صحوة نسائية

الأربعاء ٢٢ أبريل ٢٠١٥ الساعة ١٢:١٩ صباحاً
صحوة نسائية

بلاد الأمن و الأمان , جملة يكثر نطقها و كتابتها في كل محفل و مناسبة , و لم أنوي في ذكرها هنا مقصداً للتمجيد أو التشويه لهاتين الصفتين , بل أريد أن أطرح تساؤلاً للمتناقضين ! , ان كنت مؤمناً حقاً بهذه العبارة لماذا تناقض نفسك و تعلن ذلك على الملأ ؟! .
تأتي بين فترة و أخرى أحداث في بلدي تنقض هذه العبارة ولكنها مجرد أمور عابرة ومن السهل التعامل معها و دحرها , لكن ما يهمني هنا من يلغي هذه الصفة تماماً عن البلد حسب مصلحته ومصلحة توجهه و فكره , و للاستشهاد و ليس الحصر , ما حدث للسيدة في جدة التي ضربها ” ذكر ” و لا نعلم ما هي الأسباب الى الآن , و بغض النظر عن المتجمهرين من ” الذكور ” , و المصور ان كان انثى أم ” ذكر ” , و عدم اكتراثهم لهذا الموضوع و الاكتفاء بالمشاهدة فقط , هل يعقل أن تكون بعض ردّات فعل من قرأ الخبر أنها تستحق ما جرى لكونها خرجت وحيدة دون ” محرم ” ؟! للتو أخبرتنا انها بلاد الأمن و الأمان ! فلما ” المحرم ” ان كانت تسير في أمنٍ و أمان ؟! .
يحق لها أن تقوم بما تقوم به انت وفق رؤيتها و حياتها ولا يحق لك تقييد حركتها و حريتها لأنك تعلن بأنك ” ذكر ” متناقض لا يستطيع أن يعلّم أهل بيته احترام الجميع نساءً و رجالاً , و معاملتهم كالأهل , وإن بَدَر ما يسوء منهم فليبتعدوا محافظةً على قيم و مبادئ زرعت فيهم , فمن المخجل أن تُضايق أنثى ” غريبة ” لكونها ليست من محارمك أو جيرتك , و تحكم عليها بأسواء الأحكام لأنها تعيش حياتها الطبيعية !
حكت لي جدتي رحمها الله حكايات الماضي الجميل و كيف كانت حياتهم آن ذاك وكيف يقضون نهارهم و مساؤهم , و ماهي ألعابهم و سهراتهم , قالت لي انه عصر العمل و الجهد و الكدح , فراحتهم تنتهي عند أذان الفجر و يبدأ العمل لكسب قوت اليوم , فالمرأة في وقتها كانت شقيقة الرجل و نصفه , فالعمل لهما معاً , و الغريب أنه لم يكن هناك ذئاباً بشرية تنهش من لا تغطي وجهها لأنهن لم يعرفن تغطيةً للوجه أصلاً , فقد كان حجابهن عبارة عن “منديل” أصفر يتغير طريقة لباسه حسب الحالة الاجتماعية بين الصبية و المتزوجة , قد كانت حياة بسيطة يعملون معاً و يتسامرون سوياً , وفي الشدائد تجد في النساء من تفوقت على الرجال في القوة و الحماية حين التعديات أو المنازعات أو غيره من الحالات التي كانت تمر وقتها , قالت لي قصصاً كثيرة , ولم يكن بينها أي امتهان لحياة النساء الحقيقية أو تحريم الخروج أو العمل أو المخالطة .
و الآن و في هذا العصر وفي أمنه و أمانه نجد هذه المطالبات الغريبة , البعيدة كل البعد عن واقعنا الحديث , الذي عادت فيه المرأة الى حياتها العملية بكل قوة و جد و اجتهاد لتوفير معيشتها الكريمة لها و لأهلها , و أصبحت أكثر نضجاً و وعياً من بعد اعتمادها على بعض المعيلين الذين اضاعوا فيها حقوق نسائهن لإيمانهم بـ ” نقصان عقلهن و دينهن ” .
و في نهاية الأمر سيعتاد المتناقض على هذه الأوضاع , فالدنيا رجل و امرأة و الجمال حياتهما معاً و الصحة اعتماد كل شخص بنفسه مع تلاقيهما سوياً في بناء اسرة متكاملة , يسود فيها الاحترام المتبادل ليحيوا حياة طبيعية و ملهمة .
@2khwater

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • عــــــلــــــي

    الأمن والأمان يسأل عنها من يبحث عنها
    هما كالصحة تاج على رؤس الأصحاء
    تصرفات فردية لا تمثل إلا القليل
    هما دائمان بفضل من الله ثم بجهد من يسهرون الليالي في سبيل تحقيق ذلك
    اما ضرب الفتاة وتصرفات من حولها فله عدة تفسيرات قد يكون منها غرابة الموقف وندرته مما لم يجعل الحاضرين يبادروا بأي تصرف
    ومن ناحية المتكئين (المحللين) بعد الحدث فلا آخذ من كلامهم إلا القليل