ياربِ من أجلِ الطفُولةِ وحدها!

الإثنين ٢٩ فبراير ٢٠١٦ الساعة ٦:٠١ مساءً
ياربِ من أجلِ الطفُولةِ وحدها!

اللعبُ هو أنفاسُ الحياة بالنسبةِ للطفل، إنهُ حياته وليس مجرد طريقة لتمضية الوقت وإشغال الذات؛ “فاللعب للطفل هو كالتربية والاستكشاف والتعبير الذاتي والترويح والعمل للكبار” مقولة نفسية.

للعب أهمية وفائدة كبرى في حياة كل طفل؛ فهو بوابتهُ الجميلةُ للتنفيس عما يعتريهِ من متاعب وأحزان ودوافع مكبوتة، ووسيلته لتفريغ طاقاته الداخلية والتعبير عن مكنونات ذاته والترويح عن نفسه.

ويعرّف العالم النفسي “بياجيه” اللعب على أنهُ “عملية تمثيل تعمل على تحويل المعلومات الواردة لتلائم حاجات الفرد؛ فاللعب والتقليد والمحاكاة  جزء لا يتجزأ من عملية النماء العقلي والذكاء”.

ومنذ عهد الإسلام  كان الاهتمام بالطفولة واللعب؛ فكانت السيدة عائشة رضي الله عنها تعلب مع رفيقاتها وهي بنت تسع سنين، وكانت تُسابق الرسول صلى الله عليه وسلم فتسبقهُ ويسبِقُها!

وكان سيد الخلق والرسول المصطفى يمُر بالصِبية وهم يلعبون فيُسلّم عليهم ويُحيِيهم، ويلاعبُ حفيِديهِ الحسن والحسين ويراعي طفولتهما.

كل هذه  دلائل على اهتمام الإسلام بالطفل وباللعب مُدركا أهميتها في حياة الطفل.

ومع تتابع العصور وصولاً إلى عصرنا الحالي عصِر السرعة تعددت  وسائل وطرائق اللعب وأدواته ووسائله  فبعد أن كان فيما مضى يعتمد على الألعاب التقليدية كالرسم والتلوين  والألعاب الحركية والبدنية بأنواعها انتشرت ألآن  بشكل غير مسبوق الألعاب الالكترونية وألعاب الديجتال (والبلايستيشن)  وغيرها مما جعل شريحة كبيرة من أطفالناتُقبل عليها بطريقة لافته، في ظل عدم متابعة واعيةٍ من أكثر الأهالي فتجد الطفل يتسمّر أمام شاشة التلفاز ساعاتٍ طوال دون أن يتحرك من مكانه مُعتزلاً أسرته وأقرانه وأصدقائهُ ، مما يتسبب للطفل في مشاكل جسدية تتمثل في: (زيادة الوزن، والخمول، والكسل)، ومشاكل نفسية منها: (العصبية، والحدة، والعزلة، والانطواء، والتشتت، وعدم القدرة على التركيز والانتباه، وغيرها الكثير).

أي نعم هناك فؤائد للألعاب الإلكترونية ولكنها تلك الألعاب التي تكون تحت إشراف الأهل، وتحوي بداخلها قيماً جميلةً نبيلةً تُنمي الناحية الدينية والأخلاقية والاجتماعية والإنسانية في نفوس الأطفال، وتنمي الذكاء، وتزيد من مخزونهم اللغوي وطلاقتهم اللغوية والفكرية.

ولكننا للأسف في الواقع نشاهد قلة قليلة ممن استفاد من الألعاب الإلكترونية وتوظيفها فيما ينفع أطفالهم وينمي مداركهم.

أما الأكثرية من الأطفال فقد تُركوا فريسة وضحية للألعاب الإلكترونية المحتوية على مشاهد القتل والتحريض، والتي جعلت من شخصياتهم مسوخاً عن شخصيات تلك الألعاب التي أدمنوا على لعبها فخرجت لنا شخصيات طفولية عنيدة عدوانية مضادة للمجتمع، ضحلة التفكير، كسولة عنيفة، والسبب عدم رقابة الأهل!

الحديث عن اللعب وعن الطفولة وعن الألعاب التقليدية والإلكترونية طويل ومتشعب وذو شجون، ولن ينتهي؛ ولكن مما يثلج الصدر ويشرحه أننا بصدد مؤتمر قريب جداً يقام في رحاب جامعة الملك سعود وينظمه قسم السياسات التربوية ورياض الأطفال، بأيد نسائية مخلصة وجادة وعميقة الخبرة، وعلى قدرٍ عالٍ من العلم والتخصص والكفاءةِ.

واصلت العمل الدوؤب على مدار عامين، وربما أكثر من ذلك؛ لتُنتج لنا هذا المؤتمر: مؤتمر اللعب الأول، وليتعرف الجميع على أهمية اللعب وأنواعة ولنتعرف على واقع الطفل بين الألعاب التقليدية والإلكترونية وفق رؤية تربوية، عبر نخبة من الأكاديميات والأكاديميين والخبراء من السعودية والخليج وكافة دول العالم.

وذلك في يوم غدٍ الثلاثاء الموافق 21 من جمادى الأولى لعام 1437 على مدار ثلاثة أيام إن شاء الله.

تابعوه فيه من الفوائد الكثير.. ليتلقف الكل ما يخرج به المؤتمر من رؤى وأفكار ومعلومات وأبحاث علمية ثرية تصب في مصلحة الطفل والطفولة والمجتمع بأسره.

آخر الكلمات

وسيمًا من الأطفالِ لولاهُ لم أخف          على القلبِ أن أنأى وأن أتغرّبا

تود النجومُ الزُهرُ لو أنها دُمى           ليختار منها المترفات ويلعبا

يزف لنا الأعياد عيدًا إذا خطى           وعيدًا إذا ناغى وعيدًا إذا حبى

ويا ربِ من أجلِ الطفولة وحدها          أفض بركاتِ السلمِ شرقاً ومغرِبا

وصُن ضحكة الأطفال يا رب إنها         إذا غرّدت في مُوحِش الرملِ أعشبا

ويا ربِ حبّب كل طفلٍ فلا يرى        وإن لجّ في الإعناتِ وجهاً مُقطِبا

وهيئ لهُ في كُلِ قلبِ صبابةً          وفي كُل لُقيا مرحباً ثُم مرحبا

 

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • عصام هاني عبد الله الحمصي

    أولاً : شكراً لك أيتها الكاتبه القدوه على خلقك النبيل ، ثانياً : أين من يسمع كلامك وصخب الحياة و العيش المر للبشر يأخذ لب الفكر ويسحق الطفوله ، ثالثاً : هل سمعت بطفل الكوره الشراب ، هل سمعت بأم تقول لطفلها لا تحزن بكره تكبر وتتعلم وتصير وزير إنشاء الله وتشتري لعبه ، هل سمعتي فوت نام خوفاً على طفلها أن تنمو لديه غريزة الحقد من عدم التمكن من ملازمة زملاءه الأطفال ، هل فكرة بموضوع يساعد الضعفاء من الأطفال بالذات في توزيع الهدايا التي تنمي مداركهم ، هل فكرت بجمعية طفل الحي والحارة ثالثاً : مجالس البلديات كلها تحت أمرك أتدرين ليش :: لأن عقول الرجال جوفاء ولا تصلح لإدارة الطفل ومشاريع تربية الطفل إلا الأمهات وأي أمهات هي المواطنات المثقفات الأمينات على الأجيال القادمة ، ألف مرحبا بك وليت الكاتبات يقتدو بك أيتها المواطنة الصادقة الأحاسيس الصالحة والله يحفظك للمواطن والوطن والأجيال القادمة .