الإفراج عن 5 من طالبان بجوانتانامو مقابل عسكري أمريكي بأفغانستان

الأحد ١ يونيو ٢٠١٤ الساعة ١١:٢٣ صباحاً
الإفراج عن 5 من طالبان بجوانتانامو مقابل عسكري أمريكي بأفغانستان

أعلنت الإدارة الأمريكية أن حركة طالبان الأفغانية أطلقت سراح سجين الحرب الأمريكي الوحيد بو بيرجدال مقابل نقل خمسة سجناء أفغان من معتقل جوانتانامو إلى قطر.

وكشف الرئيس الأمريكي باراك أوباما عبر بيان عن تفاصيل عملية التبادل التي بدأت الشائعات تثار حولها منذ فبراير الماضي وتمت بمساعدة الحكومة القطرية التي تستضيف السجناء الخمسة وهم في طريقهم الآن لعاصمتها الدوحة.

وأوضح أوباما “الولايات المتحدة لا تترك خلفها رجالها ونسائها من العسكريين أبدا”، خلال مؤتمر صحفي عقد بالبيت الأبيض بحضور والدي العسكري الأمريكي المحرر.

وكانت الولايات المتحدة حاولت على مدار أعوام التفاوض مع حركة طالبان لإطلاق سراح بيرجدال (28 عاما) المختطف في 2009 من ولاية باكتيكا قبل أن تطالب الحركة حينذاك بفدية قدرها مليون دولار، فضلا عن الإفراج عن 21 سجينا ينتمون للحركة.

وأوضح مسئول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته للصحفيين، أن هذه المحاولات باءت بالفشل حتى “أسابيع ماضية” حينما “سنحت الفرصة لاستئناف المحادثات بشأن بيرجدال” والتي نجحت بفضل “التعهدات الشخصية لأمير قطر” تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني.

وقامت مجموعة من 18 فردا في طالبان بتسليم بيرجدال أمس السبت إلى فريق من قوات العمليات الخاصة في الجيش الأمريكي بنقطة غير محددة شرقي أفغانستان، وهو في حالة صحية جيدة حاليا، بحسب المصدر في البنتاجون.

بينما كشف والدا العسكري الأمريكي في بيان حالة “الفرحة والسعادة” التي انتابتهما لدى مهاتفة الرئيس الأمريكي لهما وإبلاغهما بأن “ابنهما الوحيد” بقاعدة عسكرية في أفغانستان وينتظر أن يعود للولايات المتحدة.

وبرر كل من أوباما ووزير الدفاع تشاك هاجل قرار نقل السجناء في معتقل جوانتانامو إلى قطر، رغم أنهم كانوا يشغلون مناصب قيادية في نظام طالبان الذي تولى الحكم في أفغانستان خلال الفترة بين عامي 1996 و2001.

والسجناء هم خير الله سعيد والي خيرخوا وزير داخلية طالبان السابق، وملا محمد فضل رئيس هيئة أركان طالبان السابق، وملا نور الله نوري القيادي رفيع المستوى في نظام طالبان، وعبد الحق واسق نائب مدير الاستخبارات في طالبان، ومحمد نبي عمري عضو في خلية من تنظيم القاعدة وفي حركة طالبان أيضا.

وشدد أوباما على أن الحكومة القطرية منحته ضمانات لتطبيق إجراءات تكفل عدم إلحاق هؤلاء السجناء، أضرار بالأمن القومي الأمريكي.

كما أضاف مسئول رفيع المستوى أن المعتقلين الخمسة سيبقوا داخل الأراضي القطرية لمدة عام واحد على الأقل “وستكون تحركاتهم وأنشطتهم تحت مراقبة مشددة”.

وعاد أوباما ليثمن “التعاون مع قطر” وذكر أنه أجرى الثلاثاء الماضي محادثة هاتفية مع أمير قطر عبر له فيها عن “شكره” للمساعدة في إطلاق سراح السجين.

وقوبلت هذه العملية بعاصفة من الانتقادات من جانب الحزب الجمهوري خاصة من جون ماكين أحد أبرز أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي.

وأبرز ماكين “هؤلاء الأفراد تحديدا هم إرهابيون من الدرجة الأولى، هناك دماء أمريكية وأفغانية على أيديهم”، خلال بيان له طالب فيه بضمان “ألا يعاودوا محاربة الولايات المتحدة قط”.

وانتقد السيناتور الجمهوري مايك روجرز الرئيس الأمريكي بسبب “تفاوضه مع إرهابيين”، في إشارة إلى حركة طالبان.

وتراجع عدد المحتجزين بمعتقل جونتانامو إلى 149 سجينا، رغم أن أوباما كان قد تعهد بإغلاق المعتقل إلا أنه لم يتمكن من تنفيذ هذا الوعد بسبب معارضة الكونجرس وقلة العروض من الدول الأخرى لاستضافة السجناء.

ويأتي الإفراج عن المعتقلين الخمسة ضمن عملية المصالحة السياسية مع حركة طالبان، الأمر الذي تسعى الولايات المتحدة للوصول إليه منذ أعوام من أجل ضمان نجاح مرحلة مع بعد الحرب في أفغانستان.

وشدد أوباما “رغم إدراكنا للتحديات، نتطلع إلى أن يساهم استرداد بيرجدال في فتح الطريق أمام محادثات أشمل بين الأفغان بشأن مستقبل بلادهم، وبناء الثقة حيث يمكن لكافة الأطراف إيجاد نقاط مشتركة”.

وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري هاتف الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أمس لإبلاغه بالاتفاق مع حركة طالبان حول إطلاق سراح بيرجدال.

وكانت واشنطن تعتبر أنه من الضروري الإفراج عن بيرجدال قبل حلول الموعد المحدد من قبل حلف شمال الأطلسي (ناتو) لانسحاب القوات الدولية من أفغانستان بنهاية العام الجاري.