” العنزي ” يرثي الملك عبدالله بقصيدة مبكية

الإثنين ٢٦ يناير ٢٠١٥ الساعة ١١:٢٥ مساءً
” العنزي ” يرثي الملك عبدالله بقصيدة مبكية

جاشت قريحة مشرف النشاط الثقافي بتعليم الحدود الشمالية الأستاذ والشاعر حمدان بن سالم العنزي بقصيدة مبكية رثا بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله – وقال الشاعر العنزي في قصيدته التي خص بها ” المواطن ” :

تبكي الحياة وخير الناس مُبْكِيْها كأنها لحظة ماتت أمانيها

تلفّت الليل مذهولا فأخبره صمت النجوم عن البلوى وما فيها

هي الحياة ولو ألفيتها طرباًَ. لابد من لحظةٍِ يسقيك ساقيها

تسقيك بعد سرور الحال حسرتها وتعتريك بلا علمٍ دواهيها

لقد تأملتُُُ في الدنيا وديدنها. . ورحت أنهل من أصداء ماضيها

دنيا ولو أنها تغري بزخرفها
سرعان سرعان ما تبدي مآسيها

فما لقيت بها إلا فجيعتها. . تغتال أجملَ أحلامي وتخفيها

لاتستقيم على حال وَإِنْ هدأتْ فسوف تكشف يوما عن خوافيها

وقفت أسأل ما للأرض هامدة ٌ جرداء سوداء قد تاهت ضواحيها

ما للطيور وقد ظلّت مقاصدها. أكاد ألمح حزنا في أعاليها

فرّت كَمَنْ فرّ من خطبٍ ألمّ به. وللطيور لغات لستُ أدريها !

فجيعة هزت الدنيا مجلجلةً البحر أفصح عنها قبل ناعيها

ترجّل الفارس المقدام في زمنٍ شحَّ الفوارس واختلّت أساميها

قد مات شيخ شيوخ الأرض كلِّهمُ فصاحت الأرض تبكي فقد بانيها

قد مات خادم دين الله في دعةٍ كأنما روحه اشتاقت. لباريها

قد مات ماسح دمع الطفل في يده. نبع اليتامى اذا شحّت سواقيها

قد مات من تنبت الأزهار في يده والمزن تنشده أشجى أغانيها

لقد فقدناك عبدَاللهِ في زمنٍ. في ظهرنا ألْفُ سكينٍ نداريها
سيف العروبة قد فارقتنا نَظِراً فاذهب إلى جنةٍ قد طاب ناديها

كم من نفوسٍ أذاب البؤس فرحتها . أفنيتَ وقتك في صمتٍ تداويها

وكم ديارٍ وكم في الأرض من بلدٍ غطّى الدمار لياليها فتحييها

أبا المساكين ويح الناس قد فقدوا أعزَّ أكرم َ أوفى الناس كافيها

ويل الأرامل قد فاضت محاجرها. فكيف ترثيك يا من كنت حاميها

ناحت عليك جبال الأرض وانتحبت موارد الماء يا من كنت صافيها

أرى الشوارع غرقى في كآبتها ليل من الدمع يجري في نواحيها

والخيل تصهلُ لمّا شمسكم غربت كأنما الحزنُ وشم في نواصيها
ياأرض صيحي وياشطآن فانتحبي.
هاتي دموعك في الأرجاء صبّيها
نبكيك ليس لأن الموت يفزعنا. فالموت للنفس حقٌّ ليس يخطيها

اختارك الموت ليت الموت خيَّرَنا . لما بخلنا بأرواح نداريها
إن الحياة رحيل لا مِراءَ به غدا إليك سترمينا مراميها
يسوقنا هادم اللذات يدفعنا. دفعا وأرواحنا حتما سيقضيها

مهما بكينا فهذا بعض حرقتنا. . والدمع للعين بعضٌ من تعازيها