كُتّاب رأي يتسائلون عن نهاية الأخطاء الفادحة لأعضاء “الهيئة”؟

الثلاثاء ٢ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ٩:٢٠ صباحاً
كُتّاب رأي يتسائلون عن نهاية الأخطاء الفادحة لأعضاء “الهيئة”؟

منذ انتشار فيديو اعتداء أحد أعضاء الهيئة على مقيم بريطاني برفقة زوجته، والتساؤلات مطروحة عن وقت انتهاء أخطاء أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في الوقت الذي تؤدي تلك الأخطاء الفردية إلى الإساءة لجهاز الهيئة.

وأكد الكاتب الصحفي خالد السليمان، اليوم في مقاله أن ما احتواه مقطع فيديو اعتداء رجل هيئة على مواطن بريطاني أمام أحد أسواق الرياض هو يعكس تدني ثقافة حقوق الإنسان في مجتمعنا عند بعض الموظفين الذين يظنون أنهم يملكون صلاحية الاعتداء على الناس، مبيناً أن النظام لم يمنح حتى رجل الأمن سلطة الالتحام الجسدي إلا في حالات محددة ترتبط بالمقاومة أو الاعتداء، فكيف برجل هيئة لا يملك حتى صلاحية الإيقاف.

وأضاف الكاتب “السليمان” أن ما جرى غير مقبول مهما كانت مبرراته ويجب ردعه، فرجل الهيئة أو أي موظف رسمي رقابي لا يملك صلاحية الاشتباك مع الآخرين، وفي حالة تعرضه لاعتداء بدني أو لفظي أثناء ممارسة عمله فإن هناك إجراءات نظامية يمكنه اللجوء إليها ويفصل فيها رجال الشرطة والحقوق، أما تقمص شخصية الملاكم أو المصارع، فينتمي لمجتمع يحكمه قانون الغاب لا لمجتمع نسعى جميعا لترسيخ مفاهيم الحقوق فيه وتكريس سلطة القانون.

وأشار الكاتب إلى من يرى بأن تصعيد القضية تم لأنها ارتبطت بمواطن بريطاني فإنني لا أتفق معه تماما، فلا شك أن كون الطرف الآخر هنا بريطانيا قد ساهم في الإبراز الإعلامي، لكن الحقيقة أن كثيرا من قضايا المخطئين من رجال الهيئة تتفاعل معها إمارات المناطق ويتم التحقيق فيها.

وتسائل “السليمان” قائلاً: وماذا بعد؟! ففي كل مرة نقرأ لمسؤولي الهيئة تصريحات عن التحقيق والتوعد بعقوبة المخطئين، لكن الأخطاء والتجاوزات تتكرر وكأن هناك من رجال الهيئة من لا يستوعب حقيقة مهماته أو يفهم حجم مسؤولياته فيسهم في تشويه صورة الهيئة وزيادة الهوة مع المجتمع.

وأما الكاتب خلف الحربي، فقد استهل تعليقه حول حادثة الإعتداء بأن الأطفال يعشقون لعبة (النطاطية) لأنها تمكنهم من القفز عاليا في السماء فيصبحوا أعلى من كل البشر وهم واثقون تمام الثقة من سلامتهم حين يسقطون على الأرض، لذلك يواصلون القفز العبثي دون توقف غير مكترثين بكل شيء حولهم، ومن هذه الزاوية أعجبتني (نطة) حارس الفضيلة على المقيم البريطاني لأنها كانت (نطة) تتحدى كل قوانين الجاذبية.

وأضاف الكاتب في مقاله أن هذه الحادثة المخجلة ليست الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة ما دامت (النطاطية) مملوءة بالهواء وما دامت سلامة (النطاط) مضمونة بطريقة أو بأخرى، حيث لم تمر سنة على فاجعة مقتل شقيقين في اليوم الوطني وهي الحادثة التي أكدنا حينها أن نهايتها سوف تتلخص في عنوان ذلك المقال (الحق على الجسر) وهذا ما حدث فعلا للأسف الشديد حتى ظهرت لنا هذه (النطة) المبتكرة، ولا أظن أن حادثة اليوم سوف تختلف نهايتها عن حادثة الأمس مع تقديرنا لتصريحات رئيس الهيئة وتصريحات الناطق الرسمي للهيئة حول تشكيل لجنة للتحقيق في الحادثة.

وأضاف “الحربي”، كل ذلك يدفعنا لتكرار الأسئلة المريرة ذاتها: إلى متى السكوت على الأخطاء الفادحة لبعض منسوبي الهيئة؟، ومتى تتحول كرامة البشر إلى خط أحمر؟، وبأي لغة يمكن التواصل مع هذا النوع من الموظفين وإفهامهم أن إهانة الناس والاعتداء عليهم بالضرب تحت شعار الحفاظ على القيم الإسلامية يعد إساءة بليغة للإسلام؟.

وختم الكاتب قائلاً: عموما هناك بصيص أمل بمعاقبة المتسبب في الحادثة الأخيرة باعتبار أن ظروفها وشخوصها وتوقيتها كلها أمور محرجة لهذا الجهاز الحكومي.

ويترقب اليوم المهتمين نتائج لجنة التحقيق في القضية التي أكد رئيس الهيئات الشيخ عبداللطيف آل الشيخ، بمباشرتها أعمالها حيث بين أن النظام على سيطبق على الجميع.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • ألله كريم

    عند أول فرصه تنقصون على الفريسة لكي تثبتوا أنكم على حق وعند المنجز وحماية الأعراض هذا تضخيم لماذا تكيلون بعشرات المكائيل استغفرا الله واتبوا اليه