في ملتقى الروماتويد الأول: العلاج المبكر يحد من الإعاقة

الأحد ٢١ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ٨:٤٣ مساءً
في ملتقى الروماتويد الأول: العلاج المبكر يحد من الإعاقة

أكد ملتقى علمي في الرياض أن غياب الإحصائيات في المملكة حد من معرفة عدد المرضى المصابين بالروماتويد ونسبته في المجتمع السعودي، إلا أن ذلك لا يمنع القول إن النساء أكثر عرضة للإصابة بالمرض من الرجال حيث يصيب عادة ثلاث نساء مقابل كل رجل.

وأقيم الملتقى الذي حضرته نخبة من المختصين، ضمن الحملة الأولى على مستوى المملكة التي أقيمت تحت شعار “معاً ضد الروماتيزم”، للتعريف بمرض الروماتويد وأضراره على صحة المريض وكيفية الوقاية منه وأهمية المبادرة بعلاجه، في مراحل مبكرة من المرض خشية الإعاقة، وذلك في فندق الانتركونتيننتال.

وأوضح رئيس الجمعية السعودية لأمراض الروماتيزم الدكتور حسين محمد حلبي، خلال الملتقى أن هذا المرض من أكثر أمراض المناعة الذاتية الروماتزمية شيوعاً، والثاني من الروماتزميات حصداً للمصابين ويحدث نتيجة خلل في جهاز المناعة الذي يهاجم الأغشية المحيطة بالمفاصل.

وأضاف أن هذا النشاط المناعي يؤدي لحصول التهاب دائم في المفاصل والالتهاب، بدوره يمتد للغضاريف والعظام، محطماً لها في حال استمراريته، وترك هذا المرض دون علاج تعني تشوهات حتمية، وانعكافات وتقلصات تصيب المفاصل المصابة مع الزمن.

وأشار حلبي إلى أن جميع المصابين ليسوا سواءً في الإصابة بالمرض، لدرجة أنه انتشرت بين الأطباء مقولة الروماتويد ليس مرضاً واحداً.

وتحدث عن أبرز أعراض الروماتويد التي تشمل الإحساس بتيبس في مفاصل الأصابع واليد، مع انتفاخات تتحسن مع الحركة مصحوبة بآلام تقل باستخدام الأدوية المضادة لالتهاب المفاصل، وتزداد آلام المفاصل وتيبسها بداية النهار، وبعد كل فترة راحة، لأن الحركة تطرد السوائل الالتهابية خارج المفاصل وتلينها، والسكون يسمح لخلايا الدم البيضاء والسوائل بالتجمع فيها.

وأضاف حلبي: “بطريقة عامة يمكن القول إن أياً من المفاصل المصابة تتألم وتسبب نفس نوعية الإزعاج”.

وعن خطورة المرض وأكثر أجزاء الجسم عرضة له، أكد حلبي أن المرض يصيب مفاصل أصابع اليد وكذلك الرسغين، والكوعين، والكتفين، والفك، والقدم، والركبتين، بل إنه قد يصيب العديد من أجزاء الجسم خارج المفاصل مثل الجلد والرئتين والقلب والعين، ما يعني خطورة المرض وضرورة المبادرة لعلاجه.

في ذات السياق، قال الدكتور زياد الزهراني استشاري أمراض الروماتيزم، إن أهم ما في الروماتويد هو العلاقة بين المريض وطبيبه والتاريخ المرضي الذي يحقق فيه الطبيب، فأعراض التيبس والالتهاب تختلف من مرض روماتزمي لآخر، وإن كانت قائمة الأمراض التي يحتاج أن يفكر فيها الطبيب كبيرة حينما يرى المريض في البداية، إلا أن القليل من التدقيق وبعض التحاليل تساعد في الوصول للتشخيص بثقة.

وعن آلية علاج المرض قال الزهراني “تعتمد على إيقاف نشاط المرض والوصول لمرحلة الشفاء التام بأمر الله خلال شهور معدودة من بداية العلاج، وهناك العديد من الأدوية التي أثبتت فعاليتها في التحكم بنشاط المرض المزمن وأهمها الأدوية البيولوجية الحديثة”.

وأكد كل من حلبي والزهراني، أن المبادرة بالكشف على المرض وعلاجه من أهم الأسباب للشفاء منه أو التخفيف من الآثار المحتملة للروماتويد التي منها الإعاقة.

يشار إلى أن الحملة تأتي في إطار مبادرة تعليمية عالمية توفر الأدوات والموارد اللازمة للمساعدة على سد الفجوات المعرفية حول التهاب المفاصل الروماتيزمي (RA)، مجهزة بالتعليم والدعم يمكن للأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي إدارة مرضهم بشكل استباقي مع الطبيب.

وتُدعَّم هذه المبادرة من قِبَل أكثر من 42 منظمة من جميع أنحاء العالم، وتسترشد بشركاء ذوي خبرة عالية من الأطباء وهيئة التمريض والباحثين، وتشجع الناس ذوي التهاب المفاصل الروماتويدي من جميع أنحاء العالم لبدء المحادثة، وتبادل أهدافهم الشخصية مع أطبائهم والعمل معا لوضع خطة طويلة الأجل لإدارة مرضهم.

د. حسين حلبي و د. زياد الزهراني يتحدثان في الملتقى-٢٠١٤١٢٢١-١٨١٨١٠800