عبدالله التركي ينقل وسطية الإسلام إلى العالم بـ”الحوار والتعايش والسلام”

الثلاثاء ٢٤ نوفمبر ٢٠١٥ الساعة ١١:٥٧ صباحاً
عبدالله التركي ينقل وسطية الإسلام إلى العالم بـ”الحوار والتعايش والسلام”

تقع على كاهل هيئة كبار العلماء في السعودية، في مرحلة الفتن الراهنة بين المذاهب الإسلامية، أصعب المهام لقيادة زمام مرحلة إبداء الاعتدال الديني من خلال التوازن المعرفي لتناول القيم الثمينة لرسالة الدين الإسلامي الوسطية المعتدلة، من أجل كسب جولة مهمة، من أمام صائدي افتعال الإشكاليات على الصعيد الدولي أو الإقليمي.
لهذا تقرأ “المواطن” في فكر أعضاء هيئة كبار العلماء الـ19، من أجل أن يعيد القراء الارتباط بشخصيات هذه النخبة العلمية، والاقتراب منهم أكثر وأكثر…

ثاني هؤلاء العلماء في الحلقة الثانية، هو الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، المولود في 4 أغسطس 1940 بمدينة حرمة في محافظة المجمعة وسط السعودية، الذي يشغل منصب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي بالإضافة إلى عضويته لهيئة كبار العلماء.
ينحدر نسب الدكتور التركي لفخذ البدارين من قبيلة الدواسر، حيث انتقل أحد أجداده من بلدة جلاجل إلى بلدة حرمة التي تقيم فيها أسرته منذ ما يزيد عن 150 عاماً تقريباً.

المشوار العلمي والوظيفي
تلقّى التركي في حرمة نفسها، تعليمَه الأولي ثم تلقى التعليم الابتدائي ثم المرحلتين المتوسطة والثانوية بالمعهد العلمي في المجمعة. وتتلمذ على عدد من كبار العلماء في زمن تعليمه، وحصل على إجازات علمية في علوم الشريعة واللغة العربية، حيث درس المرحلة الجامعية في كلية الشريعة في الرياض.
ونال الماجستير من المعهد العالي للقضاء بالرياض بتقدير ممتاز، في موضوع “أسباب اختلاف الفقهاء”، وهو موضوع يتناول قضية كبرى في حياة المسلمين الماضية والراهنة وفي المستقبل، وهي قضية تنوع الرؤى واختلاف وجهات النظر في فهم النص وتقدير المصلحة، في إطار الاتفاق على شروط الاجتهاد المعتبرة. كما حصل على درجة الدكتوراه من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر بمرتبة الشرف الأولى في عام 1392هـ، في موضوع “أصول مذهب الإمام أحمد”، مع التوصية بطباعة الرسالة وتبادلها بين الجامعات. ومُنح أيضاً درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة الزقازيق في عام 1408هـ، وكذلك من جامعة أباي الحكومية في مدينة ألما آتا بكازاخستان في عام1424 هـ تقديراً لجهوده البارزة في تحقيق التعاون بين الجامعة ورابطة العالم الإسلامي والجامعات الإسلامية.
أول منصب بارز تم تعيينه فيه، عندما أصبح مديراً لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، من عام 1396 إلى 1414هـ. كما أصبح وزيراً للشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد من 20 محرم 1414 إلى 2 ربيع الأول 1420هـ. واختير مستشاراً بالديوان الملكي في 3 صفر 1420هـ، إلى جانب عضويته لهيئة كبار العلماء. ومنذ عام 1421هـ، أصبح أميناً لرابطة العالم الإسلامي حتى تاريخه.

نشاطه ومواقعه الدولية
للشيخ الدكتور التركي العديد من الأنشطة الإسلامية الدولية، من خلال مواقعه وعضوياته في العديد من الكيانات المهمة على المستوى الإقليمي والدولي، وذلك إلى جانب منصبه الرسمي كأمين عام لرابطة العالم الإسلامي.
ويشغل الدكتور التركي هذه المواقع والعضويات، منها: رئيس المجلس الإسلامي العالمي في لندن، رئيس رابطة الجامعات الإسلامية، رئيس الندوة العالمية للشباب الإسلامي، رئيس مجلس الأمناء للمركز الإسلامي في أدنبرة، رئيس لجنة الخطط والمناهج وهيئة التدريس في الجامعات الإسلامية في إسلام آباد، رئيس مجلس أمناء الجامعات في النيجر (سابقاً) وعضو في مجلسها (حالياً)، رئيس المجلس العالمي لامتحانات المدارس العربية والإسلامية، رئيس صندوق دعم الجامعات الإسلامية، نائب الرئيس الأعلى للجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد، عضو في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة، عضو في المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة، عضو المجلس التنفيذي لمؤتمر العالم الإسلامي، عضو في مجلس أمناء مركز أُكسفورد للدراسات الإسلامية، عضو مؤسس في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت، عضو في مجلس الأمناء للكلية الإسلامية الأميركية في شيكاغو، عضو في مجلس الأمناء لمعهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية في فرانكفورت ورئيس سابق لها، عضو مؤسس في مجلس جمعية البحوث الإسلامية في بون، عضو في مركز دراسات الشرق الأوسط بالجامعة الإسلامية الحكومية في إندونيسيا، عضو شرف في رابطة العالم الإسلامي العالمية، إضافة إلى عضويته في عدد من المجالس واللجان التي لها علاقة بالتعليم الإسلامي أو الدعوة الإسلامية.

مناصرة السلام والحوار والتعايش
بعيداً عن منصبه الدولي كأمين عام لرابطة العالم الإسلامي، بات اسم الدكتور عبدالله التركي من أبرز علماء المسلمين المؤيدين لمبدأ الحوار والتعايش بين الأديان والحضارات في العالم، والمناصرين لسيادة السلام العالمي بين كافة القاطنين على كوكبة الأرض.
ولعل من آخر الأحداث التي شارك فيها المؤتمر الدولي للحوار والتعايش في هونج كونج، الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي مع مجلس الأمناء لموارد الجالية المسلمة هناك، في 18 نوفمبر. وعبر ذلك المؤتمر قال التركي إن “تسارع المستجدات في العالم يؤكد الحاجة إلى الاستماع إلى الآخر، بعيداً عن التصوُّرات النمطية الخاطئة، خصوصاً أن عقلاء الأمم متفقون على ضرورة تجنُّب الصراع الحضاري، والاستعاضة عنه بالحوار الجاد للوصول إلى تعايش آمن، يواجهون به تحديات الإنسانية”، مؤكداً أن قادة أتباع الأديان والحضارات مدعوون لاستثمار المشتركات الإنسانية والقيم النبيلة، التي أودعها الله في البشر، لإيجاد برامج عمل مشتركة لمواجهة هذه التحديات التي تقلق العالم.
وقبل ذلك الحدث بيوم واحد بتاريخ 17 نوفمبر، شارك في مؤتمر السلام العالمي الذي عقدته الرابطة بالتعاون مع حكومة ولاية سرواك الماليزية، حيث استنكر المؤتمر الحادثين الإرهابيين في بيروت وباريس، وأنهما لا يمتان للإسلام بصلة، ويتعارضان مع كل القيام والمبادئ الإسلامية والإنسانية والدولية.
ومن أهم ما خرج به ذلك المؤتمر، أنه أوصى بإدراج مادة عن “السلام العالمي” في المناهج التربوية في المجتمعات المسلمة، لترسيخ مبادئ السلام وتعزيزها في نفوس الدارسين، إضافة إلى قيام الجامعات ومعاهد البحث بإبراز نصوص المعاهدات الدولية في تاريخ المسلمين ودراستها ضمن التخصصات العلمية المختلفة. كما أوصى بدعم جهود السعودية في الأمم المتحدة لاستصدار قرار يلزم بتجريم ازدراء الأديان والتطاول على رموزها بدعوى حرية التعبير، لما لذلك من آثار سيئة في بث الكراهية واضطراب العلاقات بين الشعوب.

رسالة “السلام عليك أيها النبي”
عندما تم إطلاق قناة “السلام عليك” التابعة لمشروع “السلام عليك أيها النبي”، كان للدكتور التركي كلمة منصفة قاله فيها: “في هذا العصر الذي تختلط فيه الرؤى وتتواصل فيه المعلومات وتزداد التحديات، على أهل الحق من المسلمين الذي يحملون رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، إيجاد وسيلة ناطقة يقوم عليها أُناس مخلصون”، مشيراً إلى أن هذه القناة يرُجى منها أن تركز على علاقة المسلمين بغيرهم من خلال المنهج الذي سار عليه رسلونا صلى الله عليه وسلم، من خلال تعامله مع المسلمين وغير المسلمين، حين كان له برنامج واضح في التعامل بكل وسطية، وكل عدل، وكل حرص على هداية الآخرين واستقامتهم”.
وهذا رابط من كلمته لصالح مشروع “السلام عليك أيها النبي” وقناته الفضائية: