“التايمز”: خطاب “أوباما” ليس عظيماً ولكن ضرورياً لهزيمة “داعش”

الخميس ٢٥ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ١:٥٩ مساءً
“التايمز”: خطاب “أوباما” ليس عظيماً ولكن ضرورياً لهزيمة “داعش”

علقت صحيفة “التايمز” في افتتاحيتها على خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالقول إنه لم يكن خطاباً عظيماً، بل كان ضرورياً حاول فيه الحصول على دعم واسع لهزيمة تنظيم “داعش”.
وتقول الصحيفة إن خطابه “كان ضرورياً لأن الاستراتيجية الأميركية بحاجة لحلفاء في الشرق الأوسط، وأن تعطى فرصة كي تثمر، ولكن يجب أن يكون التحالف عميقاً وواسعاً إن حاز على فرصة للاستمرار، لكن خطابه كان سطحياً”.
وتضيف “كانت هذه فرصة نادرة لأوباما كي يرسم أمام معظم قادة العالم خطأ واضحاً لكيفية تحقيق الاستقرار في المنطقة، وعوضاً عن ذلك بدأ بما هو واضح وإن كان صحيحاً، -يقف العالم على مفترق طرق-، فقد كانت فرصة يقوم فيها هذا الرئيس لدفن المفهوم حوله، وأنه رئيس متردد، الأمر الذي أضعف أوباما ومنعه من فهم دوره في كيفية قيادة العالم”.
وتلفت الصحيفة إلى أنها “كانت مناسبة للحديث ودون لبس أن أميركا ملتزمة ليس بهزيمة البربرية، ولكن لتقديم شيء أحسن منها، وعوضاً عن ذلك فقد ترك المستقبل لغيره”.
وفي نفس السياق أشارت الصحيفة إلى أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون دعا لعقد جلسة طارئة للبرلمان، ومن المتوقع أن يوافق البرلمان على مشاركة بريطانيا في الضربات الجوية ضد أهداف في العراق.
وتقول الصحيفة إن البرلمان البريطاني سيوافق في الوقت الذي عملت فيه الغارات الأميركية والسعودية على تدمير البنية التحتية لـ “داعش”.
وتشير إلى أن قانون النتائج المتناقصة سيتم تطبيقه في وقت قريب، فمع تدمير كل الأهداف وتراجع “داعش” للخلف واختبائه خلف المدنيين، واستخدامهم دروعاً بشرية فسيرتفع عدد الضحايا بين المدنيين.
وتبين الصحيفة أن “صور الأمير خالد بن سلمان، وهو يخرج من طائرة إف-15 تابعة لسلاح الجو الملكي السعودي، التي انتشرت بعد غارة في قلب مناطق (داعش)، ستعزز مفهوم الهدف المشترك”.
وتؤكد أن “الخطر الأكبر لأوباما والتزامه في الحملة عندما تبدأ بالتلاشي بعد انتخابات نوفمبر النصفية، فقد حذر الأميركيين أن نشر القوات العسكرية قد يطول ويستمر لسنوات، ولكنه ظل طوال السنوات الثلاث الماضية يعد نفسه لها وبنتائج خطيرة على موقف الولايات المتحدة، وتأثيرها العالمي من أوكرانيا إلى بحر الصين الجنوبي”.
وتواصل الافتتاحية “مهما كانت مشاركة بريطانيا، فسيلعب ديفيد كاميرون دوراً نفسيا في الأشهر المقبلة، فعلية أن يذكر أوباما، كما فعلت مارغريت تاتشر، أن هذا الوقت ليس وقت الضعف، وفي النهاية فالأمر سيعود لأوباما نفسه كي يقود بحزم طالما افتقده، فما يفعله أوباما هو من أجل الشرق الأوسط ولصالح إرثه السياسي، فقد أصبح رئيس حرب أحب أم كره”.
وتضيف الصحيفة: “تحتوي استراتيجيته على أربعة مكونات: غارات جوية، تدريب وتسليح قوات حليفة على الأرض، وقطع مصادر تمويل (داعش) ووقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى المنطقة، وكل هذه المكونات مهمة. وكلها تعطي صورة عن خطة متماسكة، وما يثير الحزن أن هذه الاستراتيجية جاءت متأخرة. ويقول البيت الأبيض أنها مبرره للحرب على (داعش)، ومع ذلك فمما لا شك فيه أن تردد أوباما في الرد مبكراً على الأزمة ساعد في خلق فراغ ملأه (داعش) وازدهر فيه، وهو تكرار لما فعله قبل ثلاثة أعوام عندما سمح للمقاتلات الأميركية للمشاركة في غارات على ليبيا، حيث وصف أحد مساعديه الأمر بأنه (قيادة من الخلف)”.
وتشير الصحيفة إلى أن تردد أوباما وتراجعه عن عقاب نظام الأسد لاستخدامه السلاح الكيماوي شجع فلاديمير بوتين، الرئيس الروسي وبعد ستة أشهر على ضم شبه جزيرة القرم.
وتختم الصحيفة بالقول “أميركا قلقة من الحرب، فيما تلعب الدول الإقليمية والأوروبية دوراً مهما في هزيمة التطرف ، لكن قيادة العالم تحمل معها ثمناً باهظاً، وفي هذه المرة يجب على أوباما القيادة من الأمام”.