراعة ميسي، بعد تحليقه ببرشلونة إلى ألقاب الدوري المحلي، دوري أبطال أوروبا وتتويجه أفضل لاعب في العالم أربع مرات متتالية بين (2009)م و(2012)م، لكن نجمة المونديال تبقى الأغلى من بين نواقص خزانة ميسي المدججة.

اللافت أن ميسي شارك مرتين في المونديال حتى الآن، برغم صغر سنه، في الأولى لم يحصل على فرصة حقيقية إذ كان بديلاً في (2006)، وسجل مرة في شباك صربيا ومونتينيجرو، وفي الثانية خرج مع زملائه بطريقة صادمة أمام ألمانيا، تحت إشراف مارادونا بالذات، من دون أن يسجل أي هدف.

لكن هذه المرة سيحصل ميسي على كل الأسلحة، وأهمها الدعم المطلق من المدرب أليخاندرو سابيلا، الذي صنع فريقاً على مقاسه، وأبعد كارلوس تيفيز، من أجل خلق فريق متوازن يعمل على دقات قلب ميسي.

لكن ابن روزاريو قلل من التعويل عليه في “البي سيليستي”، عندما قال لمجلة “4-4-2”: “لا أعتقد أن الأرجنتين تعول علي فقط. لدينا مجموعة رائعة يمكنها تقديم الأفضل وحمل الكأس”.

صحيح أن مهاجم نابولي الإيطالي “جونزالو هيجواين” قد يغيب عن المباراة الافتتاحية على ملعب “ماراكانا” الشهير في ريو دي جانيرو، إلا أن الزمالة مع ميسي غير مهددة في الهجوم في ظل تواجد صديقه “سيرجيو أجويرو” (مانشستر سيتي الإنجليزي) و”إيزيكييل لافيتزي”، مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي.

برغم التهديد الكبير الذي قد يشكله ميسي، لن يعمد المدرب البوسني “صفوت سوزيتش” إلى مراقبته بشكل لصيق، إذ يفضل دفاع المنطقة: “هذه معضلة بالنسبة لي، لكن أن أضحي بلاعب من أجل ميسي لن يكون أمراً جيداً لنا”.

وتابع سوزيتش: “لا أعتقد أننا خصصنا لاعباً لمراقبة أحد الخصوم، وستكون القصة مماثلة أمام الأرجنتين”.

في قلوب الأرجنتينيين، لا يزال مارادونا الأعظم في التاريخ، خصوصاً لأنهم لم ينجحوا برؤية ميسي في ملاعبهم، إذ رحل بعمر الثالثة عشرة إلى برشلونة، ولأنه لم يجلب لهم اللقب العالمي، في ظل منافسة شرسة بينهم وبين الجار البرازيلي، بالإضافة إلى حرارة مارادونا صاحب الكاريزما والجانب الشرس من اللعبة.

يقول ميسي، إن هدفه الأساسي هذا الموسم هو كأس العالم، ما أثار حفيظة مشجعي برشلونة، الذين اعتبروا -بعد موسمه السيئ- أنه خبأ ما يملكه حتى مونديال البرازيل.

لم يكرر ميسي مؤخراً المستوى الذي منحه الكرة الذهبية لأربع سنوات متتالية، فوقع فريسة الإصابات في الأشهر الـ(12) الأخيرة، وسقط مع والده ووكيل أعماله في فخ التهرب من دفع ضرائب بالملايين للسلطات الإسبانية.

بعمر التاسعة، بدأت مواهبه تتفتح تزامناً مع ظهور نقص في هرمونات نموه، وهي مشكلة كادت تحرمه من أن يصبح لاعباً كبيراً على حد قول طبيب الغدد دييجو شفارستاين: “الأطفال يريدون أن يصبحوا أكبر حجماً من أجل المظهر والفتيات، لكنه أراد ذلك من أجل كرة القدم”. وصف له علاجاً مرتفع الثمن، بكلفة ألف يورو شهرياً، يعوض النقص ويعطي نتائج سريعة، لكن في ظل أزمة اقتصادية وفقدان والده العامل بالمعادن لوظيفته، وبالتالي خسارة التأمين الذي يؤمن لطفله الأدوية، عولت عائلة ميسي على إنقاذ نادي برشلونة لها من ورطتها، فنقلهم إلى إسبانيا، ورعى الطفل الموهوب تحت جناحيه، ليصبح أفضل لاعب في العالم، وربما في التاريخ.