#الجبير موجّهاً رسالة لـ #إيران : عليها الاختيار إما دولة أو ثورة

السبت ٩ يناير ٢٠١٦ الساعة ٨:٠٤ مساءً
#الجبير موجّهاً رسالة لـ #إيران : عليها الاختيار إما دولة أو ثورة

أوضح وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير، أن المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي يعملون على استصدار قرار في مجلس الأمن يُدين العدوان الإيراني، وقال: “نعمل مع المجتمع الدولي لتوضيح الصورة الحقيقية لإيران أن الأسلوب الذي كانت تتبعه على مدى 35 سنة غير مقبول ومرفوض، وننظر في الإجراءات الإضافية التي بالإمكان اتخاذها تجاه إيران إذا ما استمرت في سياستها الحالية، وستكون الأمور أكثر وضوحاً مع مرور الوقت”.
وبيّن في المؤتمر الصحفي المشترك مع الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، الذي عُقد اليوم في مطار قاعدة الملك سلمان الجوية بالرياض، عقب انتهاء أعمال الاجتماع الاستثنائي الـ(42) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن الاجتماع ناقش بتوسع الاعتداء الإيراني على سفارة المملكة في طهران وفي القنصلية العامة في “مشهد”، كما ناقش المجلس السياسات الإيرانية العدوانية في المنطقة وتدخلاتها المستمرة في شؤون دولها التي تهدف إلى زعزعة أمنها واستقرارها؛ مبيناً أن الاجتماع خرج برؤية مشتركة حيال هذه الاعتداءات الإيرانية.
وقال بشأن تلقي الخارجية الإيرانية دعوة من منظمة التعاون الإسلامي للمشاركة في اجتماع وزاري دعت إليه المملكة: إن منظمة التعاون الإسلامي تشمل إيران، وإيران عضو فيها؛ فإذا المملكة طلبت انعقاد اجتماع استثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي لبحث الاعتداءات على السفارة السعودية في طهران والقنصلية العامة في مشهد، فإن المنظمة ترسل هذه الدعوات إلى كل الأعضاء، والهدف من وراء هذا الاجتماع هو تحديد موقف الدول الإسلامية، وأن مثل هذا العمل غير مقبول، ومرفوض من القانون الدولي ومن اتفاقيات فيينا ومن ميثاق منظمة التعاون الإسلامي؛ متوقعاً أن منظمة التعاون الإسلامي ستتخذ موقفاً حازماً كما اتخذته دول مجلس التعاون الخليجي، ومعرباً عن أمله في أن تتخذ الجامعة العربية موقفاً قوياً فيما يتعلق بالعدوان الإيراني على السفارة السعودية أو القنصلية، أو عن طريق تدخلها في شؤون دول المنطقة أو دعمها للإرهاب.
وفيما يتعلق باجتماع جامعة الدول العربية غداً أوضح الدكتور “الزياني” أن موقف دول مجلس التعاون واضح في البيان الذي صدر عن الاجتماع الاستثنائي الـ(42) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي، وهذا الموقف هو الذي سيتم مع الإخوة الأشقاء العرب في اجتماع غد.
وعن تدخل إيران في شؤون المملكة قال وزير الخارجية: “إن إيران تدخلت بشؤوننا الداخلية والشؤون الداخلية لدول الجوار أيضاً؛ فهي مَن قامت بأعمال ضدنا وضد دول الجوار، وهي من تؤوي مَن يقومون بالإرهاب، كل سلبية وكل العداء أتى ومدعوم من إيران، وكان على مدار 35 عاماً منذ الثورة الإيرانية في الـ79؛ وبالتالي فمنذ أن وقعت هذه الثورة فإن إيران بدأت بدفع أجندة طائفية لتقسيم الدول والشعوب، وهذه الأعمال ليست مقبولة والموقف الذي اتخذته المملكة إلى جانب حلفائها هو لِنقولَ “كفى”؛ وبالتالي فهذه الأعمال لا يمكن أن نقبل بها، ولن نقبل بأن تتحمل دولة الاعتداء وحرق السفارات سواء السفارة السعودية أو البريطانية أو غيرها وتدعم قتل الأبرياء، وتتدخل في الشؤون المحلية والداخلية للدول الأخرى، وتتوقع من الجميع أن يتعامل معها بشكل طبيعي؛ هذا ليس بمنطق.
وتابع: لذا فإن إيران عليها أن تتخذ قراراً إما أن تكون دولة أو ثورة؛ فإن كانت دولة فعليها أن تتصرف كذلك، وأن تتصرف بعقلانية، ويمكن للدول أن تتعامل معها؛ أما إن كانت ثورة فمن الصعب -إن لم يكن مستحيلاً- أن نتعامل معهم؛ فالثورات ليس لها منطق بل هي تعمل بدافع العاطفة، ونحن نرحب بفرصة لأن نرى إيران تتصرف كدولة طبيعية وسلمية ولا تتدخل في شؤون دول المنطقة، وألا تدعم الإرهاب، وهذا كله بيدها إن أرادت أن تكون دولة جوار جيدة وطيبة، وأما أن تواصل تصرفها بهذا الجو العدائي مع دول المنطقة، فأعتقد أن معظم الدول في العالم الإسلامي والعربي رفضت هذه الخطوات الإيرانية، واتخذت خطوات حيال ذلك لإعادة رسم علاقاتها معه.
وتحدث “الجبير” عن أثر الأزمة مع إيران على جهود التوصل إلى مفاوضات سلمية في سوريا واليمن وقال: “سنواصل العمل مع الدول المشاركة في اجتماعات فيينا؛ للتوصل إلى حل وفقاً لمبادئ “جنيف1” لإيجاد مجلس حكومة انتقالية يؤدي إلى سوريا جديدة ليس لبشار الأسد وجود فيها، كما أننا ندعم موقف المعارضة السورية في غياب تلك العملية، وبالنسبة لليمن فينطبق أيضاً عليها؛ فلدينا مبادرة دول مجلس التعاون والحوار اليمني وقرار مجلس الأمن 2216 الذي يدعو إلى التحرك نحو الحل السلمي، وسنواصل دعمنا للحكومة الشرعية اليمنية فيما يتعلق بالمحافظة على نفوذها في اليمن وتوسيعه أيضاً، كما أن الأزمة التي تسبب فيها الاعتداء الإيراني لن يؤثر على هذه القضايا.
وأفاد بأن إيران قامت بدور سلبي في كل من اليمن وسوريا؛ فقد دعمت الحوثيين بالمال والعتاد، وكذلك الأفراد وتواصل ذلك، وأوقفنا عدداً من السفن الإيرانية التي تحمل السلاح الموجه للحوثيين، وهذا دور سلبي تقوم به إيران في اليمن؛ أما فيما يتعلق بسوريا فالجميع يعلم بأن إيران ترسل حرسها الجمهوري لحماية الأسد، ولقد نشرت جيشها وأيضا ميليشيا حزب الله لدعم بشار الأسد، وهو يقتل أكثر من 250 ألف مواطن، وأيضاً شرد السوريين؛ إذاً هذا الدور الإيراني في سوريا واليمن سلبي جداً، ونأمل أن تتمكن إيران من تغيير سياساتها.