الكاتب أحمد الحوت في مقال جديد عبر “المواطن”: الصلاة بالحزام الناسف

الإثنين ٢٥ مايو ٢٠١٥ الساعة ١١:٢١ صباحاً
الكاتب أحمد الحوت في مقال جديد عبر “المواطن”: الصلاة بالحزام الناسف

كان ظُهر يوم الجمعة الفائت شديدَ الحرارة بالرياض، وزاد من حرارته ما قامت به يد الغدر والإجرام من تفجير مسجد (قرية القديح) بالقطيف، حيث كان المصلون يذكرون الله ويجيبون نداءه، وإذا باليد الآثمة تتخطف أرواحَهم البريئة، لتصعد تلك الأرواحُ إلى الله شاكية ظُلْم الإنسان، ويبقى الإثم والمسؤولية يحيطان بمن موّل وحرّض ونفّذ هذا العمل الآثم.
كنت أتخيل المشهد عن قرب، كيف دخل المنتحر بين المصلين الآمنين، وسمعهم يتلون كتاب الله، ووجوههم خاشعة، وتساءلتُ ألم يتردد في الإقدام على فعلته الشنيعة حين تلفت فرأى هذا المنظر؟ هل تذكر الله وقتئذ، أم تذكر صوت الذي وسوس له؟ ثم صحوت من عميق تفكيري وأنا أردد قول الحق سبحانه (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ الله عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (٢٠٤) وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَالله لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ) البقرة ٢٠٥.
ثم ما هي إلا دقائق معدودة وإذا بالمنظر الشنيع تتداوله وسائل التواصل الاجتماعي، ليكشف عن حجم الجرم وقباحة فاعله، حيث تناثرت الأشلاءُ بكل أرجاء المسجد، لكن اللافت للنظر حداثة سنّ المنتحر، مما يشير إلى أن فئة الشباب غير الراشدين هم ضحايا الفكر الآثم، وهم وقود العمل التخريبي.
إنه ليس بالأمر الصعب أن نربط بين محاولة إدخال المتفجرات عبر منفذ جسر الملك فهد قبل عدة أيام وبين الذي حصل بمسجد (القديح) فالممول واحد، والمقصد هو إيقاع أكبر عدد من الضحايا الأبرياء، وحتى يتكرر المشهد العراقي الذي رسمته إيران وأتباعها، لأجل إحداث فتنة طائفية يقتل فيها أهلُ البلد بعضهم بعضاً، انتقاماً وثأراً، وقد هدد بذلك بعض المسؤولين الإيرانيين علانية خلال الأسابيع الماضية، لقاء ما لحقهم من خيبات أمل، وخسائر ما كانت تظن إيران يوماً أنها ستخسرها.
إن ما يحدث من اقتتال طائفي في البلاد العربية ابتداء من العراق الغريم التاريخي للفرس، إلى سوريا، فلبنان والبحرين، ثم اليمن، دليل مثل الشمس وضحاها، على أن قتل العرب بعضهم بعضاً هو هدف إيران الذي تخطط له، وتستعين بمن ينفذه، سواء من القاعدة التي احتضنتها إبّان هروبها من أفغانستان، أو داعش التي دربت بعض قادتها، فأمنت جانبها، وقد تستخدم بعض شيعة العرب الذين اغترّوا بوعود إيران، فباعوا ضمائرهم، وخانوا أوطانهم.
وإن حادثة الأحساء التي حصلت بقرية (الدالوه) يوم 11 -1 – 1436هـ ثم هذه الحادثة تشير إلى ضرورة تعاون المواطنين في هذا الجزء من وطننا الغالي مع الجهات الأمنية، والوثوق بها، وعدم استعداء إخوانهم رجال الأمن، الذين يتواجدون لدرء المخاطر، واستتباب الأمن، وسدّ الثغرات على المفسدين، حمى الله بلادَنا جميعها من كل متربّص وكل خائن.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني