2050 سنحقق كأس العالم

الجمعة ٢٤ أكتوبر ٢٠١٤ الساعة ٧:٣٢ مساءً
2050 سنحقق كأس العالم

ليس ضرباً من الخيال ولا توقعاً مجنوناً، وليست أوهاماً نتيجة أماني أتمنى تحققها، بل تحليل لما ستكون عليه الرياضة السعودية وكرة القدم تحديداً عام 2050م إذا ما اُتبعت الطرق الصحيحة في الاحتراف، ويبدأ الطريق من الأندية.
فأنديتنا هجين عجيب من المكونات المتنافرة وغير المتجانسة وكأنها خرز العمياء كما يقولون. فهي من جانب مؤسسات حكومية تُدار وتُمول من القطاع الخاص، بأسلوب أقرب ما يكون للملكية الخاصة. الوصول لرئاسة أي نادٍ يتم عن طريق الانتخابات في صورة مزايدة مَن يدفع أكثر يتسلم المنصب (الذهب) أو يسلمه إلى من يرغب. أما بقية أعضاء الفريق الإداري للنادي ففزعات من المقربين للرئيس من قدامى (المحاربين) في النادي. ورغم حرص رؤساء الأندية على كثرة الظهور الإعلامي إلا أن القرارات الجوهرية داخل النادي تبقى فردية وسرية خصوصاً المالية، وذلك التكتم يخفي الكثير من الأسرار، وتبقى التسريبات من داخل الأندية مصدر رزق لبعض الصحفيين الرياضيين. والغريب أن للرئيس الحق في إغراق النادي في الديون دون حسيب ولا رقيب، والأغرب أن تلك الديون لا تظهر إلا إذا بدأ الصراع على كرسي النادي وشعر ذلك الرئيس أن رئاسته مهددة.
أما هجين اللاعبين فهو الأعجب، فاللاعب السعودي هاوٍ فكراً وعملاً بمسمى محترف حولت الملايين بعضهم إلى مستهترين، ولاعب أجنبي رديء غالباً، يتسلم مبالغ لو أنفقت على تطوير اللاعبين الناشئين لكان أجدى، ومدربون على كف عفريت إما لعدم رضا اللاعبين عنهم أو لتخبطات إدارية أو لسخط جماهيري نتيجة هزيمة من منافس أو أنه ملّ وأراد المغادرة بأكبر مكاسب ممكنة فتجده يتخبط لإثارة أكبر زوبعة حوله ليقال بحقوق كاملة.
ومن عجائب بعض أنديتنا (الرُباطيات) التي تعمل ضد بعضها داخل النادي، ضاربة بعرض الحائط مصالح النادي في مقابل مكاسبها الخاصة، وقد وصل الأمر في أندية إلى إغراق النادي في الديون، والعقود المجحفة لتوريط الإدارة الجديدة، ولم يتورع بعضهم عن الاعتداء الجسدي على خصومه أو تسليط بعض أتباعه.
ولكي نحقق كأس العالم 2050م يجب أن نسلك طريق الاحتراف. وأول خطوات الاحتراف هي خصخصة الأندية بالكامل، حتى لا تظل رهن إعانات المحسنين وتخبطات أصحاب النفوذ، وتتحول من مؤسسات متهالكة وعبء على المجتمع إلى مؤسسات منتجة تدعم الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى دورها الرياضي الفاعل.
فإذا تمت خصخصة الأندية فإن إدارتها ستنتقل إلى المحترفين مالياً وإدارياً وفنياً وبالتالي يصبح التعامل مع اللاعبين وجميع العاملين في النادي على هذا الأساس، لأن اللاعب إما أن يكون عاملاً منتجاً يدر على النادي مبالغ تفوق ما أنفق عليه أو فلا حاجة للنادي إليه. وتصبح قرارات النادي بيد فريق محترف لا شخص متخبط تُطلق عليه ألقاب الثناء والمدح كأنه دكتاتور دولة اشتراكية.
ولكي تكتمل دائرة الاحتراف لا بد من جعل جميع مؤسسات الاتحاد السعودي لكرة القدم محترفة بالكامل من رئيس الاتحاد مروراً بجميع اللجان وانتهاء بأصغر موظف. أما أن يبقى عدد كبير من منسوبي اتحاد كرة القدم من المتعاونين كالحكام فإن ذلك يعني الاستمرار في العبث والتخبط وعدم المبالاة، فما عملهم الرياضي إلا متعة وشهرة ودخل إضافي.
سؤالي هل لدينا الرغبة في تحقيق كأس العالم؟ أما أن الرياضة مجرد تسلية وإلهاء للشباب؟

@abdulkhalig_ali تويتر
[email protected]

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني