لا تباهي ولا استعراض بمهمة إنسانية.. ولكن نقول للعالم #هكذا_عاملنا_السوريين

الأحد ١٣ سبتمبر ٢٠١٥ الساعة ٩:٥١ مساءً
لا تباهي ولا استعراض بمهمة إنسانية.. ولكن نقول للعالم #هكذا_عاملنا_السوريين

باتت الكثير من بؤر وحُفر “الفراغ السياسي”- إذا صح التعبير والافتراض- في المنطقة الشرق أوسطية، تنتظر أي حدث يمكن قرنه بالسعودية، من أجل ممارسة قذرة لـ”الصيد في الماء العَكِر”؛ حتى يشعر من يملؤه ذلك الفراغ السياسي أنه فعلًا شيء، لكنه لا يدري أن نفخ بكل ما أوتي من قوة ولوقت طويل في “بالون مثقوب”.
ما إن انتشرت الصورة الحزينة للطفل السوري “الكردي” إيلان، بعد الغرق خلال محاولة للوصول إلى اليونان بحثًا عن مهاجر أوروبية، لم يجد أهل الفراغ غير التشفِّي من كل دول الجوار العربي والخليجي في محيط سوريا سوى السعودية، من أجل تحقيق التلذُّذ بالنيل منها. استنكروا دون أن يفهموا كيف تخلّى العرب والخليجيون، وخصوصًا السعوديون- كما يخيَّل إليهم- عن السوريين. نصرة سوريالكن عندما طفح الكيل، اضطرت السعودية إلى الخروج بتصريح رسمي منسوب إلى مصدر مسؤول بوزارة الخارجية؛ من أجل إيصال معلومة لا تحتاج إلى الخروج عبر مؤتمر صحافي أو على لسان وزير وخلافه، وإنما يكفي توصيل حقيقة ساطعة كسطوع الشمس عبر “المصدر المسؤول” فقط.
وبالفعل كان المصدر “مسؤولًا” عما يقول، وهو يؤكد أن “المملكة العربية السعودية لم تكن ترغب في الحديث عن جهودها في دعم الأشقاء السوريين في محنتهم الطاحنة؛ لأنها ومنذ بداية الأزمة تعاملت مع هذا الموضوع من منطلقات دينية وإنسانية بحتة، وليس لغرض التباهي أو الاستعراض الإعلامي”.
إنها بالفعل رسالة عميقة تحمل كل ما يمكن قوله بإيجاز؛ حتى “يُخْرَس” المشكِّكون الفارغون، خصوصًا حينما أضاف المصدر “أن المملكة رأت بأهمية توضيح هذه الجهود بالحقائق والأرقام، ردًّا على التقارير الإعلامية وما تضمنته من اتهامات خاطئة ومضللة عن المملكة”.
ومن هنا بدأت لغة الصراحة والوضوح عبر الأرقام، التي لا تكذب، والتي يحق لكل من أراد التأكد منها أن يكتشفها بنفسه، فهي كالشمس لا تُحجب بغربال، حيث أوضح المصدر أن الإجراءات التي اتخذتها المملكة تمثلت في التالي:
مقيمون.. لا لاجئون
** استقبلت المملكة منذ اندلاع الأزمة في سوريا، ما يقارب المليونين ونصف المليون مواطن سوري، وحرصت على عدم التعامل معهم كلاجئين، أو تضعهم في معسكرات لجوء؛ حفاظًا على كرامتهم وسلامتهم، ومنحتهم حرية الحركة التامة، ومنحت من أراد البقاء منهم في المملكة الذين يبلغون مئات الألوف، الإقامة النظامية أسوةً ببقية المقيمين، بكل ما يترتب عليها من حقوق في الرعاية الصحية المجانية والانخراط في سوق العمل والتعليم.

 

سوريا (3)
قبول 100 ألف طالب سوري
** هذه المعاملة تجلّت بوضوح في الأمر الملكي الصادر في عام 2012، الذي اشتمل على قبول الطلبة السوريين الزائرين للمملكة في مدارس التعليم العام، التي احتضنت ما يزيد عن 100 ألف طالب سوري على مقاعد الدراسة المجانية، وذلك حسب إحصائيات حملة السكينة الحكومية.

 

رعاية ملايين اللاجئين في 3 دول
** لم تقتصر جهود المملكة على استقبال واستضافة الأشقاء السوريين بعد مأساتهم الإنسانية في بلدهم، بل وامتدت جهودها لتشمل دعم ورعاية الملايين من السوريين اللاجئين إلى الدول المجاورة لوطنهم، في كلٍّ من الأردن ولبنان وغيرهما من الدول. واشتملت الجهود على تقديم المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع حكومات الدول المضيفة لهم، وكذلك مع منظمات الإغاثة الإنسانية الدولية، سواء من خلال الدعم المادي أو العيني.

 
700 مليون دولار
** بلغت قيمة المساعدات الإنسانية التي قدمتها المملكة للأشقاء السوريين نحو 700 مليون دولار، بحسب إحصائيات المؤتمر الدولي الثالث للمانحين، المنعقد في دولة الكويت بتاريخ 31 مارس 2015م لدعم الوضع الإنساني في سوريا، شاملة للمساعدات الحكومية، وكذلك الحملة الشعبية التي انطلقت في العام 2012 باسم الحملة الوطنية لنصرة الأشقاء في سوريا.
غذاء وعلاج وإيواء وتعليم
شباب-سوريا (7)** اشتملت المساعدات على تقديم المواد الغذائية والصحية والإيوائية والتعليمية، بما في ذلك إقامة عيادات سعودية تخصصية في مخيمات مختلفة للاجئين، أهمها مخيم الزعتري في الأردن، وفي مخيمات المعابر الحدودية، وتمكنت- ولله الحمد- من توفير الرعاية الطبية المتمثلة بتقديم اللقاحات والعلاجات الوقائية، وإجراء العمليات الجراحية، علاوةً على تكفلها بحملات مختصة بإيواء عدد كبير من الأسر السورية ذات الحالات الإنسانية في كلٍّ من لبنان وسوريا.
هذه هي بالفعل صورة المواقف السعودية التلقائية، لكن من يقع في أزمة إنسانية، في أي موقع من العالم، فما القول والعمل إن كان ذلك المتضرر شقيقًا عربيًّا ومسلمًا!!