“المانع”: التأمين الصحي حلم وُئد في أدراج الوزارة فور مغادرتي

الأحد ١ مارس ٢٠١٥ الساعة ١:٠٩ مساءً
“المانع”: التأمين الصحي حلم وُئد في أدراج الوزارة فور مغادرتي

أوضح وزير الصحة السابق حمد المانع، في مقال نُشر بصحيفة “الوطن”، أنه كان قد قطع شوطاً كبيراً في التأمين الصحي لجميع المواطنين، إبان تولّيه زمام الأمور في الصحة آنذاك، مؤكداً أنه قد هيأ له البنية التحتية، قبل أن يوقفه الوزير الذي أعقبه.
وكشف “المانع”، عن أمور عدة تخص وزارة الصحة ومن أبرزها كلية الطب حيث قال: “بُنيت كلية للطب في مدينة الملك فهد الطبية وكانت تُخرّج سنوياً 120 طبيباً وطبيبة من أبنائنا، وكان مستواهم العلمي محل إشادة عالمية من قِبل أكثر من جهة دولية، ثم ما إن غادرت الوزارة حتى أُوقِفَ القبول بالكلية تمهيداً لإغلاقها، والأغرب من ذلك تحويل تبعيتها للحرس الوطني!”.
وتساءل “المانع”: “معالي الوزير هذه الكلية بنتها وأسستها وزارة الصحة، فبأي حق تُعطى لوزارة أخرى؟، ولا سيما أننا نتحدث عن مبنى غير قابل للنقل إلى مكان آخر، فكان الواقع الغريب الذي تشهده الكلية المغلقة اليوم داخل مدينة الملك فهد الطبية. فهل يعقل أن مدينة كلها تتبع وزارة الصحة في حين تنفرد الكلية من دون جميع منشآتها بتبعيتها لوزارة أخرى؟ أيّ منطق هذا؟! أليس من المنطق ومن الإنصاف أيضاً، إعادة الحق إلى أهله؟ أيضاً أو ليس من المنطق تصحيح الخطأ حتى ولو بعد حين بفتح هذه المنشأة التعليمية الطبية المهمة من جديد؟ ما ذنب الوطن حتى نحرمه من 120 طبيباً وطبيبة كل عام، لا شك في أنهم كانوا سيصبحون ضِعفَ هذا العدد -على الأقل- اليوم، لو لم توصد أبواب الكلية في وجوههم”.
وقال “المانع”: “لطارئ أراه من الأهمية بمكان، سنعرج اليوم على شأن محلي، بالغ الحساسية والمساس بصحة مواطنينا ومقيمينا، بل بالصحة العالمية التي تحبس أنفاسها إبان كل موسم حج وعينها على بلادنا، ألا وهو دخول وزارة الصحة منعطفاً جديداً تحت قيادة معالي الأستاذ أحمد الخطيب، وزير الصحة الشاب، الذي أشعر بتفاؤلٍ كبير تجاه قدرته على فكّ شفرة المنظومة الصحية في بلادنا، والوصول إلى مفاتيح تشغيلها بكفاءة عالية، تليق بما يوفر لها من إمكانات، وتليق أيضاً بدورها الكبير الذي يتجاوز حدود صحة المواطنين والمقيمين على أرض المملكة، إلى الصحة العالمية”.
وأبدى “المانع”، تفاؤله بوزير الصحة الجديد بقوله: “مبعث تفاؤلي أكثر من مؤشر طمأنني كثيراً على أداء هذا الوزير الطموح الذي يمتلك بالفعل نظرة إدارية ثاقبة، قرأت جانباً منها إبان لقاء جمعني بهذه الشخصية التي لمست فيها حماساً منقطع النظير، ذكّرني بحماسي نفسه يوم تولّى وزارة الصحة، ولقد شجعني للكتابة عنه هذا الوزير الجاد -وأيضاً إليه- ما لمسته من خطوات وجدتها على طريق البداية الصحيحة ولا سيما قراره الأخير تكليف زميل لنا فاضل وكيلاً لوزارة الصحة للمختبرات وبنك الدم، أيضاً خطوة تشغيل المختبر الوطني الذي انتهى منذ عدة سنوات، ولو كان يعمل لوفر لنا الجهد والمال، وما احتجنا إلى إرسال عيناتنا للمختبرات الأوروبية أو الأميركية، فقرار مثل هذا يستحق منا الشكر لوزير قرر البدء من حيث انتهى مَن سبقوه، لمواصلة البناء، القرار الحكيم الذي نرفع له القبعات”.
وأضاف “المانع”: “يا معالي الوزير، وما دامت هذه نيتكم الطيبة، وروحكم المؤْثرة للتشارك في بناء منظومة صحية حقيقية وتقديمها لوطننا، وما دمتم عزمتم على الاستفادة من كل إمكانية متاحة وكل فكرة مطروحة لتعزيز الأداء الصحي وبالتالي تعظيم الخدمات المقدمة لإخوتنا المقيمين والمواطنين، فلعلي أذكر معاليكم، بما لمسته فيكم من رحابة صدر -وهي تذكرة وليست نصيحة أبدا؛ فأنتم أهل دراية وثقة ونظرة ثاقبة- بأنه عند تركي العمل بالوزارة كانت هناك برامج وخطط بذل عليها الزملاء جهداً كبيراً كيما ترى النور، وكان من شأنها أن تثِب بالخدمات الصحية في بلادنا وثَبَات كبرى للأمام، لكن بعد تركي العمل، ظن بعضهم أنها تخصني أنا، ولا أعرف كيف فكروا بهذا المنطق، فنحن جميعاً موظفون تحت توجيهات قيادتنا الحكيمة، وكل خطوة كنا نخطوها، كنا نخطر بها القيادة، فهذه مشروعات الوطن في الأخير، وليست مشروعات حمد المانع أو غيره”.
وأشار “المانع”، إلى أنه كان بين هذه البرامج؛ التأمين الصحي على جميع المواطنين، ودائماً كان يرى هذا المشروع من البرامج الوطنية الكبرى بالغة الأهمية التي لا تحتمل التأجيل لأسباب عديدة يطول شرحها.
وأكد “الصانع” بقوله: “كنا قد قطعنا شوطاً كبيراً في اتجاه التأمين الصحي، قبل أن توقفه القيادة التي أعقبتني، وقد هيأت له البنية التحتية، وبدأنا الخطوات الأولى، وأمنّا بالفعل على ثمانية ملايين من المقيمين، بالإضافة إلى أربعة ملايين ونصف المليون مواطن مؤمَّن عليهم من قِبل مراجعهم أو من تلقاء أنفسهم، لكن الأمور توقفت عند هذا الحد بخروجي من الوزارة، وحتى اليوم نرى معاناة إخوتنا المواطنين الذين يعانون الأمرَّين خارج التغطية التأمينية”.
وأردف “المانع”: “المراكز الصحية أيضاً أفق خدمة صحية رحب، لذا ركزنا عليها وسعينا إلى تجويد خدماتها حتى نبني جسراً من الثقة بينها وبين المواطن، كذلك مشروعات مثل طبيب الأسرة، والحزام الصحي، والملف الصحي الموحد، وبرنامج السكر الذي تم إقراره من قِبَل قادة الخليج العربي، وبرنامج “بلسم” الذي يقضي بخصخصة القطاعات الصحية، وهي مشاريع يطول الوقت في شرحها، وسرد أهدافها وشرح برامجها، فقط أوردها هنا للتذكير، لعل بصيص أمل يلوح ببعثها من جديد لينتفع بها الناس”.
وأفاد “المانع” أن قائمة الأحلام التي وُئدت في أدراج وزارة الصحة فور مغادرته، مشيراً إلى أن هذا الحلم قد تحقق وبدأ ينمو ويفتح أفقاً رحباً أمام المستقبل الطبي لأجيالنا.
وختم “المانع” بقوله: “نحن جميعاً مجندون لخدمة هذا الوطن، وثقتي وتفاؤلي بكم كبيران يا معالي الوزير، فسِر على بركة ربك، بارك الله مساعيك لخدمة بلادك، ونفع الله بك”.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • ابو رمضان

    ياليت ترجع لنا
    من بعدك مو بس المواطن تبهذل
    والعاملين بقطاع الصحه ايضا

  • نعم

    سبحان الله نلاحظ اذا اقيل وزير من اي وزارة يجيك بعدين يقول كنت بأسوي وأسوي ولكن

    ليش ما بدأت بالمواطن ابان توليك الوزارة

  • ابو احمد

    إنجازات حمد المانع في وزارة الصحة لا ينكرها إلا جاهل مثلك

    يكفيه فخرا أنه ادخل نظام فحص ما قبل الزواج في السعودية
    وغيرها من البرامج التي نهضت بالخدمات يصعب على من هو بمثل عقليتك رؤيتها

  • عبدالله

    من افضل الوزراء تحمل المسؤولية

  • ابوخالد

    افضل سنين مرت على موظفين الصحه وقت الوزير المانع الله يجزاه خير وماقدمه لصحه بشكل عام

  • مواطن سعودي يحبه وطنه

    جهودك لاتنسى ياد. حمد المانع ونعم الرجل قيادي اداري محنك وكنت تسعى للعدل مع جميع العاملين اداري وطبي تحركت ترقيات الاداريين كثيرا في وقتك
    وقمت بسعي في تشغيل اكبر مدنيه طبيه في الشرق الاوسط وهي مدينة الملك فهد الطبيه والكثير من الانجازات ومنها سعي في الخصخصه والتامين بلسم. كفيت وفيت يالمانع. ياريت تعود يوما للوزارة الصحه لو مستشار غير متفرغ على الاقل

  • مواطن سعودي يحبه وطنه

    وينك يامعالي الوزير. الاداريين بكوا كثيرا من عقبك. كانت ترقياتنا ماشيه في عهدك الله يجزاك خير عنا خير الاجزاء ونعم الرجل