احتفالية #اليوم_الوطني في 23 سبتمبر تجذب أنظار 23% من سكان العالم

الأربعاء ٢٣ سبتمبر ٢٠١٥ الساعة ١٠:٢٨ مساءً
احتفالية #اليوم_الوطني في 23 سبتمبر تجذب أنظار 23% من سكان العالم

ينظر عالم اليوم المنشغل بحسابات قوة الاقتصاد وقوة تحالفات المصالح المشتركة (سيادياً وأمنياً وعسكرياً)، إلى المملكة العربية السعودية نظرة إجلال وإكبار، لا تخلو من تقدير بالغ؛ لدورها الإقليمي والدولي في صنع توازن سياسي مهم يخدم السلم العالمي.

ولعل احتفاء الشعب السعودي وقيادته اليوم بالذكرى رقم 85 لليوم الوطني، يأتي في توقيت مهم يعني الكثير من مدلولات السيادة السعودية دولياً وإقليمياً، مع الخطوات المتسارعة خلال الأشهر الثمانية الماضية لعهد الحزم والعزم، مع تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، بعد وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز (يرحمه الله)، في 23 يناير 2015.

ومع استعادة الضمير الوطني السعودي لوهج يوم 23 سبتمبر من ذاكرة تاريخه، جاء ذلك اليوم المهم تاريخياً ووطنياً؛ ليتوافق مع يوم، يهم أكثر من 23% من سكان العالم، عبر توافقه مع يوم مبارك يخص 1.57 مليار مسلم حول العالم.. إنه يوم الحج الأكبر، يوم الوقوف بعرفة.

ومن أهم مدلولات احتفائية هذا العام، أنها تأتي في وقت مهم تسعى فيه الإرادة السياسية السعودية للانتصار على كل مَن يحاول إعاقة انطلاق أهداف “الإسلام الوسطي المعتدل”؛ لهذا كانت “عاصفة الحزم” عسكرياً لكسر مَن أراد فرض أجندته السياسية والعقائدية على المنطقة، وكانت الكثير من العمليات الأمنية الاستباقية لكسر شوكة كل من أراد أن يهز شعرة من هيبة الدولة أمنياً ولحمتها الوطنية داخلياً.

وحتى تستمر معادلة “وطن الحزم والعزم” بكل تفرعاتها الداخلية والخارجية؛ يجب أن تتحقق معادلة مهمة أخرى من أجل تحقيق أولويات بناء الوطن؛ وذلك من خلال الدمج المهم بين سواعد الشباب وحكمة الكبار.

كبار هذه الدولة عبر قيادتها الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين ومعاونيه التنفيذيين في مجلس الوزراء، الذين يجمعون طرفي نفس المعادلة (سواعد الشباب وحكمة الكبار)، بعد تغذية المجلس بعدد من الوزراء الشباب، قادرون على الاستمرار في تحقيق منهج السيادة، عبر قوة الاقتصاد أولاً ثم قوة التحالفات الإقليمية والدولية. ولعل الاقتصاد السعودي الذي تمكّن من إعلان أكبر موازنة للعام الحالي 2015 بنفقات تُقَدر بـ860 مليار ريال، وإيرادات 715 مليار ريال، يمكنه الاستمرار بنفس القوة دون الاعتماد فقط على قطاع النفط؛ خصوصاً مع اهتمام القيادة الحالية بتركيز الجهود التنفيذية عبر مجلسين فقط: مجلس الشؤون السياسية والأمنية ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ولعل الأخير تَمَكّن من اتخاذ حزمة من القرارات التي تزيد من موارد الدولة، وتفتح فرصاً واعدة تقوّي دعائم الاقتصاد، وترفع من مستوى دخل الفرد.

لا شيء يحقق هذه الفرضية الوطنية المهمة، مع ذكرى اليوم الوطني؛ سوى إصرار الشباب على دعم مسيرة البناء الاقتصادي والسياسي والسيادي، بالاستفادة من حكمة الكبار، من قادة وتنفيذيين وخبراء.