#سعود_الفيصل .. طبيب الأمة .. كتب روشتة علاجها ورحل

الجمعة ١٠ يوليو ٢٠١٥ الساعة ٤:٢٨ مساءً
#سعود_الفيصل .. طبيب الأمة .. كتب روشتة علاجها ورحل

مات صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وقد تركنا على المحجّه البيضاء تجاه قضايانا العربيه والرسم السياسي لمعالجتها ومنها الازمه السوريه واليد التي تقتل شعبها البريء وتُيتم الاطفال والنساء ، وكذلك صموده الدائم واسفه المستمر من القضيه الفلسطينيه التي كرّس والده حياته لأجلها ، راسماً لنا في تصريح حول هذا التداعي بان حالة الامه العربيه كحاله المريضه وقتها.

وتأتي تصريحات الفيصل وكلماته الخالده قبل وفاته بعد ٤٠ عاما قضاها وزيرا للخارجيه بمثابة الوصفه العلاجيه لتشافي الجسد العربي من امراضه ووعكاته الصحيه التي يتآكل منها ، وهي وصفات لبروفيسور السياسه الاول واقدم وزير خارجيه في العالم خاض شتى ميادين القرار الدولي وجاس كل كواليس ودهاليز العمل السياسي وواجه وجرّب ووازن الحلول لاصعب الملفات واعقدها اثناء مسيرة حافله تصل لأربعة عقود.

وتُعد الازمه السوريه تحديدا هي الخط الفاصل بين علاج جسد الامه وتدهور سقمه ، لحيث انها من ابرز القضايا التي تهم الشارع العربي وهي العله التي يجب المبادره لاستشفائها اوّلا والعقده التي ستُحل من بعدها العقد بعد اربعة اعوام ويراق فيها دماء الشعب من نظام جائر يقمع ارادته ويمزّق نسيجه اذ يرى المتابع ان شفائها هو الباب الموصل للمشفى الذي فيه ستعالج كثير من القضايا العربية والاسلاميه وتأتي اهميتها لكونها بلدا عربيا كبيرا ونمت وترعرت وتكاثرت فيه كثير من الفصائل والجبهات الارهابية التي لا تهدد امن واستقرار سوريا وحسب بل شعوب المنطقه وبرزت فوق ارضه وتحت سمائه تحديات اطرافاً غير العرب تجاه العرب واخذوا من العدوان الاسرائيلي نمطاً في القتل والتشريد والتجويع مساهمين في تأجيج الصراع والنار لإحراق الشعب الاعزل وتقوم هذه الاطراف بدعم طاغية الشام بالسلاح لقتل المزيد من الابرياء ، وتحل ايران والروس على راس هذه الاطراف والتي تسعى جاهده لكسر ارادة الامه العربية والشعب وقهره واهانته تحت آلة الحرب والبراميل التي يلقيها النظام الباغي فوق احياؤهم السكنيه.

وقد افضى الامير الفيصل بشكل صريح وعلني مشهرا بكل شجاعه في احدى محافل صناعة القرار العربي بالتدخل الروسي في الازمه السوريه واجهاظ كل الحلول لها رادا على رسالة بوتين في القمه العربيه الاخيره بمصر بأن الروس يمدون النظام السوري بالسلاح لقتل الشعب وانهم جزء من المشكله. ، واضعاً بذلك هذه الروشته قبيل موته امام الزعماء العرب في سبيل حل الازمه السوريه وكيفية استئصال مرضها.

ولم يهدأ للفيصل بال ولم يرتاح له قلب من القضيه الفلسطينيه حين اكد في اغسطس الماضي ان المملكه تعتبر قضية فلسطين الاولى متسائلاً هل يستطيع العدوان الاسرائيلي تكثيف عدوانه على غزه لو كنا امةً متوحده؟
وفي تصريح متصل لسموه يرحمه الله حول اوضاع الامه العربيه ان حالها كحاله المريضه والعليله وقتها في اشاره منه لسرعة اصلاح شأنها وفي موضع اخر لتأييده لاكبر تحالف عربي في عاصفة الحزم بانهم ليسوا دعاة حرب وان قرعت طبولها فنحن جاهزون لها وكأنه يشير الى التوحد العربي والرد بالمثل على اي عدوان.
وقد يتوقف العامه عند هذه التصاريح جزءا من الوقت ثم يمضون قدماً ، لكن تصريحاته رحمه الله تعتبر المزعجه لنظراءه والتي تسبب لهم الصداع المزمن وتعد في غاية الاهمية والاستدراك التي تغلق عليها ابواب ونوافذ الغرف السياسيه لدراستها والاستفاده منها والسير مضيّاً على تطبيقها.

وقد اسهم الفيصل بجولات مكوكيه للدول العظمى لصد واجهاظ بوادر فتنة الزعزعه الامنيه في البحرين الشقيقه حين اكد وزير خارجيتها الشيخ خال ال خليفه في تصريح سابق ان الفيصل دفع لوأد الفتنه بعيدا قبل عامين عن البحرين ويعتبر ال خليفه الفيصل وزير خارجية للبحرين اضافة لعمله ضمن توضيحاته الرسمية وثناءه الغير مستغرب له.
ويقول كذلك وزير خارجية مصر سامح شكري انهم لن ينسوا مواقف سعود الفيصل في عودة الاستقرار والامن لمصر.
ودائما ماتؤخذ تصريحات ووصفات عملاق السياسه بعين الاعتبار ولايلام حينها ميخائيل غورباتشوف الذي لطم حظّه الاغبر وقت تفكك الاتحاد الروسي امام ناظره ليقول مقولته الشهيره ” لو ان لدي مثل سعود الفيصل لما تفكك الاتحاد السوفيتي”،
واليوم الذي تبكي فيه الامه العربيه على مهندس السياسه ورجل الحكمه والوقار قد وضع ورسم لها قبل موته خطوطا عريضه وتفاصيل دقيقه للنهوض وحل قضاياها بدءا من التوحد ودحر اي عدوان بالمثل وقطع اليد التي تتدخل في شؤونها الداخلية.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • خالد ابراهيم الضالع

    إن الحمد لله تعالى، نحمده ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وبعد: فإن من الأسس العظيمة التي قام عليها التشريع الإسلامي تحقيق مصالح العباد جميعاً والحفاظ عليهم ، من أجل ذلك كانت الضروريات الخمس التي أوصت الشريعة بالحفاظ عليها ورعايتها وهى حفظ الدين ، وحفظ النفس ، وحفظ العرض ، وحفظ المال , وحفظ النسل ، ومن حفظ النفس حفظ الدماء من أن تهدر وتسفك بغير حق فى هذه الأيام التى نرى فيها سفك الدماء بالليل والنهار من أجل تعصب حزبي ، ومن أجل تصارع على المناصب والسلطات ، يقتل بسبب ذلك خلق كثير من أجل ذلك كان لابد من إرشاد الجميع إلى خطورة هذا الأمر وذلك من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة .أولاً: حرمة الدماء في القرآن الكريم : قال الله تعالى: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا)([1]). وقال تعالى فى صفات عباد الرحمن : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا(68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70))([2]). وقال تعالى:( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32))([3]).عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” اجتنبوا السبع الموبقات ” ، قالوا : يا رسول الله وما هن ؟ قال : ” الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات”([9]) عن ابن عباس ، أنه سأله سائل فقال : يا أبا العباس ، هل للقاتل من توبة ؟ فقال ابن عباس كالمتعجب من شأنه : ماذا تقول ؟ فأعاد عليه المسألة ، فقال له : ماذا تقول ؟ مرتين أو ثلاثا ، ثم قال ابن عباس : أنى له التوبة ؟ سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول : ” يأتي المقتول متعلقا رأسه بإحدى يديه ، متلببا قاتله بيده الأخرى يشخب أوداجه دما ، حتى يأتي به العرش ، فيقول المقتول لله : رب هذا قتلني ، فيقول الله عز وجل للقاتل : تعست ، ويذهب به إلى النار ” *([15]).فهاهم آل سعود يقتلون ليس نفسا واحده بل يقتلون شعوبا بأكملها بدون ذنب وحق شرعي بل انتقاما من عدم طاعتهم فيما يريدون من امور دنيوية شريرة ليس لله فيها شيء فقد قتلوا شعب العراق وشعب ليبيا وشعب سوريا وهاهم اليوم يقتلوا تجد شعب اليمن ولكن الله تعالى لم يفلتهم وهو لهم بالمرصاد ففي كل فترة من الزمن احدهم يموت تلو الآخر كما تموت الخنازير في حضائرها العفنة وليس لهم عند الله تعالى الا جهنم خالدين فيها وغضب الله عليهم ولعنهم واعد لهم عذابا عظيما . ولا تجوز الصلاة عليهم لانهم كافرين بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله .من اوامر ونواهي واحكام ,
    خالد ابراهيم الظالع
    قاضي سابق