يوم الجمعيات السعودي يدعو لجعل المملكة وجهة عالمية لصناعة المؤتمرات

الأحد ٩ نوفمبر ٢٠١٤ الساعة ٨:٥٤ مساءً
يوم الجمعيات السعودي يدعو لجعل المملكة وجهة عالمية لصناعة المؤتمرات

شهد “يوم الجمعيات السعودي” الذي عقد في إطار المنتدى السعودي الثاني للمؤتمرات والمعارض، الذي تتواصل فعالياته في فندق ريتز كارلتون بالرياض، اليوم العديد من المقترحات والرؤى التطويرية للجمعيات العلمية السعودية، من خلال استثمار “بيئة النهضة” التي تشهدها المملكة، والبنية التحتية المتوافرة، وتهيئة الجمعيات لاستيعاب الشباب، وتعزيز الصفة القانونية لهذه الكيانات المهمة، إلى جانب تطوير أسلوب دعمها وتمويلها، لتضطلع بأدوارها التنموية في المجالات الاجتماعية والعلمية والاقتصادية والصحية.
وشارك في يوم الجمعيات عدد كبير من رؤساء وأعضاء مجالس إدارة وأمناء الجمعيات المهنية والعلمية والطبية في المملكة.
وافتتح أعمال “يوم الجمعيات السعودي”، عبدالله الجهني مستشار رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار المشرف على تأسيس البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات.
وقدم المستشار ومدير عام الإدارة العامة للبرامج التطويرية بوزارة التعليم العالي، الدكتور حمد بن ناصر المحرج، ورقة عرض من خلالها جوانب من مبادرة وزارة التعليم العالي لتطوير برامج وأنشطة الجمعيات العلمية في الجامعات السعودية، وقد كشفت الدراسة التي أجرتها الوزارة لإعداد المبادرة أن معظم الجمعيات العلمية في الجامعات السعودية تعاني بعض الإشكاليات التي تسببت في انخفاض مستوى مشاركتها.
وأشار إلى أن عدد الجمعيات العلمية في الجامعات 124 جمعية، وقال إن المبادرة ترمي إلى تعزيز إسهام الجمعيات العلمية في بناء مجتمع المعرفة، وتفعيل الأنشطة العلمية والتعليمية، والمهارات القيادية لمنسوبي الجمعيات والعاملين بها، ودور الجمعيات العلمية في التواصل مع المجتمع. وذكر المحرج أن المبادرة اقترحت 5 مجالات للتطوير، وهي برامج التواصل العلمي والتعاون الدولي، برامج تنمية الموارد الذاتية ومصادر التمويل، برامج التطوير المهني والتخصصي، برامج التواصل المجتمعي ونشر المعرفة، وبرامج تطوير البيئة الإدارية والتنظيمية.
وأوضح المحرج أن (37) جمعية علمية تابعة لثماني جامعات تقدمت بمقترحات تطويرية بلغ عددها (137) مقترحاً.
من جانبه قدم الدكتور محمد العبيداء، الأستاذ المشارك بكلية طب الأسنان بجامعة الملك سعود، عدداً من التوصيات باتجاه تطوير أداء الجمعيات. وقال “تشهد المملكة حراكاً علمياً هائلاً بالتوسع الكبير في إنشاء الجامعات الحكومية والخاصة وبما قامت به حكومة خادم الحرمين الشريفين بالابتعاث وبأعداد غير مسبوقة والتي ينبغي أن يتزامن معه توسع في أنشطة هذه الجمعيات العلمية لاستيعاب الأعداد الكبيرة من المبتعثين، مؤكداً أن الجمعيات يناط بها الدور الرئيس بإشراك الشباب العائد إلى الوطن في النهضة الشاملة المأمولة.
ودعا الدكتور العبيداء إلى ضرورة إيجاد إدارة في وزارة التعليم العالي تكون مظلة لجميع الجمعيات العلمية، وإقامة منتدى سنوي يدور بين الجامعات لتبادل الخبرات بين الجمعيات.
واقترح العبيداء إيجاد صفة قانونية حكومية تُتيح للجمعيات فتح حساب لها في أجهزة الدولة، ودعم الجمعيات مالياً، خاصة الجمعيات النشطة الفاعلة وحفز الجمعيات غير النشطة والبحث في أسباب ضعف أدائها.
وأكد أهمية التغيير في الفكر في تقديم الدعم المادي حيث إنه ما زالت الجمعيات تتلقى سُلفاً باسم رئيس الجمعية.
وتضمنت مقترحات الدكتورة العبيداء تشجيع ودعم الجمعيات باحتضان واستيعاب فئة الشباب والطلاب في عضويتها واحتضان وتبني أنشطتهم، ومن توصياته تقديم التسهيلات والدعم للجمعيات العلمية لعقد مؤتمرات علمية ومعارض وعقد شراكات إقليمية وعالمية لإبراز الوجه الحضاري للمملكة، وكذلك اشتراط الانتساب للجمعيات للحصول على تراخيص العمل في القطاعات المختلفة: الطبية والهندسية والتربوية وغيرها.
وعرض خلال المنتدى “دور البرنامج الوطني للمعرض والمؤتمرات في تنمية اجتماعات الجمعيات”، وقدم المهندس طارق عبد الرحمن العيسى، المدير التنفيذي للبرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات، رؤى مستقبلية للنهوض بإسهامات الجمعيات في قطاع المعارض والمؤتمرات.
وأشار العبيداء إلى إحصاءات لنشاط قطاع المعارض والمؤتمرات عالمياً، خاصة في كل من أمريكا وكندا وألمانيا وأستراليا، مجيباً عن سؤال: ما الذي يريده البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات من الجمعيات السعودية، وأكد أن تطوير أداء الجمعيات من شأنه الإسهام في نمو قطاع المؤتمرات في المملكة، ولذلك يجب توفير المعلومات والإحصاءات، وتيسير الإجراءات، والتعاون مع الجمعيات لتطوير النمو الاقتصادي والمعرفي في المملكة، وتطوير البرامج التي تزيد من أنشطة ونتائج الجمعيات.
ولفت العيسى إلى ضرورة زيادة عدد اجتماعات الجمعيات، واستقطاب اجتماعات الجمعيات الدولية إلى المملكة، وتعظيم الفوائد الاقتصادية من اجتماعات ومؤتمرات الجمعيات.
وشارك المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق بن أحمد خوجة، عضو مجلس الجمعيات العلمية الصحية بالهيئة السعودية للتخصصات الصحية بورقة عمل حول دور الجمعيات في تطوير النظام الصحي بالمملكة، تناولت الورقة جهود الهيئة السعودية للتخصصات الصحية في تطوير الجمعيات العلمية التابعة لها. واستعرضت الورقة دور الجمعيات الصحية وكونها العمود الفقري للمجتمع المدني في تنفيذ الأهداف الإنمائية للتنمية، وعرج إلى الدور التطوعي لهذا النوع من الجمعيات.
وطرح خوجة مبادرة تطويرية تعنى بالنظام الصحي بهدف الارتقاء بمستوى الجودة في الخدمات الصحية في المملكة، والعمل على تشجيع الجمعيات العلمية على تحقيق أهدافها ورسالتها في المجتمع. كما قام بعرض وتحليل نتائج الدراسة الخاصة بدور الجمعيات الصحية في تطوير النظم الصحية، وهي الدراسة التي اهتمت بإبراز التطورات الفعلية والايجابية على ساحة الجمعيات الصحية في السعودية، مع إبراز الاتجاهات الجديدة عالمياً نحو دعم الشراكة والمشاركة في تحسين مخرجات النظام الصحي.
وخلصت ورقة الدكتور خوجة إلى تأكيد أهمية دراسة النماذج الناجحة لجهود الجمعيات الصحية في تحسين أداء البرامج والنظم الصحية في المناطق والمحافظات، وإلقاء الضوء على القصص الناجحة ، والاعتبارات التي كفلت نجاح هذه الجهود, والعمل على بناء قدرات الجمعيات الصحية الأهلية، بهدف ابتكار الأبنية المؤسسية الناجحة، التي توفر فرصاً أكبر لنجاح جهود الجمعيات.
وقدم الدكتور فيصل بن منصور الفاضل مدير الإدارة القانونية في الهيئة العامة للسياحة والآثار، تجربة الهيئة في تكوين الجمعيات المهنية السياحية، مشيراً إلى أن الهيئة عملت بالشراكة والتعاون مع القطاع الخاص ووزارة التجارة والصناعة، على إعداد مشاريع أنظمة ثلاث جمعيات مهنية تشكل اللبنة الأساسية لإشراك القطاع الخاص في تنمية السياحة الداخلية وتطويرها.
وأوضح أن إنشاء الجمعيات السياحية يسهم في تفعيل دور القطاع الخاص في تنظيم الأنشطة التي يمارسها، وجذب استثمارات القطاع الخاص إلى هذا المجال، وتحويل مفهوم المنافسة غير العادلة إلى مفهوم التعاون لتحقيق النجاح لجميع الممارسين، وكذلك حماية النشاط من سيطرة المستثمرين الكبار في السوق وإتاحة الفرصة لكافة المستثمرين بشكل عادل، إلى جانب ترسيخ قيم وأعراف ومبادئ ممارسة النشاط والمحافظة عليها لخلق السمعة التي يطمح اليها المنتسبين لهذا القطاع.
وأكد أن إنشاء الجمعيات يطور المهن المتعلقة بمرافق الإيواء السياحي والمرشدين السياحيين والسفر والسياحة.
وأكد المشاركون في “يوم الجمعيات السعودي” عدداً من النقاط حول أهمية عقد هذا اللقاء:
•إن الجمعيات تعد من أكثر الجهات تأثيراً على قطاع ‏المؤتمرات، وإن الكثير من المؤتمرات والمنتديات والملتقيات والاجتماعات ‏الكبيرة التي عقدت على مستوى العالم إقامتها الجمعيات الدولية ‏والإقليمية والوطنية، وتم تأكيد قيام البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات بالتعاون مع شركائه على تطوير البرامج التي ‏تدعم الجمعيات السعودية لما في ذلك من تأثير مباشر على نمو قطاع المؤتمرات ‏في المملكة.
•الهدف الرئيس من إقامة يوم الجمعيات السعودي هو تطوير قدرات ‏الأمناء والرؤساء التنفيذيين والمسؤولين العاملين في إدارة الجمعيات المهنية، ‏والعلمية، والطبية في المملكة، ليصبح لديهم القدرة على تنظيم اجتماعات ‏ومؤتمرات متميزة، وأيضا لتمكينهم من بناء الشراكات مع نظرائهم في الجمعيات ‏الدولية، وبالتالي النجاح في استقطاب المؤتمرات الدولية إلى المملكة.
‎•المؤتمرات هي أداة فعالة لتقديم مواضيع ‏تعليمية وفرص تنموية ومهنية لأعضاء الجمعيات ومسؤوليها‎.
‎•يوم الجمعيات السعودي قيمة مضافة للمنتدى السعودي ‏للمؤتمرات والمعارض لأنه يحاكي شريحة رئيسة من جانب الطلب في قطاع ‏المؤتمرات، ما يعزز من تحقيق أهداف المنتدى.
إلى ذلك تضمنت جلسة افتتاح “يوم الجمعيات السعودي” 4 محاضرات وأوراق عمل هي: دور البرنامج الوطني للمعرض والمؤتمرات في تنمية اجتماعات الجمعيات”، ‏ورقة عمل للمهندس طارق عبد الرحمن العيسى، المدير التنفيذي للبرنامج الوطني للمعارض والمؤتمر. وقدم روبن لوكرمان ، رئيس مجموعة (أم سي أي)، محاضرة ورقة بعنوان “دور الجمعيات في التنمية الاقتصادية وتطوير قطاع الأعمال”.
وقدم د. محمد العبيداء ورقته بعنوان “واقع وتطلعات الجمعيات السعودية”. وعرض جون جراهام ، الرئيس التنفيذي للمنظمة الأمريكية للمدراء التنفيذيين في الجمعيات، رؤية في تطبيق الأساليب الإدارية المتطورة للمدراء التنفيذيين وأثر ذلك في إنجاع أعمال الجمعيات.
وعقدت الجلسة الأولى في “يوم الجمعيات السعودي” بعنوان “الأساليب الحديثة في إدارة الجمعيات”، ورأس الجلسة الدكتور سعد عسيري.
وقدم نيكي ولكر، نائب رئيس مجموعة أم سي أي، محاضرة عن “إدارة العضوية والاستقرار المالي في الجمعيات”، وعرض الدكتور حمد المحرج مبادرة وزارة التعليم العالي لتطوير برامج وأنشطة الجمعيات العلمية في الجامعات السعودية، وقدم الدكتور غازي العباسي، الأمين العام للهيئة السعودية للمهندسين، “تجارب ناجحة في إدارة الجمعيات المهنية السعودية”، كما عرض د. فيصل الفاضل، مدير الإدارة القانونية في الهيئة العامة للسياحة والآثار، “تجارب ناجحة في وضع تنظيمات للجمعيات السعودية”. أما الجلسة الثانية التي عقدت بعنوان “الإدارة الناجحة لاجتماعات الجمعيات”، فقد ترأسها الدكتور صلاح البخيت، نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار المشرف العام على مبادرة تطوير السياحة والاستثمار. وخلال الجلسة قدم الدكتور توفيق خوجة ورقته بعنوان “دور الجمعيات في تطوير النظام الصحي في المملكة”، وعرضت سميرة أساكس، الرئيس التنفيذي لعمليات الشرق الأوسط والهند وأفريقيا في مجموعة (أم سي أي). وقدم جيراد بتشار، المستشار الاستراتيجي، ومدير تطوير الأعمال في البرنامج الوطني للمؤتمرات والمعارض، ورقة بعنوان “برنامج السفير”.