تحت التدريب

الأربعاء ٢٤ يونيو ٢٠١٥ الساعة ١٢:٠٧ مساءً
تحت التدريب

يبدو أن أزمة السائقين الخاصين قد حلت والحمد الله، عرفت تلك الحقيقة من أعداد لوحات (تحت التدريب) على السيارات العائلية في شوارعنا. 

لكن إلى متى ونحن كرأس اليتيم يتعلم فينا كل العمال الجدد مهنهم التي قدموا المملكة من أجلها.
ولو أن تعليم السائق على طرقات المدينة التي سيعمل فيها لكان الأمر طبيعيا وميسورا وغير مكلفا ولا خطيرا. لكن ما يحدث أن العامل الذي أتى إلينا بتاشيرة سائق خاص لا يجيد قيادة السيارة ولم يجلس خلف مقود سيارة قط في الغالب ، مما يضطر رب عمله إلى تعليمه كل شيء من الألف إلى الياء متحملا تكاليف كثيرة وضغوط مرهقة ، حتى إذا اتقن ذلك العامل مهنته بعد جهد جهيد بدأ في التشرط على رب عمله، هذا إن لم يهرب بحثا عمن يعطيه أجرا أكبر، والطيبون لدينا كثيرون .
وما خفي من العمالة التي لا تجيد عملها الذين يمتهنون مختلف المهن أعظم بل أخطر بكثير مما نعتقد . ولم ينج منها حتى مهنة الطب حسب ما اثبتته اختبارات هيئة التخصصات الطبية . ولو أنه يكتب على ظهورهم تحت التدريب كحال السائقين لعرفنا حجم الكارثة .
والمؤلم أن تكاليف استقدام عامل بلا مهارة ولا خبرة من أي نوع ترهق موازنة الأسر ذات الدخول المتوسطة التي تمثل معظم الشعب السعودي . وما يزيد الغبن أن شروط عقد الاستقدام تنص على اجادة العامل للمهنة التي يستقدم من أجلها. أي أنه حشف وسوء كيل من كل من له يد في استقدام ذلك العامل وأولهم وزارة العمل.
وبالعودة إلى مسألة التدريب ، إلى متى وسوق العمل السعودي مركز تدريب عالمي للعمالة غير الماهرة ؟؟ وعلى حساب دخلنا القومي وجودة المنتج وسلامة البيئة والمجتمع، ولصالح كل الدول المصدرة للعمالة في العالم .
وذلك العامل الذي أتى بلا مهاراة تذكر وبأدنى الأجور يحول بعد مرور سنة من تعليمه وتدريبه أضعاف راتبه الذي وقع عليه في بلده . لأنه في الغالب لا يقبل ذلك العامل براتبه الذي وقع عليه بعد تدربه على مهنة لم يكن يجيدها ، فإما يستقل بعمله الخاص أو يطالب بأجر أعلى على أقل تقدير.
تويتر abdulkhalig_ali@
[email protected]

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني