أمان الانسان .. !!

الإثنين ١٢ يناير ٢٠١٥ الساعة ٤:١٤ مساءً
أمان الانسان .. !!

متى يتحقق الامان للإنسان ؟
و ماهي مقوماته ؟
وهل هو شيء ثابت وموحد لدى جميع البشر !!
أم انه يختلف باختلافهم ..
وجَدَ الامان مكاناً في هرم ماسلو للاحتياجات في المرتبة الثانية بعد الاحتياجات الفسيولوجية .
ولو أنني أرى أن حاجة الامان قد تتقدم كل الاحتياجات في بعض المواقف
فأي حاجات فسيولوجية من طعام وشراب وغيرها سنبحث عن إشباعها ونحن نواجه خطر يهدد الحياة ؟!
إذا فقدنا الحياة فقدنا الحاجة الى جميع الاحتياجات !!
إذاً الحاجة للأمان هي أولى أولويات الإنسان
ولكن ….. هل فقدان الأمان يخص الخطر الذي قد يهدد الحياة فقط .. ؟؟!!
بالطبع لا ….. فهناك أخطار ربما كانت أشد وطأة
هي أخطار تهدد مشاعر و أحاسيس وكيان إنسان
وربما نتج عنها علاقات و أحاسيس ومشاعر مشوهه ونتج عنها إنسان يصبح أشد خطراً على أخيه الانسان مما يزعزع ذلك الأمان …
تلك المشاعر المشوهه الناتجة عن فقدان الامان كفيلة بخلق إنسان ربما يجوز التعبير ان نقول عنه غير سوي ..
والغريب في الامر اننا نحاسب هذا الضحية ..نحاسبه على تلك التشوهات.
ويٌترَكٌ الجاني الاساسي !!
لم نبحث عن المتسبب في فقدان هذا الانسان وفي تشويه مشاعره وأحاسيسه.
لم ندرك انه علينا ان بحث عن السبب لنتفادى أجيالا أخرى متتالية مشوهة . وستكون أشد وطأة مما قبل .
لان السبب ما زال مستمر
ربما السبب يكمن في اسرة لم تخاف الله في ابنائها وأرتهم اصناف شتى من الاهمال والقسوة والضرب والحرمان ( فما هي النتيجة المتوقعة )
ربما السبب يكمن في صرح تعليمي والقائمين عليه ليس لديهم الحد الادنى من اساليب التربية ويزرعون في اذهان طلابهم مفاهيم شتى مخالفة لما هو منطقي وواقعي (فما هي النتيجة المتوقعة ).
وربما السبب يكمن في اطراف مشتركه غرسوا في اذهان الجيل حقائق عن أنفسهم تخالف كل واقع فيرددون عليهم عبارات مع الايام تصبح حقيقة (انت فاشل – انت غبي – لن تنجح و…. و……)ومثل هذه العبارات التي تردد على مسامع الجيل كفيلة بان تجعله حقا فاشل حقا لا يستفاد منه بشيء ( فما هي النتيجة المتوقعة ).
أي امان سيشعر به الانسان وهو حرم من انسانيته وحرم من حقه في المحاولة والتجربة والخطأ ..
وربما يكون الجاني مجتمع بأسره يحكم احكام عامة جائرة كما يفعلون بعض المجتمعات مع الفتيات .فكل ذنبها في الحياة أنها ولدت فتاة .
أي إحساس ستشعر به هذه الفتاة وأي جيل ستربيه وهي فتاة فاقدة لإحساس الامان. فاقدة الاحساس بكونها انسان له المقدرة على العطاء (فما هي النتيجة المتوقعة ).

بالرغم من ان هناك منظمات دوليه ومحلية كثيرة تناولت هذا الموضوع وتناولت حقوق الانسان وامان الانسان والمقومات …. وذكروا وعددوا
ونسوا ان اهم امان للإنسان ان يشعر بأنه انسان …. فإذا شعر بالرضا عن حياته وعن كونه انسان يتمتع بكامل انسانيته سيشعر بالأمان ويتمتع بهوينقله لغيره .
ويتوارثه الاجيال .. لنجد جيلا كاملا يشعر بالأمانجيلا يحمل مشاعر انسانيه تجاه نفسه وتجاه الآخرين . جيلا يشعر بالمسؤولية .
الموضوع يحمل حياة انسان لن يختصر في بضع اسطر .
هي صناعة الانسان !!

——-
عضو هيئة تدريس بجامعة ام القرى
وكيلة الكلية الجامعية بالجموم

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • ابو سيرين الفراتي

    لايمكن ايجاد حلول جوهريه في هذا الصدد الا بتحليل موضوعي لمشاكل كل مجتمع على حدى ويكون بحسب البيئه لتلك المجتمعات ويمكننا من خلال ذلك التوصل الى حلول مرضيه “للأنسان وكرامته”

  • عبدالله

    كلام قمه في الروعه والواقعيه نسأل الله أن يمن علينا بالأمان في الدنيا والأخره