شعب سوريا.. قوات “الأسد” من خلفهم وقساوة الشتاء أمامهم وحولهم

الثلاثاء ٢٠ يناير ٢٠١٥ الساعة ١:١٠ مساءً
شعب سوريا.. قوات “الأسد” من خلفهم وقساوة الشتاء أمامهم وحولهم

ونحن في القرن الواحد والعشرين، هل يمكن أن نتصور أن البرد يمكن أن يقتل كائناً بشرياً؟! نعم لقد فعلها وقتل أكثر من ثلاثين سورياً جميعهم في مخيمات بسوريا ولبنان، مأساة حقيقية تزداد عمقاً، إذا ما علمنا أن أربعة وعشرين طفلاً من بين قتلى البرد لقوا حتفهم في أسبوع واحد، بسبب البرد وقلة التدفئة، والعراء والجوع، وفقاً لتقرير نشره موقع “الآن”.
شتاء 2015 على شعب سوريا في الداخل والخارج، هو الرابع منذ الصراع المحتدم، وهو الأعنف والأشرس، والأكثر فتكاً وإيلاماً، فهل استعدت المنظمات الإغاثية لهذا الفصل البارد؟
ما الجهود المبذولة لتدفئة شتاء السوريين؟ ما التحديات أمام المنظمات الإغاثية لإغاثة السوريين؟ كل هذه النقاط نفتحها اليوم بقوة، مع مجموعة من المهتمين بقساوة برد 2015 على السوريين، حلقة اليوم تحمل أكثر من عنوان.
شعب سوريا…قوات الأسد من خلفهم وقساوة الشتاء أمامهم وحولهم…فويل لنا كيف ننام دافئين وهم في البرد والعراء؟!
يقول أبو أحمد -مواطن من الغوطة- الوقود غير متوفّر والحطب سعره مرتفع جداً، وليس هناك أي وسائل للتدفئة، الكل هنا يحاول البحث عن الدفء، في ظل انعدام الوقود.
في أحد شوارع حزة وجدنا أم علاء التي تبحث عن الحطب لإيقاد نار تدفع عنها البرد القارس. في بيت أم علاء يكتمل مشهد المعاناة في تأمين الدفء لولدها المعاق عقلياً، تحاول أم علاء الاستفادة من الثلج وتعبئة هذه الأوعية بالمياه لاستخدامها في وقت لاحق.
تقول أم علاء: سقف المنزل يدلف علينا ولا توجد عندنا ملابس تقينا برد الشتاء وكل ما أستطيع فعله هو البحث عن الحطب والبلاستيك، مع كل ساعة تمضي في الغوطة الشرقية يزداد سقوط الثلج ليزداد معه البرد الذي قد يكون اليوم أشد وقعاً من قذائف النظام.

لاجئو سوريا في البقاع بلا سكن.. بلا تدفئة.. بلا أمل
في البقاع، الأوضاع ليست أفضل حال… البرد والثلوج وقلة حيلة ذات اليد عناصر تضاف إلى حياة السوريين المتأزمة أصلاً. المساعدات المقدمة إليهم، لا تجد سبيلاً إليهم.. والأطفال هم المتضرر الأول والأكبر.. دعونا نتابع هذا التقرير.. وللحديث عن مرارته بقية…
عاصفة صبَّت كل غضبها على مخيمات السوريين في لبنان دمرت خيامهم وشلت قدرة الكثير من فرق الإغاثة على تقديم المساعدات العاجلة لهم. لم يتوقف الثلج عن التساقط مع رياح قوية وصقيع قاس تعرضوا خلالهما لحصار ثلجي كان خانقاً لهم.
تقول أم كريم لاجئة سورية: “يومان لم نستطع التحرك من خيمة لأخرى نتيجة تراكم الثلج، دون أن يكون متوفراً لدينا وقود أو حطب للتدفئة ونحن معظمنا في ظل الوضع دون أي عمل يسد حجم احتياجاتنا اليومية وهذا ما زاد الوضع سوءاً لدينا”.
من جانبها تقول أم حسان لاجئة سورية: “يومان كانا قاسيين علينا كثيراً، ناشدنا خلالها كل من يمكن مناشدته، فالخيم تسقط من تراكم الثلج ومنها من بدأت المياه تتسرب إليها، ومنها الآخر لم يعد صالحاً للسكن”.
ويضيف أبو كريم لاجئ سوري: “منذ أن بدأت العاصفة بدأت بعد الخيم بالسقوط نتيجة الثلوج وقد بلغ عددها في مخيمنا عشرة خيم، وقد تضرر الأطفال كثيراً من جراء العاصفة فقد قمنا بإسعاف عدد منهم إلى المستوصف للعلاج نتيجة نزلات البرد”.
الأطفال هم من دفع الثمن الأكبر في هذه العاصفة، معظمهم من نقل في حالات إسعافية نتيجة إصابتهم بنزلات البرد ومنهم من لقي حتفه.
وتقول فاطمة لاجئة سورية: “أغلب الأطفال يمرضون لارتفاع درجة حرارتهم نتيجة البرد وكله بسبب سوء وضع الخيم التي تسربت المياه إليها”. وتضيف الطفلة مريم لاجئة سورية: “في العاصفة شعرت ببرد شديد ونحتاج إلى أغطية وتدفئة وأختي تم وضعها عند جيراننا نتيجة سوء وضع خيمتنا”.
من جانبها تقول الطفلة هديل: “أغلب الأطفال هنا يعاني من ارتفاع من درجة حرارتهم نتيجة البرد، ومنهم من تم إسعافهم إلى المستوصف نتيجة لذلك”. لعل بقايا القمامة والأحذية من أنقذتهم من الموت برداً، مع جهود فرق إغاثية سورية ولبنانية ساهمت في تخفيف حجم الضرر عبر ما قاموا بتقديمه من معونات.
ولئن كان شتاء هذا العام الرابع بالنسبة للسوريين في ظل صراع محتدم متنوع.. الأسد وقواته من جهة.. داعش وجبروته من جهة أخرى…إلا أنه هذه المرة لا يقل بطشاً عن هذين الجانبين.. فهو الأكثر برودة.. والأكثر جوعاً.. والأكثر فتكاً وإيلاماً للسوريين ولنا..
فأن يموت طفل أو شيخ من البرد.. فذاك وصمة عار على سنة 2015 ووصمة عار على الإنسانية بأكملها…فشعب سوريا غالٍ ويستحق الدفء والحياة.