قانون التسامي

الأحد ١٥ مارس ٢٠١٥ الساعة ١١:٤٧ صباحاً
قانون التسامي

جميع مَن على الأرض مِن مخلوقات الله يتعرض للضغوط..
حتى العناصر والمركبات…
وهناك في المقابل ردود أفعال مختلفة.. !!
ومعروف في الطبيعة أنه عند التعرض للضغوط تمتلك معظم العناصر والمركبات الكيميائية ثلاث حالات مختلفة عند درجات حرارة مختلفة، تكون الحالة السائلة هي المرحلة الوسط بين الحالة الصلبة والحالة الغازية.
لكن بعض العناصر والمواد تتجاوز الحالة السائلة عند التحول من صُلب إلى غاز. تسمى درجة الحرارة التي يحدث عندها هذا التحول بدرجة حرارة التسامي، والضغط كذلك بضغط التسامي، ويشار إلى كليهما بمصطلح نقطة التسامي.
التسامي هو من القوانين الفيزيائية وهو تحوّل المادة من الحالة الصلبة إلى الحالة الغازية دون المرور بالحالة السائلة. أي هو تحول من حالة إلى حالة نهائية دون المرور بمرحلة وسطية.
يحدث هذا التحول نتيجة تعرض المادة لحرارة وضغوط.
هذا ما ورد في الفيزياء…
التسامي في علم النفس هو: السمو في التعامل مع الذات ومع الآخر، والسعي نحو الكمال الأخلاقي.

ماذا عن التسامي في لغتنا العربية؟

هو التَّسَامِي عَنِ الرَّذَائِلِ: التَّرَفُّعُ، التَّعَالِي عَنْهَا
تَسَامِي أَعْضَاءِ القَبِيلَةِ: تَفَاخُرُهُمْ
إذاً التسامي مبدأ وقانون رائع في جميع الحالات وأينما حل.
مَن مِنَّا كبشر لا يمر بضغوط.. !!
بالطبع لا يوجد… فجميعنا كبشر نمرُّ بضغوط مختلفة.. الفرق يكمن في ردود الأفعال والانفعالات الناتجة عن التعرض لهذه الضغوط.
إذا لما لا نحاول وندرب أنفسنا على تطبيق ذلك القانون الفيزيائي في تحول المادة إلى مراحل نهائية دون المرور ببعض المراحل التي لا نحتاج لها؟
لما لا نتسامى في تصرفاتنا وأفعالنا وأقوالنا.. وحتى أفكارنا؟
فأينما وضعنا التسامي وجدناه رائعاً.
فلنطبق قانون التسامي في حالات غضبنا في أن نتحول إلى المرحلة الأخيرة والتسامح متجاوزين عن تعبيرنا عن الغضب بأي صورة كانت.
فلنطبق قانون التسامي في تجاوزنا لعقبات الحياة بأن نصل إلى برِّ الأمان دون المرور بمرحلة الإحباط أو اليأس.
فلنطبق قانون التسامي في أفكارنا تجاه أقوال وأفعال الآخرين بأن نتحول مباشرة إلى رؤيتها بمنظار حُسْن الظن دون المرور بمرحلة سوء الظن والتفسيرات السلبية.
فلنطبق قانون التسامي في مد يد العون للجماعة والتعاون وصولاً للمصلحة العامة دون المرور بمرحلة الأنانية وحب الذات.
فلنضبط درجاتنا على درجة حرارة التسامي ولنضبط ضغطنا عند درجة ضغط التسامي.
ولنضبط ردود أفعالنا على مرحلة التسامي…
وليكن خُلقنا التسامي.. والترفع عن الصغائر..

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • لبنی

    فعلا ليكن التسامي خلقنا أبدعت و جزاك الله خيرا

  • أ.صااح دردير

    من أعظم اﻻبداع ، التامل
    تلك العبادة التي اختفت
    وتأمل دكتورة ريما يحوي الكثير من التأمل والربط بين قوانين الطبيعة ومتغيرات البشر
    نحتاج للرائعين الذين ينظرون من زاوية ﻻينظر الكثير منها