مسيرة القصيبي في ندوة كبرى بسوق عكاظ

الأحد ٢٢ يونيو ٢٠١٤ الساعة ٤:٥٥ مساءً
مسيرة القصيبي في ندوة كبرى بسوق عكاظ

تحل تجربة الأديب السعودي الدكتور غازي القصيبي، ضيفة على سوق عكاظ في موسمه الثامن، من خلال ندوة كبرى يستعرض فيها كبار الأدباء والمفكرين جوانب من حياته الأدبية، ويقفون على أبرز إسهاماته الفكرية التي امتدت على مدى نحو (5) عقود.

وأوضح وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة للتنمية -زياد بن غضيف- أن الندوة -التي ستحتضنها القاعة الكبرى بجامعة الطائف، ويشارك فيها أدباء ومفكرون- ستستعرض الإسهامات الفكرية للأديب الراحل، لا سيما أنه من الرموز الذين أسهموا في إثراء الساحة المحلية والعربية بنتاجهم الشعري والروائي.

ولفت بن غضيف إلى  أن الندوة تلقى متابعة شخصية من الأمير مشعل بن عبدالله -أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ- مؤكداً حرص الأمير على أن يتم إبرازها بما يتناسب مع مكانة القصيبي، وما قدمه الراحل خلال حياته الفكرية والعلمية؛ حيث تجاوزت مؤلفاته (20) كتاباً ورواية، عوضاً عن المشاركات الكتابية والمحاضرات والندوات.

وأشار إلى أن التطرق لحياة الراحل الثقافية، يأتي للمرة الثانية في تاريخ السوق، فبعد مسرحية العكاظيون الجدد في دورة السوق السادسة، تحل سيرته الأدبية في الدورة الثامنة، التي سيتم التطرق فيها لأبرز الجوانب التي عاصرها القصيبي.

ويناقش المشاركون في الندوة محاولات القصيبي للتجديد الشعري، الذي كان له أثر كبير في تطور القصيدة السعودية، الأمر الذي مكن الشعراء من استخدام الأشكال الشعرية الجديدة، وبذلك رسم الراحل شكلاً متجدداً للأدب السعودي المعاصر.

كما يستعرض المشاركون صناعة القصيبي لقصيدته، التي كانت وليدة التجارب التي يمر بها ما نتج عنه ظهورها في قالب شعري متجدد، عبر إقباله على المعاني الوجدانية، والصور الممثلة لروح العصر.

كما يتطرق المشاركون في الندوة إلى قدرة القصيبي على التصوير، التي يستند فيها على قدرة فنان ماهر يحسن جمع الخطوط ومزج الألوان، ليصنع لنا لوحة فنية رائعة.

وبالعودة لسيرة الشاعر والروائي القصيبي، فإن أبرز حدثين أثراً في حياته الأدبية والعملية، كانا طفولته في البحرين، وفقده أمه صغيراً، وتربيته في كنف والده، الذي عرف بمكانته الاجتماعية الرفيعة، والذي لم يعمر طويلاً، فتولاه أشقاؤه بالرعاية والتربية.

وظهرت شاعرية القصيبي عند سن الثانية عشرة، وكانت كلماته المستهلة آنذاك تخشى الحياء والتردد، فاختفت وراء اسم مستعار اختاره الشاعر لنفسه في بداية الطريق، وهو (محمد العليني)، وأخذ ينشر تحته حتى نضجت تجربته الشعرية.

واضطلع الشاعر غازي القصيبي بدور كبير في الأدب السعودي، إذ سبق شعراء جيله في الدعوة إلى التجديد وتجريب أشكال شعرية جديدة، كما تميز بملامح أدبية وفكرية خاصة، نتج عنها تجربة ثرية في الشكل أو المضمون، ليس على المستوى المحلي فحسب، بل على الصعيد العربي.