تلة #عبدالعزيز_الكسار .. تُشعل الخلاف بين كتّاب #عكاظ

السبت ٣١ أكتوبر ٢٠١٥ الساعة ١:٥٧ مساءً
تلة #عبدالعزيز_الكسار .. تُشعل الخلاف بين كتّاب #عكاظ

أثار حادث قبض أحد رجال الهيئة على الفنان الكويتي “عبدالعزيز كسار” في إحدى الأسواق التجارية بالرياض، وهو يتصوّر مع النساء، جدلاً ساخناً بين عدد من كُتاب الرأي السعودي، رغم أن القضية مضى على وقوعها أكثر من أسبوع، واتخذت معها الجهاتُ المعنية ما يلزم من خطوات، وإجراءات رادعة لمثل هذه التصرفات من قِبل الفنان.

ولعل ما أثار الخلاف الذي تصاعدت حدتُه بين كتّاب الرأي.. هو طريقة تعامل الهيئة مع المتهم بتلّه من علباه، فمن المفترض ألا يتعدى عضو الهيئة على أحد.

وقال الكاتب خلف الحربي معلقاً على الحادث: إن تصرف الهيئة كان رائعاً إلا في تلّة الشخص بعلباه؛ فهو خطأ من العضو، وتصرف غير مسؤول، مبيناً أن ما قام به الفنان يعد عملاً أرعناً.

كما ذهب الكاتب خالد السليمان في الاتجاه نفسه، إذ يرى أن تطاول العضو بيده يُعد تصرفاً مخالفاً للأنظمة.

لكن الكاتب الأحيدب خَرج في اليوم التالي في مقالته بعنوان بـ”خصوم الهيئة” ليدافع عن الهيئة، ليرد عليه الكاتب سعيد السريحي، وكذلك الكاتب خلف الحربي.

اللافت في ذلك أن جميع الكتاب المختصمين حول تصرف تلّة الهيئة من صحيفة واحدة؛ وهي صحيفة “عكاظ”.

الأحيدب والهيئة ومآرب أخرى

ولفت الكاتب سعيد السريحي في مقالته إلى أنه لا يظن أن الصديق والزميل محمد الأحيدب كتب مقاله المنشور أمس الأول في «عكاظ»، تحت عنوان (خصوم هيئة رجل الهيئة) دفاعاً عن الهيئة، خاصة أن اللغة التي كُتب بها المقال تجعله يميل للخصومة، التي أعلنها الأحيدب مع زملاء له في الكتابة، رأوا في تعامل رجل الهيئة مع الممثل الكويتي المغمور، ما لا يتفق مع ما هو مُتوخى من رجال الهيئة من اعتماد الإحسان، والرفق في كل ما يدعون إليه من معروف، وينهون عنه من منكر، ومع ذلك فإنه إذا فات على الصديق الأحيدب الأجر على دفاعه عن الهيئة، فإننا نسأل الله له المغفرة على ما بدا في مقاله من شدة في الخصومة انحرف به عما يتوخى في كاتب مثله، اعتدنا منه على أن يكون راقياً، وموضوعياً حين يخاصم، وحين يناصر كذلك.

وإذا كان الزميل الأحيدب قد أجاز لنفسه أن يصنف من أنكروا على رجل الهيئة بعض العنف خلال القبض على ذلك الممثل على أنهم هم من يشيدون بالقسوة التي يتعامل بها بعض رجال الأمن في أمريكا مع المشتبه بهم خلال عملية ضبطهم فإنني لم أكن أحبّذ له أن يبلغ به التصنيف أن يضع على ألسنتهم عبارات، وكلمات فجة لا تليق بكاتب أن يوردها في مقاله، فضلاً عن أن يبتلي ويتبلّى على خصومه، ولا أعرف كيف، ومن أين اجتلب الصديق الأحيدب تلك الكلمات وألصقها بمن يظن أنهم ينكرون على الهيئة عنفها، ويمتدحون في رجل الأمن الأمريكي عنفاً أشد؟

وأُكبر الصديق الأحيدب أن يجهل أن من ينكرون عنف رجل الهيئة هم أول المنكرين لكل عنف يصدر من أي جهة، ومن قِبل أي جهاز، إلا إذا كان الصديق الأحيدب يتحدث عن قوم لا يعرفهم أحد سواه، كما أنني أربأ بالصديق الأحيدب من أن يتخذ من ممارسات غير قانونية تُرتكب في هذا البلد، أو ذاك مبرراً لممارسة عنف مماثل ترتكبه الهيئة أو تتهم بارتكابه.

والصديق الأحيدب يعرف أن أحداً من الهيئة لن يرضى عنه حين لا يجد من يقارنهم بهم غير الخارجين على القانون والنظام من رجال الأمن في أمريكا، كما أنه يعرف الفرق بين رجال الهيئة، وما حدده لهم النظام من صلاحيات، وما يستوجبه عملهم من لين ورفق، ورجال الأمن الذين تناط بهم مسؤولية اقتياد الجناة، والمشتبه بهم إلى مخافر التحقيق.

الصديق الأحيدب يعرف ذلك كله لولا أن اللدد في الخصومة، وربما مآرب أخرى، جعلته يتغاضى عن ذلك كله، ويكتب ما كتبه في مقاله الذي أتمنى، من باب حبي به وثقتي فيه، لو لم يكن قد كتبه.

جمس “عكاظ”

وقال الكاتب خلف الحربي في مقالته “تعودت في هذه الصحيفة أنني كلما كتبت مقالاً عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يأتي الزميل محمد الأحيدب في اليوم التالي مباشرة لينشر مقالاً يرد فيه على ما كتبت، وكأنه مكلّف بهذه المهمة فقط دون غيرها.. على أية حال أنا أرى أن هذا من حقه، وأحترم وجهة نظره، وأسأل الله له الأجر والثواب على هذا التتبع الاحتسابي، لذلك فإنني دائماً لا أكلّف نفسي بالرد على ما يكتبه رداً على ما كتبت، ولكنه في المقالة التي نشرها قبل بضعة أيام تعقيباً على ما نشرته هنا بخصوص حادثة سحب أحد أعضاء الهيئة لممثل مغمور (من تلابيبه)، أمام الناس رغم عدم مقاومته، قفز فوق الحدث قفزة تستحق التأمل والتفكير في أحوال بعض كتّاب الرأي في صحافتنا.

فقد كتب الأحيدب مؤكداً أن منتقدي الهيئة من الصحفيين يصفقون إذا قام شرطي أمريكي ببطح مجرم على الأرض وضربه، واسترسل في وصف الشرطيات الأمريكيات المسترجلات الخاليات من الأنوثة (ظناً منه أنه بهذا الوصف سوف يجرح مشاعر الولايات المتحدة)، وأنا بصراحة لا أعرف من هم هؤلاء الصحفيون السعوديون الذين يصفقون، ويهللون لعنف الشرطة الأمريكية، ولا أذكر أنني قرأت مقالاً بهذا المعنى في صحافتنا المحلية، ولكن لنفترض جدلاً أن كلامه صحيح، وأن زملاءه الصحفيين- وأنا أولهم- نهلل ونكبر، و(نطق أصبع) كلما قام شرطي أمريكي ببطح مدني أمريكي لم يقاومه، ولكن السؤال ليس هنا، ولا يتعلق بنا نحن معشر الصحفيين السعوديين على الإطلاق، بل السؤال هو: “هل يوجد صحفي أمريكي مثل الأحيدب يبرر العنف ضد المدنيين في بلاده؟”، وهل يمكن أن يقبل القارئ الأمريكي وجود كاتب مثل الأحيدب في صحافته يشجع موظفي الأجهزة الرسمية على بطح المواطنين وضربهم دون مبرر؟! لو كان كتّاب الصحف الأمريكية الكبرى يبررون ضرب مواطنيهم بهذه الطريقة، ويطاردون مقالات زملائهم الذين يرفضون العنف، لما أصبحت الولايات المتحدة قوة عظمى، ولما وصلت مركباتها الفضائية إلى سطح المريخ، ولما أنتجت مصانعها (الجموس) التي نذر الزميل الأحيدب نفسه للدفاع عن أخطائها.

خصوم هيئة رجل الهيئة

واستهل الكاتب الأحيدب مقالته بأنه في أمريكا (مثلاً) يبطح رجل الشرطة أو (رجلة) الشرطة (أقولها تجاوزاً حتى لا يقولون تجاهلت المرأة، لأن في شرطة أمريكا وغيرها نساء مسترجلات أقوى من بعض الرجال، ويصعب أن تسميها امرأة، أو تؤنث صفاتها إلا بتاء التأنيث لأن الباقي ذكر وأي ذكر؟!)، أقول في أمريكا يبطح الشرطي أي (مشكوك فيه) على الأرض بطحاً مهيناً، ويدوس على (علباه) ويقيد يديه لمجرد شك، فيثني عليه بعض (ربعنا) ويعتبر تصرفه حنكة بوليسية واحتياطاً مطلوباً، حتى لو كان الضحية ولده، أو شقيقه المبتعث، أو حتى هو!، فمثل هذا التصرف عسل على قلبه، وثقل بسطار الشرطي الأمريكي سمن على علباه!، ولو كانت رجل شرطية فقد يسعد بها ويقول (ادعس يا جميل) و(أين الكعب يا حلو).

في أمريكا أيضاً قتلت الشرطة متهماً بريئاً، لم تثبت إدانته، لمجرد أنهم شكوا فيه وحصلوا على إذن تفتيش منزله، وصادف دخولهم عليه في دورة المياه، وهو يرفع مجفف الشعر (الاستشوار) فظنوه مسدساً و(سشوروا) جسده بوابل من الرصاص ولم يلمهم أحد، وما كان ذات البعض من (ربيعنا) سينتقدونهم، بل ربما أشادوا قائلين (شف يا خي حرص وسرعة تفاعل الأمريكان).

إذاً هي مجرد عقدة وتحزب مع أو ضد، وهذا ما حدث مع تصرف رجل الهيئة (تلال الأرقاب) فكل من هو ضد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر افترض مسبقاً أن المقبوض عليه لم يقاوم ولم يستفز، ولم يرتكب فعلاً أكثر من مجرد التصوير، وأن رجل الهيئة تله من رقبته تجاوزاً ودون مبرر!، كل ذلك بسبب موقفهم من هيئة رجل الهيئة!، ولو ارتدى رجل الهيئة بنطالاً وبسطاراً لكان (تل الرقبة) هو مجرد إمساك لمخالف من (عروته) وهو أمر عادي جداً.

لهؤلاء أقول إن رجال الحسبة في مرحلة من مراحل هذا الوطن المتميز بتطبيق شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كانوا يرتدون بدلة وغترة وأرجعوا للصور القديمة، ولن تتغير مواقفكم، بالرغم من تغير نظرتكم، تماماً مثلما تغير دفاعكم عن المخالف لمجرد أنه غرد ذات يوم بثناء على الهيئة! ولو كان ممن يغردون بضرورة إلغائها لكان لكم هجوم إعلامي (يتل) رقبة فرد الهيئة وكيانها.