ابن حميد من منبر الحرم : المملكة ابتليت بالإرهابيين وتصدت لهم بإقتدار

الجمعة ١٢ يونيو ٢٠١٥ الساعة ٤:٠٠ مساءً
ابن حميد من منبر الحرم : المملكة ابتليت بالإرهابيين وتصدت لهم بإقتدار

عبر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد : عن اسفه لما تعيشه الأمة في بعض أقطارها ومواقعها من اضطراب وفتن ، وقودها شباب استحوذت عليهم ، فيها جماعات متطرفة ومجموعات إرهابية بل مجموعات مشبوهة تعمل فيها أيد أجنبية وتخطيطات خارجية ، استمرأوا القتل واستحلوا الحرمات .

وأضاف في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام : ذهبت العقول في تلك الفتن لأنها تظن أنها تعلم وهي لا تعلم ، وتظن أنها تصلح وهي تفسد ، وتظن أنها تنصر دين الله وهي تنتصر لأنفسها وأشخاصها وعصبيتها ، وتنتصر لمن أزَّها وخدعها أين العقول ؟ فأي جهاد أو نصر في تفجير النفس في جموع المصلين داخل المساجد وهم يصلون صلاة الجمعة ؟ أين هذا مع ما ورد من النهي في ديننا عن قتل الرهبان في كنائسهم ، فكيف بقتل المصلين في المساجد وبيوت الله ، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح : ” ومن دخل المسجد فهو آمن ” .
وتابع بقوله :” نعوذ بالله من الفتن فإذا استُحلَّ الغدر بالمصلين في المساجد فماذا بقي ؟ حرمات تنتهك بآراء كاسدة ، وتأويلات فاسدة ، وجهالات متراكمة بل إن النبي صلى الله عليه وسلم ترك قتل من حلت دماؤهم من المنافقين الذين جادلوه في شرعه واتهموه في أمانته وعرضه قائلا ” لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه ” ونعوذ بالله من زيغ القلوب ، والقولِ عليه بلا علم . وقد علم كل ذي عقل وبصر أن المستفيد من هذا كله هم أعداء الأمة ، ومن يدفع هؤلاء ويؤزهم “.
وبين إمام وخطيب المسجد الحرام بأن مما يشرح الصدر ويزيد الطمأنينة أن هذه البلاد الكريمة قد ابتليت بهذا النوع من المواجهات من قبل تنظيم القاعدة وخاضت الدولة لعدة سنوات حربا مفتوحة مع خلايا هذا التنظيم بكل توفيق واقتدار ، من غير أن ينال ذلك من طمأنينة المواطن والمقيم ، وأمنه ، وتنميته ، وتوفير العيش الكريم له ، ولقد قال قائد هذه المعركة الباسل ولي العهد الأمين وزير الداخلية المسدد حفظه الله ووفقه : ” إن المملكة واقفة بقوة ضد الإرهاب ولن تزعزعنا مثل هذه الحوادث ,مررنا بحوادث أكبر والحمد لله ، الوضع تحت السيطرة ، وإن حدث شيء سنتعامل معه في حينه ” .
وأبان ابن حميد بأنه يجب أن يدرك مواطنو هذا البلد والمقيمون فيه أن من يملك الإيمان ، والصبر ، والعزم ، والرؤية ، والإرادة ، فهو الظافر المنتصر بإذن الله ، كيف وقد عُلم أن هناك دولاً كثيرة وكبيرة خاضت وتخوض مثل هذا الحروب وتمتد محاربتها لها السنوات تلو السنوات ضد جماعات إرهابية وعصابات إجرامية .
وقال : إنهم يعلمون قوة هذه الدولة المباركة وصرامتها وحزمها ويقظتها ، ودقة عملها ، وجاهزيتها ، وعالي تدريبها ، ولله الحمد والمنة . ولكنهم يريدون بأعمالهم الحقيرة إشاعةَ الفوضى ، وزرعَ الفتنة بين فئات الشعب وطبقاته فعملهم عمل جبان ، فهم يتسللون كاللصوص وقطاع الطرق ليغتالوا المسلمين المسالمين والمصلين المتعبدين ولكنها مخذولة – ولله الحمد- ، وردهم الله بغيظهم لم ينالوا خيرا ، فلم تر إلا تماسك المجتمع بكل أطيافه ومذاهبه ضد هذه الأعمال المنكرة ، لان الجميع في مركب واحد .
وأكد الشيخ ابن حميد أنه ينبغي التنبه له والتنبيه إليه في هذا المقام الحذر من التصعيد بالكلام ، والتنابز بالانتماءات ، ونبش ما في بطون الكتب واستنطاق ما في المدونات مكتوبها ومسموعها ، فهذا لا يزيد إلا وبالا وهو جدير بخرق السفينة ، والتشويش على حسن المسيرة .
وقال إن من البلاء أن يكون أمن البلاد والعباد سلعة يتاجر بها مغرض ، وفرصا ينتهزها مشبوه ، ويسير في ركابها جاهل وقال معاليه :” من الانتهازية الزعمُ بأن لمناهج التعليم أثراً في هذا الباب ، أو الغمز واللمز بأهل العلم ومواقفهم . وقد علم الجميع أن هؤلاء الإرهابيين لا جنسية لهم ولا انتماء علميا لهم، فمناهجنا نهل منها كل أبناؤنا وبناتنا في شرق البلاد وغربها وشمالها وجنوبها ووسطها وأطرافها منذ قيام هذه الدولة المباركة بل إن رجالات الدولة ووجهاءها ورجال أعمالها وأهل العلم والرأي والفكر فيهم كلهم أبناء هذه المناهج ، أما الإرهابيون فانظروا في مواقع الفتن إنهم إلى كل جنسية ينتمون ، إلى عربية وإسلامية وأجنبية ، فأين تعلم هؤلاء ؟ وعلى أي المناهج تربوا ؟”.
وأضاف : فانظروا نظر العاقل الحصيف إلى أحوال البلاد المضطربة من حولنا وما يعانيه أهلها من كَبَد العيش وبؤس الحياة ، فالناصح المخلص لدينه ووطنه وأمته هو من يجمع الكلمة ولا يفرقها ، ويدحر الفتن و لا يوقدها ، ولا يقدم مصالحه الخاصة على مصلحة أمته ودينه ووطنه .