يحدث في بلدي فقط

الخميس ٢٢ يناير ٢٠١٥ الساعة ١١:٣٦ صباحاً
يحدث في بلدي فقط

يحدث في بلدي فقط أن تجد هناك صوراً شبه يومية في الجرائد والمجلات ومواقع التواصل لحوادث المعلمات خارج المدن، وتعيين المعلمة ليس بناء على رغبتها لكن بناء على مقدار تحمّلها لعناء السفر لمدة طويلة عن طريق فحص مؤهلاتها الجسدية والنفسية قبل القبول بالوظيفة.
يحدث في بلدي فقط أن تجد الطبقة المرفهة تتحدث عن قيادة المرأة للسيارة بناء على ما ينقصها تحديداً وفقدته داخل البلد، وتمر المواضيع الحساسة للمرأة وما ينقص الطبقة الكادحة مرور الكرام إن لم تطوَ ملفاتهم وتصبح قيد النسيان في أثناء معمعة وخضم تداولات ومخالفات القيادة الفعلية والعقلية
يحدث في بلدي فقط أن تجد المطلقة تتنازل عن نفقة أولادها وفق رغبتها، خوفاً من أن يقوم طليقها بأخذهم منها عنوة وبالعنف وفوق القانون، وتكون قضايا النفقة وما يهم أولادها في محكمة الضمان الاجتماعي، وما يلقيه من مساعدات لها ولأطفالها بالكاد تكفي مستلزماتهم الأساسية.
يحدث في بلدي فقط أن تكون مواقع التواصل الاجتماعي للبعض منبراً لمن لامنبر له، ومكاناً لمن يريد التنفيس عن همومه وحتى لو كان بالقص واللصق من بعض الكتاب، ويصبح محور مناقشاته مليء بالأخطاء الإملائية ونسف جبهاته من قبل المغردين اليائسين.

يحدث في بلدي أن تكون رواتب الموظفين أقل من المعدل الطبيعي، وأن يكون حلم السكن الملائم من المستحيلات البليون، وأن يكون شبح ارتفاع الأسعار، والغش الاستهلاكي سمة من سمات العذابات اليومية له.
يحدث في بلدي فقط أن يبلغ اليأس والإحباط والاتكال ببعضهم أن جعلوا من برامج الأحلام والرؤى ترفيهاً عنهم وتعطيهم دفعات معنوية للتقدم، وكأننا شعب نائم ننتظر من يرسم لنا خط حياتنا بحلم وليس بواقع.

يحدث في بلدي أن تجد الكفاءات عاجزة ومذهولة أمام شبح الواسطة بالتعيين، وتجد غيرهم ممن نال شرفها ولو كانت مؤهلاته أقل من المطلوب تكون عليه الطلبية بالاسم وبشكل عاجل.
في بلدي فقط تجد الناس تصاب بالرعب من المطر هبة الله، وبدلاً من أن يكون نعمة عند البعض، تجده نقمة لمن يفقد ممتلكاته ويخسرها ويخاف أن يخسر حياته وحياة من يحب هطوله.
يحدث في بلدي فقط أن تجد من يحاول الدخول وإحداث صدع في وحدتنا وكلمتنا الواحدة، وتجد مليار يد تصدها وتدميها، لترجع حاسرة تجر أذيال الخيبة وراءها.
وفي بلدي فقط تغلق المحال وقت الصلاة للتفرغ لها، وتجد في بلدي الحرمين الشريفين -عمرهما الله- فيهما أذان وصلاة ترفع حية على الشاشات وتصدح خدمة زوارهما عبقاً يملأ الدنيا بجهود جبارة نراها واقعاً كلما زرناهما.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • عايد

    في بلدي لو يتخلصون من الكتاب مثل افكارك.
    خل نبدا باول مثال. وش الحل في نظرك يلغون المدارس النائيه او يوظفون اجانب او ينقلون الطلاب للمعلمات. القياده مثلا من قال ان الطبقه الغنيه او المثقفه هي من تريدك فقط.
    ليتك اكتفيت بالجزء الاخير. وشكرااا

  • ابو براءه

    كلام واقعي وجهد تشكرعليه الكاتبه أظن اللي حاط الرد تحت يخاف من مواجهة الواقع اذا تعينت بنته مثلا في عرعر أو انه من الناس اللي طب وتخير من الواسطات

  • ام محمد العسيري

    ولدى معاق ولم يصرف له الراتبين
    الله يديمك ياسلمان الخير