الطريفي: لا نية لشراء أسهم في مؤسسات إعلامية أجنبية

الخميس ١٨ فبراير ٢٠١٦ الساعة ٨:٣١ مساءً
الطريفي: لا نية لشراء أسهم في مؤسسات إعلامية أجنبية

أكد معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي أن أصحاب المعالي والسعادة وزراء الإعلام في دول مجلس التعاون الخليجي ناقشوا خلال اجتماعهم الاستثنائي الثالث الذي عُقد- اليوم- بقاعة الاجتماعات في مطار قاعدة الملك سلمان الجوية بالرياض، الوضع القائم في اليمن الشقيق، والآلية الإعلامية التي تنتهجها أجهزة الإعلام الخليجية لمتابعة الأحداث هناك، وضرورة استمرارها وتطويرها، لاسيما فيما يتعلق بتسليط الضوء على المآسي الإنسانية التي يعيشها الشعب اليمني الشقيق داخل اليمن؛ بسبب الميليشيات الحوثية والموالين للمخلوع صالح وخرقها للقوانين الدولية وارتكابها الجرائم الإنسانية ضد المدنيين ومنعها لدخول المساعدات الإغاثية.

وأوضح معاليه خلال مؤتمرٍ صحفي مشترك عقده ومعالي الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، عقب اختتام الاجتماع أن المجتمعين اتفقوا على ضرورة تعزيز العمل الخليجي المشترك، فيما يتعلق بالمواكبة الإعلامية للأوضاع في اليمن الشقيق، وتطوير هذا العمل الخليجي الكبير بمختلف الأساليب والأدوات والوسائل، ليصل لجميع دول العالم، إلى جانب نقل الصورة الحقيقية للجهود السياسية النموذجية التي يبذلها قادتنا- رعاهم الله- في سبيل إعادة الشرعية للحكومة اليمنية، وردع الميليشيات الحوثية، بما نصت عليه قرارات مجلس الأمن الدولي، بالإضافة إلى الجهود والتضحيات المبذولة من “قوات التحالف العربية المشتركة”؛ بهدف الانتصار للحق، بدءًا من عملية عاصفة الحزم ثم عملية إعادة الأمل وحتى الآن، وهو الحال مع العمل النموذجي والإغاثي المقدم من دول المجلس للإخوة اليمنيين داخل وخارج اليمن.

ووصف معاليه مخرجات وتوصيات الاجتماع بالجيدة والمتميزة، التي عكست جدية أصحاب المعالي والسعادة الوزراء، التي برزت في نقاشاتهم ومداخلاتهم خلال الاجتماع، وأكدت حرصهم على الدفع بالعمل الإعلامي الخليجي المشترك إلى الأمام، وتعزيزه وبحث آليات تطويره، مبينًا معاليه أنهم ناقشوا أداء وزارات الإعلام الخليجية داخل دول المجلس وما تقدمه للمواطن الخليجي، مشيرًا إلى تناول الاجتماع بعض الملاحظات على أداء بعض المؤسسات الإعلامية الحكومية الخليجية، وبحث آليات تطويرها، بما في ذلك العمل التنسيقي الدائم مع أمانة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي.

ونوه معالي وزير الثقافة والإعلام بإجماع وزراء إعلام دول مجلس التعاون الخليجي على إدانة الانتهاكات التي تمارسها الميليشيات الحوثية على الحد الجنوبي للمملكة، بواسطة المقذوفات والصواريخ البالستية التي تطلقها من داخل الأراضي اليمنية، وأدت لسقوط شهداء مدنيين من المواطنين السعوديين والإخوة المقيمين بالمملكة، كاشفًا معاليه عن توصلهم خلال الاجتماع لمجموعة من الأفكار والمقترحات المهمة، التي سيجري العمل على بلورتها لترى الضوء قريبًا.

وبيّن معالي وزير الثقافة والإعلام في رد على سؤال عن خروج الاجتماع بآلية عمل إعلامية مشتركة بين دول مجلس التعاون لإظهار جهود قوات التحالف التي تعمل في اليمن، بالإضافة إلى دعم الإخوة اليمنيين الذين يعيشون في المملكة، مشيرًا إلى أن التعاون ما بين وزارات الإعلام الخليجية قائم منذ البداية، وخصوصًا في الموضوع اليمني منذ انطلاق عاصفة الحزم وحتى إعادة الأمل، والتواصل موجود بشكل شبه يومي في تغطية هذه الأحداث، مفيدًا معاليه أن الاجتماع ناقش كيفية تغيير بعض الآليات والإجراءات وكيفية نقل هذا الصوت ليصل إلى الخارج، وفيما يخص تغطية اعتداءات الحوثي في الإعلام الخليجي فهي معقولة إلى حد ما، ونتطلع للوصول إلى الأفضل، كما تم مناقشة العمل على تكريس الجهد على الإعلام في العالم الخارجي خصوصًا باللغات المختلفة وكيفية نقل الرسالة، سواء عن طريق المواطنين الخليجيين أو عن طريق اليمنيين أنفسهم؛ لإظهار بشاعة ما يقوم به نظام المخلوع علي عبدالله صالح وما تقوم به الميليشيات الحوثية من انتهاك لحقوق الإنسان من جرائم حرب بحق اليمنيين وبحق السعوديين على الحدود وحتى المقيمين، كما تم خلال الاجتماع مناقشة الطرق المختلفة الجديدة للبرامج المشتركة الموجودة حاليًّا التي نسعى- بمشيئة الله- لتحقيق الهدف منها.

من جانبه أوضح معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية- الدكتور عبداللطيف الزياني- أن دور الأمانة العامة للمجلس من الناحية الإعلامية هو التنسيق ووضع السياسات العامة لدى العمل الخليجي المشترك في المجال الإعلامي، وسنستمر- إن شاء الله- في نفس التوجه، ونتطلع للوصول إلى أفضل النتائج المرجوة، مشيرًا إلى أن اجتماع اليوم يؤكد دور الأمانة فيما بين المجلس والعمل الإعلامي، وهو محصلة العمل المشترك فيما بين أجهزة الدول الست لدى المجلس، وبما فيها أيضًا اليمن الآن والتعاون المباشر مع الحكومة الشرعية؛ لإبراز الصورة الواقعية والحقيقية فيما يخص ما يتم على أرض المعركة في اليمن، مبينًا أن الاجتماع اليوم ركّز على ملف اليمن؛ نظرًا لأهميته في الوقت الحاضر وما يقوم به الحوثيون من أعمال يتعدون فيها القانون الدولي ويتجاوزونه بانتهاكاتهم لتسليط الضوء عليه.

وبشأن آلية توحيد الخطاب الإعلامي الخليجي، عدّ الدكتور عادل الطريفي البيان الذي تمخض عنه اجتماع اليوم، أنموذجًا ومثالًا للخطاب الإعلامي الخليجي الموحد، الذي يؤكد على اتفاقنا في الرؤى والأفكار والتوجهات، والإيمان بأهمية التواصل المستمر بين جميع المؤسسات في دول مجلس التعاون الخليجي، وقال: لدينا تواصل فيما بيننا، وعلى مستوى الأجهزة الإعلامية، ومتفقين على رؤية موحدة تجاه الأمور كافة، من منطلق المصير المشترك، ونتعامل مع الأحداث المختلفة بشكل مكثف يوميًّا، بما فيها التحديات التي لا تقتصر حاليًّا على ما يحدث في اليمن الشقيق، بل أن هناك ملفات أخرى كثيرة جدًّا، هناك حملات ممنهجة من قبل أعداء وخصوم هذا المجلس ومن قبل دول لا تشترك بالضرورة بالرأي مع عادات وتقاليد هذا المجلس، وهذه أشياء نعرفها وأشياء نُعد لها الخطط، ونُعد لها آليات الرد، كما تعلمون الإعلام عالم متحرك؛ فكل فترة تتغير أدواته وتتغير وسائله، والمطلوب منا حقيقة داخل وزارات الإعلام في الدول الخليجية كلها أن تعمل على تصحيح وعلى تطوير أدواتها لمواكبة هذه المتغيرات، وإضافة إلى ذلك أعطيك أمثلة بسيطة جدًّا؛ يعني داخل مجلس التعاون كنا نتكلم فقط بلغة عربية فقط، وإذا أضفنا إليها أضفنا بيانًا باللغة الإنجليزية، أما اليوم فإننا نطمح داخل مجلس التعاون أن تكون هناك لغات يتم التحدث بها مباشرة، سواء لبيانات المجلس أو حتى لاجتماعات وقرارات قادة دول المجلس، وأيضًا من الأفكار التي تم الحديث عنها أفكار حول بناء مكاتب للتواصل مع الدول الأجنبية ومع الدول التي ليس لديها أو بعضها علم عن مواقف دول الخليج أو عن بعض دول الخليج التي هي محقة وواضحة، يعني لا تبحث إلا عن الأمن والسلم وترفض التدخل في شؤون الآخرين وأيضًا تريد المساعدة، أي مساعدة الدول العربية حولها والمتضررة من أحداث وأوضاع المنطقة، وأبرز مثال لذلك اليمن.

ونفى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي في ردٍّ على أحد الأسئلة، أن يكون لدى وزارة الثقافة والإعلام في المملكة نية لشراء أسهم في مؤسسات إعلامية أجنبية، بهدف توظيفها لإيصال صوت المملكة للعالم الخارجي بمصداقية، والتعريف بسياستها المعتدلة في مختلف الشؤون، مؤكدًا أن هذا الهدف السامي سيتحقق من خلال أبناء الوطن أنفسهم، الذين سيتولون بجدارة توجيه رسائل إيجابية للعالم بمهنية عالية، وعن طريق ممارساتهم الإعلامية المثالية، ومشددًا على أن الاستثمار الحقيقي سيكون في الإعلام السعودي، مشيرًا إلى جملة من الخطط التطويرية لوسائل الإعلام المحلية، على غرار الخطة التطويرية الواضحة جدًّا، والجارية حاليًّا في وكالة الأنباء السعودية، التي بدأت قبل أسابيع بث أخبارها بست لغات، الأمر الذي نعمل على مواصلته- بعون الله- لتصل في نهاية العام إلى 10 لغات، ومن ثم إلى 20 لغة في العام القادم، وصولًا إلى مرحلة بالإمكان خلالها الترجمة الفورية للأخبار، وهذا هو الأمر الذي سيزيد من فرصة سماع الصوت السعودي خارجيًّا.

وقال معالي الدكتور الطريفي: “لدينا هدف وتوجه بتحويل القنوات الإخبارية إلى مؤسسة تقدم مادتها الإعلامية بلغات مختلفة؛ مثل اللغة الإنجليزية، واللغة الفارسية، واللغة الأردية”، مؤكدًا معاليه الشروع في تحقيق هذا الهدف، عبر البرامج التدريبية التي بدأت فعليًّا، مع التركيز على مبدأ أساسي يتمثل في الاستثمار في الشباب السعودي من الجنسين، سواء من المؤهلين داخليًّا، والمبتعثين منهم خارجيًّا، ليتولون رسالة وطنهم الإعلامية، وإيصالها للعالم بمهنية عالية، مصطحبين الفخر والاعتزاز ببلدهم.

ونوه معاليه بالتنسيق القائم بين وزارة الثقافة والإعلام ووزارة الداخلية فيما يتعلق برصد ممارسات إعلامية معادية للمملكة تبث بواسطة مراكز إعلامية خارجية، والتصدي لها بالشكل المثالي، وأكد أن اجتماع أصحاب المعالي والسعادة الوزراء تناول ضمن موضوعاته المطروحة اليوم الرسائل السلبية التي توجه ضد دول مجلس التعاون الخليجية كافة؛ بهدف زرع الفتنة فيما بينها وإيجاد الفرقة بنزاعات مذهبية طائفية، مشددًا معاليه بلزوم الانتباه لهذا الأمر، وتسليط الضوء عليه بشكل أكبر للتصدي له بطريقة نموذجية.

ولفت “الطريفي” النظر إلى التحدي الذي يواجهه الإعلام الخليجي فيما يتعلق بوسائل الإعلام الجديد، وصعوبة تحديد مصدر الرسائل المغرضة التي تبث من خلالها، إلا أنه أكد أن العمل جارٍ في سبيل الخروج بآلية للتصدي لهذه الرسائل، مبينًا أن النتائج المنشودة تتطلب مزيدًا من الوقت، لاسيما مع تزايد وسائل الإعلام، فالنجاح الحقيقي يحتم أن تكون وسائل الرد المستخدمة، قوية ورادعة.

وشددّ معالي وزير الثقافة والإعلام على أن الوقت الحالي بات يحتم علينا الانتقال في تعاملنا الإعلامي على مستوى وسائل الإعلام بدول الخليج العربي من الاكتفاء بردود الأفعال إلى المبادرة بتوجيه رسائلنا ودعم سياساتنا لتصل للعالم أجمع، وهي الخطوة التي اتفق المجتمعون اليوم على التركيز عليها في اجتماعات لاحقة على غرار هذا الاجتماع.