“سي إن إن” تنشر تقريراً عن عقار جديد يفتح باب الأمل لعلاج “إيبولا”

الخميس ٧ أغسطس ٢٠١٤ الساعة ٧:٢٨ مساءً
“سي إن إن” تنشر تقريراً عن عقار جديد يفتح باب الأمل لعلاج “إيبولا”

نشرت وكالة الـ”سي إن إن” الإخبارية تقريراً مطولاً عن العلاج التجريبي “الجديد” لفيروس إيبولا الذي انتشر مؤخراً، وطرحت بعض التساؤلات المهمة حول كيفية عمل هذا العقار، ومدى فاعليته في القضاء على الفيروس، مما يفتح باباً واسعاً في مواجهة هذا الفيروس القاتل.
وحسب الوكالة فقد تم إعطاء العقار الجديد”ZMAP” لشخصين من الولايات المتحدة الأمريكية قد أصيبا بالفيروس، وتم إنقاذ حياتهما بعد أن قال لهما الأطباء إنهما على موعد مع الموت بعد وقت قصير للغاية. وقد أثار هذا العقار “التجريبي” بعض الأسئلة المهمة التي طرحتها الوكالة الإخبارية حيث لا يوجد حتى الآن لقاح علاج نهائي لهذا الفيروس القاتل:

السؤال الأول: من يقوم بتصنيع هذا الدواء؟

تم تطوير هذا الدواء من قبل شركة “ماب” لتكنولوجيا المضادات الحيوية والصيدلانية، التي يوجد مقرها في سان دييجو، وتأسست الشركة في عام 2003 بهدف تطوير الأدوية الوقائية الجديدة للعلاج من الأمراض المعدية، مع التركيز على الاحتياجات غير الموجودة في مجال الصحة والوقاية البيولوجية- وذلك وفقاً لموقعها على الإنترنت.
وعملت شركة “ماب” مع بعض المعاهد الأمريكية للصحة ووكالة الدفاع القومي في مجال مكافحة أسلحة الدمار الشامل كما تبنت وضع علاج لفيروس إيبولا منذ عدة سنوات.
السؤال الثاني: هل تم إنتاج عقاقير أخرى لعلاج الإيبولا في الشركة؟

نعم تم في مارس الماضي حيث تم تحديد قائمة كاملة من الأجسام المضادة التي يحتمل أن يعمل عليها العقار، والباحثون متلهفون للغاية لمعرفة أي منها الأكثر فعالية، وذلك بعد منحة تم إعطاؤها للشركة قيمتها 28 مليون دولار من أجل هذا الهدف بعد اشتراك 15 مؤسسة معنية بفيروس “إيبولا” في هذا المشروع. ومقر هذه المؤسسة في فانكوفر وتعمل بالتعاون مع وزارة الدفاع الأمريكية لتطوير عقارات علاج الإيبولا، وتم اختبار لقاح الفيروس على متطوعين من البشر الأصحاء وذلك وفقاً لأحد كبار الباحثين في جامعة تكساس، ومؤخراً أعلنت المعاهد الصحية الأمريكية أن نتائج هذه التجربة سوف تظهر في شهر سبتمبر المقبل.
السؤال الثالث: كيف يعمل عقار “ZMapp”؟

عن طريق تحديد الأجسام المضادة المناسبة لعلاج الفيروس، حيث تعتبر الأجسام المضادة عبارة عن بروتينات من قبل النظام المناعي للجسم لتدمير أي خلايا خارجية او ضارة. والأجسام المضادة محددة وموجهة وليست متشابهة، حيث توجد أجسام مضادة معينة لفيروس إيبولا، ووفقاً لأحد الباحثين سيتم التعامل مع إحدى الخلايا المصابة بإصابة خطيرة وتجريب العقار عليها لمعرفة نوع الأجسام المضادة والاستجابة المتوقعة للعقار ومن ثم تحديد العلاج المناسب.

السؤال الرابع: لماذا تم إعطاء هؤلاء العمال الأمريكيين هذا الدواء؟

تساءل الكثيرون لماذا تم إعطاء العمال الأمريكيين هذا الدواء رغم وجود الكثيرين في غرب إفريقيا مصابين بهذا الفيروس القاتل، وتقول منظمة الصحة العالمية إنها لم تشارك في قرار الموافقة على العلاج بهذا العقار حتى الآن حيث لم يسبق اختبارها على البشر ولم يتم التأكد من النتائج. ويتلخص الأمر في أن منظمة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تتيح للمرضى الأمريكيين أخذ مثل هذه الأدوية التجريبية تحت بند “استخدام الرأفة” وذلك خارج التجارب السريرية.

السؤال الخامس: هل كان الأطباء يعرفون أن العقار سيعمل بهذه الطريقة؟

لا إطلاقاً، حيث تمت تجربة العقار على ثمانية من القرود للعلاج، ويمكن لنظام المناعة في الجسم البشري أن يتفاعل بشكل مختلف عن القرود، ولهذا السبب هناك حاجة مهمة لخضوع العقار الأمريكي لتجارب إكلينيكية متعددة على البشر من قبل الجهات الحكومية للاستخدام على نطاق واسع. وسيتم دراسة الحالات الأمريكية لتحديد كيفية عمل الدواء مع أجهزتهم المناعية.

السؤال السادس: هل سيكون هذا العقار متاحاً للآخرين الآن؟

من غير الواضح حالياً، وقالت منظمة أطباء بلا حدود في بيان لها إن طرح دواء جديد لم يتم اختباره سيكون من الصعب جداً، حيث تخضع الأدوية التجريبية الجديدة عادة لإنتاج محدود حتى يتم التأكد من فاعليتها.

السؤال السابع: هل الشركة لديها أكثر من جرعة جاهزة من هذا الدواء حاليا؟

قال إنتوني فوسي مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية إن الشركة لديها عدد قليل جداً من الجرعات الجاهزة للاستخدام. وأضاف أن هناك تعاوناً كبيراً بين شركة “ماب” والوكالات الحكومية المختلفة لزيادة الإنتاج ولكن هذا سوف يستغرق العديد من الأشهر.

السؤال الثامن: من الذي يتحمل تكلفة هذا العقار الجديد؟

عندما يحصل المريض على الدواء التجريبي يمكن للشركات المصنعة تحمل كل التكاليف وهذا ما حدث مع شركة ماب في الحالات الأمريكية حيث تحملت كل التكاليف.

كما أن شركات التأمين الصحي عادة لا تتحمل تكاليف أي علاجات لم تتم الموافقة عليها من قبل إدارة الأغذية والعقاقير ولكنها تغطي تكاليف رسوم الأطباء المرتبطة بإعطاء العقار والتكاليف المرتبطة بمراقبة كيفية عمل الدواء.

السؤال التاسع: هل هذا العقار سيوقف انتشار وباء إيبولا؟

لو كانت الإصابة على نطاق واسع فإنه بالتأكيد من الصعب أن يفعل ذلك، ولكنه من الممكن أن يساعد الأطباء في علاج الفيروس القاتل الذي يودي بحياة 60% من المصابين في غرب إفريقيا، وسيكون اللقاح أكثر فاعلية في علاج الفيروس.

ويقول الخبراء إن إعطاء اللقاحات إلى الأشخاص الأصحاء لمنع إصابتهم بالفيروس هو أهم التحديات مع إيبولا في المستقبل القريب.