الكاتب عبدالخالق بن علي في مقال جديد : شركات التسول

الأحد ٥ يوليو ٢٠١٥ الساعة ١١:٣٨ صباحاً
الكاتب عبدالخالق بن علي في مقال جديد : شركات التسول

نحن في الخليج دون كل العالم من يعمل على تنظيف شوارعنا ومؤسساتنا وحتى بيوتنا عمالة خارجية . وهنا في المملكة زدنا الطين بله بتسليم تلك العمالة الخيط والمخيط في كل مكان ، لكن ليس هذا موضوع مقالي بل المقال القادم .
مقالي هذا سيكون عن عمال النظافة التابعين للشركات المتعاقدة مع البلديات الذين احترفوا التسول حتى في أوقات عملهم الرسمي . ومنظرهم المقزز يستجدون المارة بمكانسهم وسطولهم ولباس عملهم بشعار وزارة الشؤون البلدية والقروية ، لم يستثنى منه بلدة ولا مدينة كبيرة ولا حارة ولا شارع ولا مركز تجاري. حتى عمال نظافة الحرم يصطفون على حافتي طريق دخول وخروج المعتمرين والمصلين في منظر يسىء حتى للإسلام . وغدى لباس عمال النظافة رمزا للتسول ، ما دفع ببعض العمالة الوافدة من غير عمال النظافة إلى شراءه ولبسه بهدف التسول .
لكن ما الأسباب التي جعلت هذا المنظر المخزي لنا جميعا كمجتمع وحكومة وشركات نظافة؟؟ ينتشر بهذا الشكل حتى لم يعد عامل النظافة يكتفي بنظرات الإستجداء بل أصبح يطلب صراحة الصدقة من المارة .
برأيي أن المسؤولية تقع بالكامل على وزارة الشؤون البلدية والقروية أولا ثم على الشركات المشغلة لأولئك العمالة ، ولا يتحمل العامل أي مسؤلية مطلقا مهما كان خطأه.
فمن خلال ثلاث إجراءات بسيطة تحافظ الوزارة والشركات على إنسانية وكرامة  ذلك العامل وعلى سمعة الوطن ، والمتمثلة في : أولا ان يكون الأجر والبدلات الأخرى  مجزية للعامل بحيث يستطيع العيش منه هنا بكرامة ويستطيع أن يدخر منه ما يكفي لأهله في بلده . ويجب أن يعطى أجره في وقته المحدد وبانتظام مهما كانت الظروف المادية للشركة المشغلة .  وأخيرا يراقب العمال بعد ذلك بدقة ومن يثبت عليه التسول سواء في أوقات العمل أو خارجة يعاقب ولو بالفصل من العمل والتسفير .
أما ترك الأمر لجشع شركات النظافة وفساد المفسدين فلن يكتفي عمال النظافة باحتراف التسول بل سيحترفون الجريمة. فلم يأتوا إلينا من أجل طبيعتنا الخلابة ولا جمال عيوننا وطيبة قلوبنا بل طلبا للقمة العيش بكرامة .

—————
تويتر  www.twitter.com/abdulkhalig_ali
[email protected]

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني