“المواطن” تحاور معنفات “وراء الأبواب”.. فتاة: السجن أفضل من رؤية أخي

الأحد ٢٦ أكتوبر ٢٠١٤ الساعة ١١:٥٠ صباحاً
“المواطن” تحاور معنفات “وراء الأبواب”.. فتاة: السجن أفضل من رؤية أخي

سنظل دائماً لا ندري حجم الظلم الذي يكمن خلف الأبواب المغلقة، حيث أوضحت إحصائية عالمية أن امرأة من كل 3 نساء تتعرض يومياً للعنف، وثلث هذه النسبة تقتل بسبب العنف، وهو يختلف حسب طبيعة المجتمع كما تختلف أنواعه جسدياً ونفسياً ولفظياً وقانوياً، وفي تصريح لمنظمة الصحة العالمية قالت فيه: “إن النساء اللاتي تساء معاملتهن من المرجح أكثر أنهن يعانين من مشاكل صحية طويلة المدى، بما في ذلك الحزن الشديد ومحاولات الانتحار”.
وباعتبار العنف قضية عامة وليست خاصة تتعلق بداخل الأسرة، تحدثتلـ”المواطن“‬ مع معنفات “وراء الأبواب” بلا ذنب يرفضن اللجوء للدار أو حتى الإبلاغ، ويستصعبن الحلول ويفضلن الصبر والصمت على أمل أن تتحسن أوضاعهن.
شبح الأخ
تحدثت لـ”المواطن“‬ إلى إحدى الفتيات المعنفات وقبل حديثها قالت: “إذا انقطع التواصل بيننا واختفيت في هذه اللحظة؛ اعلموا أن أخي قد وصل للمنزل، وسأحاول مرة أخرى التواصل معكم، وعند سؤالنا عمن هو معنفك؟ أجابت هو أخي اللئيم الجاهل، من بعد وفاة والدي وأنا عمري ١٣ عاماً وحتى الآن وعمري ٢٧ سنة، وهو ٣٦ سنة، وضع نفسه علينا “ولي أمر” يضربنا ضرباً وحشياً ويوجه لنا الإهانات على أساس أنه يربينا، فضلاً عن تعرضنا للعنف اللفضي كثيراً والذي أستطيع تجاهله لكن الضرب هو ما لا يمكنني تجاهله لأنه يقوم بضربنا ضرباً يخلف آثاراً، أنا لا أخاف من الناس ولا أفكر فيهم ولا يهمني نظرة المجتمع مهما حصل لكن لا أستطيع الإبلاغ عنه أو رفع قضية عليه؛ لأني أسكن معه ولو شعر أني فقط أفكر بهذا الشيء احتمال يكسر أقدامي حتى لا أخرج”.
وعند سؤالنا كيف تقضين يومك؟ أجابت: “أقضية بخوف شديد جداً حتى عندما يمر أخي من الغرفة أحس بخوف رغم أني لم أفعل شيئاً، ولا أستطيع أن اختلي لنفسي لأنه يراقبنا”، وختمت حديثها “أتمنى السجن، المهم لا أرى أخي”.

 

الضرب حتى النزف
“كل يوم لا بد أن أبكي” بهذه الكلمات المريرة بدأت أم سالم حديثَها معنا قائلة: “أنا عشت طفولتي ومراهقتي بالخوف والضرب والذل والإهانة والتجاهل والتحطيم والألم كل يوم أنضرب ضرباً مبرحاً حتى أنزف بسبب وبدون سبب، كل يوم لا بد أبكي حتى لو ضحكت يوماً أقول في نفسي الأيام المقبلة ستبكيني كثيراً”.
وأوضحت: “لدي أم سليطة اللسان تقذف وتشتم وتدعي علي بالمرض والشلل وتتهمني بشرفي وتنقص من قدري أمام الناس، وأيضاً أب شغال ضرب فيني في البيت وبالشارع، وفوق هذا كله زوجوني إجبارياً وبالضرب حتى قبلت بعذر التخلص منهما، وفوق كل ذلك سامحتهم لكن هم ما تابوا حتى بعد ما تزوجت، والدي يضربني على أسباب تافهة عند كل زيارة حتى قاطعتهم سنة كاملة، وحلفت على نفسي حلف يمين إذا مد يده علي مرة ثانية سأوقفه عند حده، خلاص أنا كبرت وعندي أولاد إلى متى بعيش هكذا؟! يضربني وأنا طفلة وأنا متزوجة وأنا أُم وعندي طفل؟!”

 

حرمان من الوظيفة
وبمزيد من الألم والحزن سردت لنا إحدى الفتيات -التي رفضت ذكر اسمها- قصتها قائلة: “أعيش تحت ضغط نفسي شديد جداً منذ صغري وحتى الآن أذكر كل التفاصيل وكل العنف الذي مررت به، وحالياً والدتي ترفض وظيفتي الحكومية وترفض الخطاب وتدعي علي دائماً بالمرض والعجز وأن تشرف على عزائي بنفسها.
إن من أبسط حقوقي بطاقة الأحوال وهي مرفوضة، أغراضي الخاصة لا تُشترى، سمعتي تُشوه بين الناس، أمي لا تثق فيني أبدًا حتى عندما أعود تقول مع مَن كنتِ؟ من أوصلك للمنزل؟ أعيش التمييز يومياً بيني وبين باقي أفراد أسرتي”.
وأوضحت: “كنت مكتئبة كثيراً طوال فترة وظيفتي السابقة تعذبت عذاباً وانضغطت حتى تركتها من والدتي ووالدي وإخواني، كنت أواجه الشتم وأضرب ضرباً مبرحاً جداً من أخي بمساعدة والدتي لدرجة انحرمت من أوراقي الثبوتية المطلوبة، حتى عندما أجمع بعض المال يؤخذ مني من غير رضاي” وأردفت قائلة: “الآن أنا أعيش بالبيت أشتغل وأنظف وأنضرب ولا ينادوني إلا يا خادمة، حتى عندما أمرض أُمنع من الذهاب للعلاج وإعطائي بطاقة العائلة”، وبيّنت خوفها من الإبلاغ عن ما تعانيه.

 

المعنف في مكان القوة والمسؤولية
وترى رقيه فتيحي، محاضر متخصص في دراسات العنف الأسري بقسم علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية، أنه لا يوجد فارق كبير بين دار الحماية ودار الرعاية ودار الفتيات هي مسميات للإيواء، وأن الإحصائيات تشير إلى الزيادة في العنف، وأكثر الضحايا الأطفال والفتيات والزوجات ومَن هم أضعف في البنية من المعنف ومن هم أصغر في العمر.
وتابعت: “في أغلب الأوقات نجد أن المعنف هو صاحب القوة والمسؤولية”، وعن سبب العنف أفادت: إن العنف ضد الفتيات لا يوجد له سبب، وإنما هي مسببات لذلك العنف الموجه ومنها الانفتاح للعالم ومتطلبات الحياة وعادات وتقاليد الأسرة تكون في صراع دائم فالفتيات يطالبن ببعض الحقوق وتكون خارجة عن العادات لنفس الأسرة وتعنف من أجلها الفتيات من قِبل الوالدين أو الإخوة، وتصل الأمور أحياناً للضرب وبل تزيد إلى الحبس وعدم خروجها لتمردها.

 

توفير الاستشارة
وبينت رقية فتيحي في حديثها لـ”المواطن“‬، أن تركيز الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي فقط على المشكلة وليس لحل المشكلة، وأضافت قائلة: الحل ليس الهرب، وإنما من الحلول ما هو البديل لهذا الهروب، فلماذا لا نضع خطاً هاتفياً على مدار ٢٤ ساعة للسماع لهن من قِبل أخصائيات اجتماعيات ونفسيات لمن تريد أن تستشير؟! هل الهروب أفضل أم ماذا تفعل؟!، مؤكدة أن دار الحماية هي الحل السليم، ولكن أفضل حل للفتاة في أن تحل مشكلتها وهي بين أسرتها قبل الوصول للدار.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • راكان

    رفقا بالقوارير

  • الجامدي

    الله يكون في عون كل امرأه لا يقدرها وليها سواءً اخوها او ابوها او زوجها او عمها والله ان النساء حنونات على اقاربهن وتجد البنت تنتظر والدها بشغف وتحترمه وتقدم له كل ما يطلبه منها دون تضجر او تكاسل .. فالرفق الرفق بهن فانهن لا يوجد لديهن وسيلة للدفاع عن انفسهن الا الدموع …..

  • عبدالله

    الله يكون بعونهن ويفرجها لهن