فتوى شرعية بمنع دخول الإبل إلى المشاعر المقدسة

الجمعة ١١ سبتمبر ٢٠١٥ الساعة ٩:٢٢ مساءً
فتوى شرعية بمنع دخول الإبل إلى المشاعر المقدسة

أصدرت اللجنة الدائمة للفتوى فتوى شرعية بمنع إدخال الإبل إلى المشاعر المقدسة وعدم ذبحها، والاكتفاء بذبح البقر والغنم في الهدي والأضاحي والفدية، ودعوة المخالطين للمصابين بهذا المرض إلى تأجيل حجهم لهذا العام إلى الأعوام القادمة.
وفيما يلي نص الفتوى:
بناء على ما ثبت للجهات الطبية بوزارة الصحة بشأن ظهور مرض (متلازمة الشرق الأوسط التنفسية) التي يسببها فيروس (كورونا)، وأن مخالطة الإبل الحاملة للفيروس سبب للإصابة به، وأن بهيمة الأنعام الأخرى من البقر والغنم غير حاضنة لهذا الفيروس؛ حسبما يتوفر من معلومات حاليًّا.
فقد صدر عن اللجنة الدائمة للفتوى- برئاسة سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء والرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ- الفتوى رقم 26608 بتاريخ 18/ 11/ 1436هـ التي تنص على ما يلي:
نظرًا لتزامن زيادة حالات الإصابة بمرض (كورونا) في هذا الوقت مع بدء موسم الحج هذا العام 1436هـ.
وحيث إن الحجاج وعمال المسالخ والجزارين وغيرهم قد يباشرون ويتعاملون مع الإبل في الهدي والأضاحي والفدية فقد ينتقل الفيروس إليهم، ثم ينتقل منهم إلى باقي الحجاج والمخالطين لهم.. وقد أثبتت الدراسات والواقع انتشار العدوى بسرعة كبيرة داخل المستشفيات، وأن نسبة الوفاة عند المصابين بالفيروس عالية.
ونظرًا للأعداد الكبيرة من الحجاج وازدحامهم ووجود تقارب بينهم في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة؛ فإنه يخشى من انتشار المرض بين الحجاج؛ بسبب تقاربهم وتزاحمهم.. وحيث إن حكومة خادم الحرمين الشريفين- ممثلة في لجنة الحج العليا- تولي صحة الحجاج عناية كبيرة جدًّا، وأن من أهم الأمور في هذا الموضوع العناية والاهتمام بالجانب الوقائي قبل العلاجي؛ فإن اللجنة الدائمة للفتوى بناءً على ذلك ترى منع إدخال الإبل إلى المشاعر والاكتفاء بذبح البقر والغنم في الهدي والأضاحي والفدية وعدم ذبح الإبل أو إدخالها إلى المشاعر وما حولها؛ تجنبًا لانتقال العدوى بهذا المرض وانتشاره بين الحجاج؛ مما يترتب عليه إلحاق الضرر بهم، ونقل المرض إلى بلدانهم. فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يوردُ ممرض على مصح). رواه البخاري ومسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فِرَّ من المجدوع فرارَك من الأسد). أخرجه البخاري في صحيحه، وهذه الأحاديث تدل على مشروعية أخذ الوقاية والحذر من المرض والبعد عن أسباب انتشاره، كما تدعو اللجنة المخالطين للمصابين بهذا المرض بمراعاة الأحوال بتأجيل حجهم هذا العام إلى الأعوام القادمة إن شاء الله؛ حتى لا يكونوا سببًا في العدوى وانتشار المرض، وقى الله المسلمين عامة وحجاج بيت الله الحرام خاصة كل سوء ومكروه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
اللجنة الدائمة للفتوى:
عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ (الرئيس)
صالح بن فوزان الفوزان (عضوًا)
أحمد بن علي سير المباركي (عضوًا)
عبدالله بن محمد المطلق (عضوًا)
محمد بن حسن آل الشيخ (عضوًا)
عبدالكريم بن عبدالله الخضير (عضوًا)