الشيخ المطلق عن حادثة الأحساء: جريمة مُركبة من عدة جرائم فاسدة الاعتقاد

السبت ٣٠ يناير ٢٠١٦ الساعة ٥:٠١ مساءً
الشيخ المطلق عن حادثة الأحساء: جريمة مُركبة من عدة جرائم فاسدة الاعتقاد

أكد معالي عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق أن الحادث الإجرامي الذي نُفذ في بيت من بيوت الله في محافظة الأحساء، وقُصد به أناس يصلون ويتعبدون الله -عز وجل- أثناء صلاة الجمعة بمسجد الرضا، جريمة مركبة من عدة جرائم، وتدلّ على فساد الاعتقاد، وظلمة في التفكير، وسوء العمل.
وقال فضيلته: إن هذه الجريمة دلت على أنها جريمة مركبة لأنها اشتملت على قتل الأبرياء المؤمنين والله تعالى يقول: (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ الله عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)، ويقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم (لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً)، كما أن فيها من الترويع للآمنين في بيت من بيوت الله الذي جعله الله آمنا، وفيها من التخريب للمساجد، علاوة على مكافحتها لعمارة المساجد بالمصلين، والله تعالى يقول:( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ الله أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا).
وأضاف فضيلته قائلاً: إن في هذه الجريمة المركبة تقصدا للجهات الأمنية التي تحفظ الأمن، وتسهر على بقائه واستتبابه، وفيها من التشويه لسمعة الإسلام، وفتح المجال أمام أعداء الإسلام لكي يصفو الإسلام بالإرهاب، وينظروا إلى معتنقيه نظرة ازدراء بزعم استهانته بقيمة الأنفس التي حرمها الله، بينما أمر الله عز وجل بالحفاظ عليها، وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (حرمة المسلم أشد من حرمة الكعبة).
ولفت فضيلته النظر إلى أن هذه الجريمة فيها أيضاً تنفيذ مخططات الخوارج الذين خرجوا على إمام المسلمين، وجعلوا نصب أعينهم محاربته والنيل من سمعته، وتكفيره مع جميع المتعاونين معه من العلماء ورجالات الأمن، وتنبثق من فساد معتقد وخبث طوية، وعزم مؤكد على النيل من أمن المسلمين في المملكة.
ودعا فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله المطلق شباب الأمة الإسلامية الذين اغتروا بهذا الفكر المنحرف للعودة إلى رشدهم، وأن يسألوا العلماء المعتبرين الربانيين الذين يفهمون الكتاب والسنة، ويحرصوا على اجتماع كلمة المسلمين، ويبتعدوا أشد البعد عن هذه الفئة الباغية التي قد أفسدها الغلو والتطرف، وحرمها من فِهم القرآن والسنة على المنهج الصحيح، كما دعاهم أن يحذروا من الزيغ، ويكثروا من قول الله تعالى (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إذ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ).
وأهاب فضيلته بالشباب أن يفهموا معنى الإسلام الذي هو دين سلام ورحمة وحب ومصالحة ودعوة، وأن يعلموا أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أرسله الله رحمة للعالمين، وليدعو الناس بالرفق والحكمة ويحترمهم، وأن الله حرّم الظلم على نفسه، وجعله بين العباد محرّم، وأنه سبحانه يهدي إلى الخير وإلى عمارة الأرض وبناء الحضارة، وينهى عن الفساد والإفساد، مذكراً إياهم بقول الله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ الله عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ، وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ والنَّسْلَ والله لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ، وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ الله أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ).