“هيئة ​التعريف بالرسول” تكشف جهل وزير داخلية تركيا بالسيرة النبوية

الخميس ١٧ يوليو ٢٠١٤ الساعة ١١:٥١ مساءً
“هيئة ​التعريف بالرسول” تكشف جهل وزير داخلية تركيا بالسيرة النبوية

استنكرت الهيئة العالمية للتعريف بالرسول، صلى الله عليه وسلم، ما صدر عن وزير الداخلية التركي من إساءة للنبي الكريم.

وقالت الأمانة العامة للهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته، في بيان لها: لقد تابعت الهيئة الكلمة التي صدرت عن وزير الداخلية التركي “إفكان علا”، والتي استطرد فيها بالحديث عن فتح مكة المكرمة بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأضاف البيان: مع تقدير الأمانة لكل من يحرص على الاستشهاد بالسيرة النبوية الشريفة وربط واقع الناس بها، إلا أن كلمة الوزير قد تضمنت وصفاً جافياً للنبي صلى الله عليه وسلم، وهذا ما حملنا على التدقيق في تلك الكلمة بالتحقق من صدورها عنه شخصياً، وبعرضها أيضاً على الخبراء في اللغة التركية ومحتوى المضمون الإعلامي والشرعي للكلمة في لغتها الأصلية ومن ثم ترجمتها الدقيقة للغة العربية.

وتابع البيان: وقد ثبت حصول المعنى المسيء لجناب النبوة- في تلك الكلمة- خاصة قول الوزير: “من المحتمل أن الرسول نسب لنفسه بعض الفضل في ذلك فأصابه الغرور”، وتبين أنه قول خاطئ جملة وتفصيلاً، ولا يتطرق الاحتمال قطعاً إلى جناب نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم بأنه اتصف يوماً من الدهر بالغرور، حاشاه عليه الصلاة والسلام، بل إنه كان طيلة حياته الشريفة متواضعاً للخَلق، متذللاً مخبتاً للخالق جل وعلا”.

وأوضح البيان: أنه في مناسبة فتح مكة أبدى رسول الله صلى الله عليه وسلم من التواضع واللطف والإخبات والرحمة والعفو والصفح ما شهد به الجميع، على النقيض مما يفعله المنتصرون غالباً من الزهو والاستعلاء الذي التبس على الوزير أنه ربما وقع للمصطفى عليه الصلاة والسلام.

وأشار البيان إلى أن ابن إسحاق وابن هشام وغيرهما من المؤرخين وأهل السير نقلوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة يوم فتحها دخلها راكباً ناقته، وهو متواضع حامد شاكر، حين رأى ما أكرمه الله به من الفتح، قد حنى ظهره حتى إن طرف لحيته ليمس مورك رحله، مما يطأطئ رأسه خضعاناً لله عز وجل، ومعه الجنود والجيش العرمرم الذي لا يُرى آخرُه.

وأردف البيان: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سمو أخلاقه وكريم صفاته طيلة حياته الشريفة، ولذا أثنى عليه ربُّه وزكَّاه فقال: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [سورة القلم: 4].

وقال البيان: أما قول الوزير: “إلا أن التحذير سرعان ما أتى الرسول (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا)”.

فنقول: إن وصف الوزير للآية بأنها تحذير للرسول عليه الصلاة والسلام خطأ واضح، ولم يقل بهذا التفسير أحدٌ من علماء المسلمين، بل إن الآية فيها الحفاوة والتكريم الرباني للنبي الأمين، بعد أن أقر عينه بظهور دينه وهداية الناس بعد أن بلغ الرسالة وأدى الأمانة، فنُعيتْ إليه نفسُه، وأرشده ربه للتسبيح والتوبة، ليُختم له بالزيادة في العمل الصالح.