إشارات حمراء في شهادة الحزيمي

الإثنين ٦ يوليو ٢٠١٥ الساعة ١١:٥٥ صباحاً
إشارات حمراء في شهادة الحزيمي

الشهادة التي أدلى بها الاستاذ الحزيمي على برنامج “في الصميم” كنا بأمس الحاجة لها؟! وإن كان الاستاذ ناصر قد ألف كتاباً في نفس المضمون ولكن عفويته إضافة إلى مداخلات الاستاذ عبد الله المديفر أضافت بعداً آخر للموضوع؟!

كثير من الجمل التي جاءت في سياق شهادة الحزيمي لها مدلولات بعيدة في إطار تحليل تفاعلات التيارات المختلفة ونتائجها التي أثرت في نسيج المجتمع وتكوينه الديني والنفسي والاجتماعي! وفسرت في بعض الأحيان بعض النتائج التي وصلت إليها مجريات الأحداث! وربما حلت لغزاً ما لدى بعض المتشككين حول بداية الصحوة وأي التيارات أكثر تأثيراً لعناصرها؟!

لن أقف عند كل إشارة أو عبارة صدرت عن الاستاذ الحزيمي فهذا ما لا يتسع المقام لذكره ولكنني سأقف عند إشارات معينة أرى أنه من الضروري الوقوف عندها والحديث عنها:

أولاً: أن جماعة جهيمان في بدايتها تنازعتها كل من السلفية والإخوان؟! وإن انتصر السلفيون في الاستيلاء على الجماعة إلا أنه دليل على الوجود الحزبي للإخوان تحت جنح الظلام مما ينفي ما يتردد دائماً أنه مجرد تيار فكري وبالتالي يبطل مقولة (سلفية الإخوان) و (إخوان السلفية) ورغم أن جماعة جهيمان انشقت عن السلفية العلمية كما يذكر الحزيمي إلا أنها ترتبط بالسلفية من جهة أخرى بموجب العلاقة بين جهيمان وفضيلة الشيخ الألباني رحمه الله ؟! وهو أمر عجيب وملفت في شأن السلفية وهو تعدد المنتمين لها من تيارات مختلفة وبأبعاد مختلفة فكل يدعي وصلاً بليلى؟! وما أريد أن أقوله هنا أن بعضاً من المنتمين للسلفية ليسوا بمنأى عن الخروج على ولي الأمر وحمل السلاح بل وليسوا بمنأى عن التكفير أيضاً منذ السبعينات الميلادية بالنسبة للمجتمع السعودي وحتى عصرنا هذا.

ثانياً: أن صغار السن دائماً هم المطية البشرية لكل عمل ضال وفعل تخريبي وهو ما أكد عليه في مواضع عدة الاستاذ الحزيمي؟! وهو ما نراه يتكرر حتى اليوم.

ثالثاً: أن الصحوة كانت موجودة قبل حادثة الحرم لا كما يذكر أ.د. عبد الله الغذامي! ولكن لم تتشكل معالم خطابها إلا بعد الحادثة! لأنها قبل ذلك كانت تعاني من تنازع بين التيار السلفي والإخواني وكذلك من ضغط المشروع القومي والمشروع الليبرالي؟! ولكنها تخففت من ذلك كله واستقر مصيرها بيد التيار الفكري الإخواني بعد حادثة الحرم.

رابعاً: أن أحد المنزلقات الخطيرة التي تؤدي إلى الفتن والأحداث الدموية هو (الاشمئزاز الدائم مما يحصل) كما ذكر ذلك الحزيمي! وفي اعتقادي أن هذا لا يرتبط بالاشمئزاز على سبيل إنكار المنكر فحسب كما يظن البعض ولكنه أيضاً يتعلق بالاشمئزاز من الأوضاع المعيشية أيضاً؟! ولا أدل على ذلك من ثورات الربيع العربي إذ لم يكن منطلقاتها دينية منذ بداية التحرك؟!

إذا كانت قراءتي صحيحة لشهادة الاستاذ الحزيمي فإنه لا مناص من أربع أيضاً:

الأولى: لا داعي لإنكار وجود الإخوان فكرياً وحزبياً في السعودية ولا داعي لتنزيه كل السلفية عما يجري

الثانية: لابد من عمل مؤسسي ومدروس لوقاية شبابنا

الثالثة: لابد أن تتدخل هيئة كبار العلماء بشكل ذريع ومتعمد في صناعة الفكر الشبابي

الرابعة: لابد من اتخاذ موقف من بعض مصادر الاشمئزاز الدائم مما يحصل سواء أكان على أساس ديني أو على أساس اجتماعي.

وإلى حين نفكر بما جاء في شهادة الحزيمي وإلى حين أن نتخذ ما يلزم هل سيظل شبابنا ضحايا للهوس الجمعي؟!

 

للتواصل مع الكاتب على التويتر: @M_S_alshowaiman

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني