#السعودية تهزم الإرهاب .. والمرجفون لا يملكون إلا الثرثرة

الأحد ٦ ديسمبر ٢٠١٥ الساعة ١٢:٠٠ مساءً
#السعودية تهزم الإرهاب .. والمرجفون لا يملكون إلا الثرثرة

حين تكون الأفعال أكثر من الأقوال تتهاوى وتخرس كل الألسن وتسقط الأقنعة التي وُظّفت لتزييف الحقائق، فلا يتجلى لحظتها سوى مضامين الصدق والثبات لتلغي لغة الأفعال لغة الأقوال وتسطع شمسُ الحقيقة والوقائع الشاهدة لتحرق وجوه الزيغ والكذب.
فسياسة الرد بالأفعال سياسة عادةً هي سمة متجذرّة من سمات وخصائص أولي العزم والقوة والراسخون في تبيان الحقائق، وليس المرجفين والمخادعين كثيري الثرثرة والبربرة والكلام الطائش والفارغ الذي يصدر من أشخاص أو منظمات أو حتى دول ناقمة؛ بهدف التشويش وقلب الحقائق.
لكن المملكة العربية السعودية اتخذت مبدأ الرد بالفعل وليس بالهذر وسفسطة الكلمات الفضفاضة، وجاءت الأفلام الوثائقية التي بثتها قناة العربية الرائدة وهي تضع العالم أمام مقاطع وصور جسّدت عاصفة من عواصف حزم أفعال هذه البلاد الطاهرة في معارك شرسة وضارية امتدت لسنوات في مواجهات تنظيم القاعدة، وجاءت هذه المقاطع في وقت تتهم دول وجماعات مارقة من الزمن ومن الأخلاق والحقيقة والإنسانيات بأن السعودية تدعم الإرهاب في مغالطات لم تتورع عنها هذه الشخصيات المأزومة، وكان آخرها ما ردده زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربين قبل أسبوع في مزاعم بأن السعودية تدعم التطرف وغيره من المأجورين.
وفي محور تنظيم القاعدة الإرهابي كشفت المواجهات التي قادتها السعودية ضد خلايا الإرهاب في حرب منظمة ما بين ٢٠٠٣م إلى ٢٠٠٦م وأظهرت مقاطع لأول مرة تعرض حجم المعارك الطويلة داخل بلد مترامي الأطراف لم يشعر كثير من السكان والزوار فيه بأي إخلال لو لطرفة عين في دائرة تماسك الأمن، وهذا بفضل الله ثم التكتيك والتدريب الاحترافي لتجفيف منابع هذا السرطان الأسود عن هذه البلاد وعن كل دول العالم، حيث إن المملكة هي أكبر الدول التي تنخرط في محاربة الإرهاب عموما.
وفي كثير من هذه المواجهات الداخلية تحصن فيها القتلة بداخل شقق وأحياء سكنية بين الساكنين الأمنية، وحتى المساجد ودورات تحفيظ القرآن لم تسلم من نزق إرهابهم.
وكشفت مواجهات موثقة مع تنظيم القاعدة أن بعض من هذه الحروب امتدت لثلاثة أيام كمواجهات حية بالنار والرصاص والمدرعات والمصفحات التي يقودها أسود رجال الأمن، وعلى رأسهم المقاتل والقائد الشرس ولي العهد الأمير محمد بن نايف يتصدون فيها لخطط منظمة وترسانات أسلحة خزّنها الإرهابيون بمنازل وشقق سكنية حتى باحات المساجد لم تسلم من نزقهم.
وكثير هي المعارك التي تقابل فيها أسودنا البواسل مع جنود تنظيم القاعدة تم فيها تحرير رهائن وتخليص أطفال ونساء وجدوا أنفسهم محاصرين من الإرهابيين كجريمة شقة الخالدية في مكة، وامتدت فصول هذه المواجهة لأكثر من يومين انتهت بسحق هذه الشرذمة الفاسدة، فيما استشهد عدد من رجال الأمن كذلك الأمر في مواجهة الرياض، حين كشفت التحريات عن وجود ما يصل ٢١ إرهابياً، واستمرت المعركة لثلاثة أيام استخدمت السلطات السعودية فيها الطائرات الهيلوكبتر والمصفحات والدوريات وكتائب من الضباط والأفراد لتطويق الموقع وتخليص الآمنين دون إلحاق الضرر بهم، حيث إن تخليص السكان يأتي على رأس هذه المواجهات من قبل الجهات الأمنية.
وعلى الجانب الدولي كانت المملكة العربية السعودية أول من استشعر خطر الإرهاب حيث بدأت فكرة إنشاء مركز دولي لمحاربته برؤية وفكرة أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- خلال افتتاحه أعمال مؤتمر الرياض الدولي لمكافحة الإرهاب في فبراير من عام 2005م، عندما دعا -رحمه الله- إلى إنشاء مركزٍ متخصص في مكافحة الإرهاب تحت مظلة منظمة الأمم المتحدة وواحد من مؤسساتها ومراكزها، ليسهم بشكلٍ فعّال في مواجهة الإرهاب ومحاربته على الصعيد الدولي، والتوعية بمخاطره، وطرح الرؤى والأفكار التي تضمن تجفيف منابعه بمختلف أشكاله وصوره.
وساهمت الرياض مراراً بدعم المركز بملايين الدولارات في إطار مكافحة هذا الشر والبلاء الذي يهدد حياة شعوب الأرض.
وقد فقد الوطن في حربه مع الإرهاب مئات المصابين والشهداء من أبنائه، وأحاطت الدولة هؤلاء الشجعان وأسرهم بالرعاية والاهتمام، وقد أنشأت وزارة الداخلية في عهد الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله إدارة رعاية متكاملة وبرامج وصناديق مالية؛ لدعمهم بخلاف البرامج الخيرية لدعم أسر الشهداء.
كما خصصت مراكز لمناصحة متطرفي الأفكار الضالة وإرشادهم، وبينهم من اهتدى، ونظمت عدداً من برامج إعادتهم للمجتمع. وقد رسمت وزارة الداخلية استراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب في السعودية واستنسخت دول كبيرة تجربتها في هذا الشأن.