كيف نظر الإعلام الغربي والروسي لإعلان #السعودية استعدادها للمشاركة بقوات برية في سوريا

الأحد ٧ فبراير ٢٠١٦ الساعة ١١:٥٢ صباحاً
كيف نظر الإعلام الغربي والروسي لإعلان #السعودية استعدادها للمشاركة بقوات برية في سوريا

لاقت تصريحات العميد الركن “أحمد عسيري” المستشار بمكتب وزير الدفاع، التي أعلن فيها استعداد المملكة لإرسال قوات برية لقتال “داعش” ردود أفعال متباينة في الإعلام الغربي والروسي، حيث توقع كثيرون أن تكون تلك القوات بداية للدخول في مواجهة ضد قوات النظام السوري ومن يقف معها، بينما توقع البعض أن تكون جزءاً من تحرك تركي لإقامة منطقة عازلة بمشاركة ودعم عسكري سعودي.

رعب روسي:

قال خبراء لوكالة أنباء “تاس” الروسية: إن هناك مخاطر من أن السعودية وتركيا سيقدمان الدعم لمجموعات تقاتل ضد قوات بشار الأسد في سوريا، وذلك إذا شنت الرياض وأنقرة عملية عسكرية برية ضد “داعش” على الأراضي السورية.
وأشارت الوكالة إلى إعلان العميد “أحمد عسيري” المستشار بمكتب وزير الدفاع السعودي بعد وقف محادثات السلام السورية بجنيف أن القوات المسلحة السعودية مستعدة لشن عملية برية في سوريا كجزء من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وأضافت أن هذا البيان رحب به من قبل وزير الدفاع الأمريكي “أشتون كارتر”، وأخبرت مصادر سعودية صحيفة “جارديان” البريطانية بأن الآلاف من القوات الخاصة قد يتم نقلهم إلى سوريا بالتنسيق مع تركيا.
ووصف “فلاديمير أخميتوف” الباحث بمعهد الدراسات الشرقية في أكاديمية العلوم الروسية المبادرة السعودية بأنها غطاء دعائي لنشاط عسكري تركي على الحدود مع سوريا.
وذكر أنه وعلى الرغم من أن الرياض أعلنت عن أن توجهها هو لقتال “داعش”، إلا أن هناك شكوك كبيرة بشأن هذا الأمر، متوقعاً أن يكون الأمر الأكثر ترجيحاً هو تزويد السعودية للمعارضة التي تقاتل ضد بشار الأسد بالدعم اللازم.
وأضاف “أخميتوف” أن السعودية وتركيا لا تخفيان سعيهما للإطاحة ببشار الأسد من السلطة، مشيراً إلى أن هذا التحرك يتزامن مع بدء قوات “الأسد” في تغيير ميزان القوة على الحدود مع تركيا بدعم من سلاح الجو الروسي.
وأشار إلى أن السعودية قد تقدم الدعم اللوجستي والمساعدة المالية والأسلحة لتركيا، ومن غير المستبعد إرسال الرياض عدة آلاف من قواتها إلى سوريا من الحرس الوطني.

وتحدث “ألكسندر إجناتنكو” رئيس معهد الدين والسياسة في روسيا عن أن السعودية وتركيا اتفقتا حتى قبل بدء مفاوضات جنيف 3 على إنشاء قيادة عسكرية موحدة لشن عملية برية في سوريا.
وتوقع ألا ترسل السعودية قواتها إلى سوريا لأن الرياض مازالت في حرب باليمن، مضيفاً أن الأمر الأكثر ترجيحاً هو أن القوات التركية ستدخل سوريا بغطاء من التحالف الدولي ضد “داعش”.
وأشار إلى أن أنقرة لديها مصالح جيوسياسية في سوريا، ستقوم من أجلها بضم جزء من شمال وشمال غرب سوريا إلى الأراضي التركية.

السعودية ملتزمة بمكافحة الإرهاب:
قالت صحيفة “جارديان” البريطانية في تقرير لـ”إيان بلاك” محرر شؤون الشرق الأوسط: إن السعودية عرضت لأول مرة إرسال قوات برية إلى سوريا لقتال “داعش”.
وأشارت إلى أن مصادر سعودية أخبرت “جارديان” بأن الآلاف من أفراد القوات الخاصة قد يتم إرسالهم إلى هناك، بالتنسيق مع تركيا.
وأضافت الصحيفة أن السعودية وتركيا ملتزمتين بالإطاحة ببشار الأسد من السلطة، ولديهما شكوك عميقة فيما يتعلق بعملية التسوية السياسية للأزمة السورية بدون مزيد من الضغط العسكري على دمشق، حيث دشنت الرياض وأنقرة قبل أسابيع قليلة قيادة للتنسيق العسكري بينهما.
وذكرت الصحيفة أن السعودية كانت واحدة من أولى الدول العربية التي تنضم للتحالف ضد “داعش” في سبتمبر 2014م، ونفذت عدة ضربات جوية ضد أهداف في سوريا، إلا أن تلك الجهود تقلصت سريعاً في مارس الماضي عندما شنت عملية عسكرية في اليمن.
ونقلت الصحيفة عن المصادر السعودية أن خيار استخدام قوات برية تم التلميح إليه في الماضي، إلا أن الإعلان الأخير رسمي وجدي.
وتحدثت الصحيفة عن أنه وعلى الرغم من العلاقة المتوترة بشكل متزايد مع الولايات المتحدة خاصة فيما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران، إلا أن المملكة حريصة لفعل المزيد من أجل إظهار استعدادها لمحاربة الإرهاب، وذكرت أن السعودية استهدفت مراراً من قبل “داعش” في الأشهر الأخيرة، وتوقعت أن قراراً في هذا الشأن سيتخذ خلال اجتماع حلف شمال الأطلسي “ناتو” ببروكسيل خلال أيام.
ونقلت الصحيفة عن المحلل السعودي “محمد اليحيى” أن هناك حالة من الإحباط بشأن الجهود الحالية لقتال “داعش”.
وأضاف أن الأوضاع تظهر على نحو متزايد أن كل القوات على الأراضي السورية غير مستعدة لقتال “داعش” فنظام “الأسد” وإيران وروسيا وحزب الله مشغولين بقتال معارضي “الأسد” وهدفهم الواضح هو الإبقاء على بشار الأسد في السلطة بغض النظر عن تكلفة ذلك على أرواح الأبرياء السوريين.

استياء سعودي وتركي من التصعيد الإيراني والروسي في سوريا:
وقالت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية في تقرير لها: إن السعودية وتركيا دفعتا المعارضة السورية لمغادرة محادثات جنيف بشأن الأزمة السورية في ظل تصعيد النظام لهجومه على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.
ووفقاً لدبلوماسيين أتراك وسعوديين كانوا في جنيف مع المعارضة، فإن هجمات النظام السوري عندما تصاعدت بدعم من إيران وروسيا الاثنين الماضي، بدأت الرياض وأنقرة دراسة مخاطبة المعارضة بالانسحاب.
وذكرت الصحيفة أن نحو 6 مدن وبلدات استهدفت خلال هجمات النظام السوري الجديدة كانت جميعها مشتركة في شيء واحد وهي أنها خاضعة لسيطرة مختلطة من مجموعات ثورية إسلامية ومعتدلة ممولة ومسلحة من قبل السعودية وتركيا.
وأضافت أن الأمر الذي يُعقد المشهد هو أن بعضاً وليس كل تلك المجموعات متعاون مع جبهة النصرة، مما يعطي النظام السوري وحلفاؤه ما يغذي ادعاءهم بأنهم يقاتلون الإرهاب.
ونقلت الصحيفة عن قيادي بالمعارضة وعضو في الوفد الذي شارك في محادثات غير مباشرة مع النظام بجنيف أن الهجمات الروسية مؤلمة، لذلك قال السعوديون والأتراك كفى، نحن نخسر كروتنا واحداً تلو الآخر.
وتحدثت الصحيفة عن أن تركيز كل الأطراف الآن تحول إلى ميونخ حيث سيعقد اجتماع يضم القوى الدولية المشاركة في الصراع كالولايات المتحدة وروسيا والسعودية وتركيا، ومن المتوقع أن يركزوا أولاً على وقف لإطلاق النار ولو جزئياً على أمل أن يمكن ذلك الأطراف من بدء المحادثات في جنيف بشأن عملية التحول السياسي.
وأضافت أنه وقبل تلك المحادثات، تتغير الأحداث على الأرض بشكل سريع، فطرفا الصراع يحاولان ضبط مواقعهما لاحتمالية العودة إلى مائدة التفاوض.
وأكد مسؤول تركي للصحيفة على أن بلاده لن تقبل أبداً بتسوية في سوريا لا تأخذ بعين الاعتبار المصالح التركية.

تراخ أمريكي

وتحدث موقع “ذا ديلي بيست” الأمريكي عن أن المسؤولين الأمريكيين ليست لديهم خطط حالياً لمساعدة معارضي بشار الأسد، حتى أولئك الذين دعموا من قبل لوقف تقدم الجيش النظامي السوري.

وأشار إلى أن المسؤولين العسكريين الأمريكيين أدانوا روسيا لعملها على دعم نظام “الأسد” لكنهم في نفس الوقت أكدوا أن الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة هناك لها هدف واحد وهو قصف “داعش”.
وأبرز إعلان السعودية وهي عضو في التحالف عن أنها بصدد إرسال 50 من قواتها الخاصة إلى سوريا وذلك بالتزامن مع سقوط حلب، في وقت أكدت فيه الرياض على أن قواتها ستكون في سوريا لمواجهة “داعش”.
وذكر الموقع أن البعض يعتبر أن سقوط حلب المحتمل نتيجة لفشل النهج الأمريكي، فالروس يفهمون الحرب، في حين أن الأمريكيين يفهمون إدارة الصراعات للحصول على نتائج غير مرضية، مما يرسل رسالة إلى المنطقة بأن أمريكا عاجزة.

منطقة عازلة على الحدود التركية:

اعتبرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية في تقرير لها أن إرسال قوات برية سعودية إلى سوريا سيكون لها تداعيات هائلة على الصراع في سوريا والمنطقة.
وأشارت إلى أن إعلان المملكة تزامن مع انهيار محادثات جنيف والتصعيد من قبل قوات النظام السوري لتطويق حلب بدعم من الضربات الجوية الروسية العنيفة.
وأضافت أن تركيا تتهم موسكو بالتواطؤ في محاولة فرض حصار تجويعي على حلب، في وقت يدعي فيه الروس أن الأتراك يخططون لاجتياح سوريا.
وذكرت أن أي قوات سعودية ستدخل سوريا ستجد نفسها في وضع قابل للاشتعال، فعلى الرغم من أن الهدف المعلن هو قتال “داعش”، إلا أن القوات السعودية قد تشتبك مع الإيرانيين ومقاتلي حزب الله اللبناني هناك، حيث ستجد المملكة حينئذ نفسها في مواجهة مع إيران وحلفائها.
وتحدثت الصحيفة عن أن هناك إمكانية لأن تنضم السعودية للأتراك إذا حاولت أنقرة إقامة منطقة عازلة، على غرار ما تم اقتراحه في الماضي، داخل سوريا.
وأشارت إلى أن مثل هذا التحرك قد يقود إلى اشتباكات مع “وحدات حماية الشعب” الكردية، أعداء الأتراك وحلفاء أمريكا ضد “داعش”.