آل طالب: السعودية لن تسمح بمن يزعزع أمنها ويشتت أمتها في حاضنة الإسلام

الجمعة ٢٩ يناير ٢٠١٦ الساعة ٦:٠١ مساءً
آل طالب: السعودية لن تسمح بمن يزعزع أمنها ويشتت أمتها في حاضنة الإسلام

أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح آل طالب، المسلمين بتقوى الله عز وجل وإتباع أوامره واجتناب نواهيه لبلوغ مرضاته عز وجل فمن اتقى الله نجا وسلم ومن غفل ندم وسوف يبعث الناس وتنصب الموازين فأعدوا لذلك اليوم عدته .
وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها بالمسجد الحرام: لقد تكفل الله عز وجل بحفظ هذا الدين العظيم منذ إشراق شمسه وقضى أنه لا تزال طائفة من الأمة منصورة لا يضرها من خذلها ولا من خالفها وهم من كانوا على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأجرى الله تعالى سنة الابتلاء على أتباع الدين العظيم بدءاً من الرسول الكريم وصحبه المبجلين وأتباعهم إلى يوم الدين ليميز الله المؤمنين ويعلم الصادقين .
وأشار فضيلته إلى أنه كلما مضت عقود بعد زمن النبوة ظهر أعداء ومنافقون إما من خارج الأمة أو من داخلها بالقوة والقتال أو بالفكر والضلال لكن الله تعالى يقيض من العلماء والحكام من يدفع عن دينه وينصر الناس بالحق ويردهم إلى الورد الصافي ويمسكهم بالقرآن والسنة، مبيناً فضيلته أن من رحمة الله سبحانه وتعالى أن حفظ جزيرة العرب ومهبط الوحي ومهاجر الرسول فنشأت فيها دولة سنية فتية وسط صراعات عالمية وحروب كونية ونجّاها الله من فتن الحروب وصراعات الفكر والأحزاب واختطت لنفسها منهجا وسطاً معتدلاً في الدين والدنيا فجعلت دستورها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتجافت عن البدع والخرافات وأظهرت للناس صفاء الدين .
وأكد الشيخ آل طالب، أن تمسّك الدولة ـ حفظها الله ـ بدينها لم يمنعها أن تشارك العالم في السياسة والاقتصاد والعلوم والصناعات والأفكار والحوارات فمكّن الله لها وفجّر كنوز الأرض وأغناها فكانت سند المظلوم ورفد الضعيف ومقصد العمل والتجارة وطلب الرزق ووصلت خيراتها لكل محتاج من الدول والأفراد ولا ينكر ذلك إلا حاسد، وما كان لهذه البلاد أن تحظى بهذه المكانة إلا بتوفيق الله لها بأن أخلصت التوحيد وطبقّت الشرع المجيد وتوسطّت بدين الله في عدل وحق حتى حظيت باحترام المسلمين وشهادتهم لها بالريادة وعندما تقع الحوادث فإن المملكة لها مبادئها وقيمها الثابتة على الحق والعدل يعاضدها في ذلك أشقائها وحلفائها الصدق وفي الأمة خير كثير .
وقال إمام وخطيب المسجد الحرام: إن في كتاب الله و آياته ثبات للمؤمنين الموحدين ففي سورة آل عمران عرضت الآيات كفاح نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه مع قومهم من المشركين وانتصار المؤمنين في بدر وانكسار في أحد وهذا دليل على أن الابتلاءات والمحن كانت وستظل سنة الله تعالى في خلقه وأحوال المؤمنين والشهداء ومواقف المنافقين والأعداء تحكيها الآيات وتعرضها مقرونة بالعبر والعظات تعّلل للأحداث وترسم السنن وتدعو للنظر في الأسباب والعواقب وتحث على اليقين والثبات في المبادئ والمواقف فلا بّد من جرح وابتلاءات تكشف العدو من الصديق وتفرز طلاب المنافع والمصالح وتستبقي أهل الإخلاص والصدق الذين ينصرون نبيهم في البأساء والضرّاء ويلوذون بربهم مهما تقلبت بهم الليالي.
وأكد فضيلته في خطبته، أننا نرى اليوم تكالب الشرق والغرب على المسلمين ونرى في الوقت نفسه انبراء العدو المتخفي الذي لم يضيع فرصة على مر تاريخه الطويل من طعن الأمة في ظهرها مظاهرة لأعدائها وخلخلة لصفوفها من داخلها مستغلاً حوادث التاريخ ومظالم لم تكن تعنيه ولم تتصل أسبابها بسببه يتهموننا بالإرهاب ونحن من اكتوى بناره، إنه التناقض والظلم الصرّاح الذي يستنهض الأمة للدفاع عن نفسها معتمدة على الله الواحد الأحد وإن كل ما نسمعه ونراه من تغير في السياسات وتبدّل في التحالفات لن يضيرنا ما دمنا معتصمين بمن لا يبدل إلا إذا بدلنا ومن لا يخذلنا إن نحن به التجأنا .
وأضاف فضيلة الشيخ آل طالب: إن بلادنا بحمد الله نخباً وعامة على قدر من الوعي بما يحدث ويحاك وقد اعتدنا على هذه الأحداث التي تظهر المعدن الحقيقي للعرب في هذه البلاد ومسلميها فيظهر فيهم عمق التدين وصدق التوكل كما تتجلى الأخوة والاتحاد وتدفع القيادة من الحلم إلى الحزم في اتكاء على الأصل الذي قامت عليه وتمسكاً بالأساس وهو التوحيد والوحدة والاعتماد على رجالها وإعداد العدة فإننا ننظر إلى أمتنا وهي ترمق المستقبل بأمل وتنشط كي تتقدم وتزاحم وتسبق فلن تستلم وإن حاصرتها العقبات والمتاعب ولن تيأس وهي الأمة المرحومة المنصورة كما أخبر الله عز وجل بذلك .
واختتم فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح آل طالب مؤكداً أن الدولة بحمد الله قوية بربها ثم بمبادئها الثابتة وإيمانها الراسخ قوية برجالاتها وطاقاتها وإمكاناتها ولن تسمح بمن يزعزع أمنها ويشتت أمتها في حاضنة الإسلام قبلة المسلمين وحارسة الحرمين الشريفين وحدودها تمتد في قلوب مليار من المسلمين فهي سند للضعيف وجار للمظلوم ومهابتها واحترامها يتجاوز البحار والقفار فحفظها الله من كل شر وفتنة .