رغم كورونا.. انتشار حظائر الإبل بـساحل عسير وغياب تام لـ”الصحة”

الثلاثاء ٢٢ مارس ٢٠١٦ الساعة ١١:٥٨ مساءً
رغم كورونا.. انتشار حظائر الإبل بـساحل عسير وغياب تام لـ”الصحة”

في الوقت الذي شددت فيه وزارة الصحة على عدم الاقتراب من “الجمال”؛ لثبوت ضلوع ملامستها أو شراب حليبها في انتقال فيروس كورونا، لا تزال الكثير من الحظائر تنتشر وبشكل لافت على الطريق الساحلي، من محايل عسير مرورًا ببارق والمجاردة وحتى مدينة جدة ومكة المكرمة غربًا.

“المواطن” رصدت بالصور الكثير من الحظائر هناك وغياب الرقابة، عن فحصها أو إزالتها من أماكنها احترازيًّا.

بين فوائده وتراجع الطلب

في البداية التقينا الشاب حسن محمد البارقي بجوار أحد محلات بيع الحليب، وحول تردده على هذه الأماكن قال: إنه يحرص في كل أسبوع على المجيء إلى هنا كل يومين إلى ثلاثة؛ لقناعته بفضل حليب الإبل وفوائده الصحية، ولكنه لم يعُد يرغب في الإكثار منه بعد سماعه عن علاقته بفيروس “كورونا” مؤخرًا.

أما المواطن علي العسيري فبين أنه لا يستطيع مقاومة نضارة “الحليب” ورغوتها عند رؤيته لها، مؤكدًا أنه لديه قناعة خاصة بعدم علاقة الإبل بـ”كورونا”؛ كونها تتغذى على الأعشاب الطبيعية ومن كلأ البراري.

غياب الصحة عن فحص الرعاة

أحد العمالة في حظائر بيع حليب الإبل (م. أ. سوداني) قال: إنهم يمارسون بيع حليب الإبل منذ تقريبًا أربع سنوات، ولم تزرهم أي فرق صحية لفحصهم والتأكد من خلوهم من فيروس “كورونا” أبدًا.

وعن بقائهم في المناطق المفتوحة وتعرض حليب “الإبل” للأتربة والغبار والفيروسات المتطايرة قال: “خليها على الله اللي كاتبه ربنا بيصير”، ومضى إلى عمله في تقريب البرسيم لإبله.

اقتربنا قليلًا من الأواني التي يسكب فيها “حليب الإبل” وظهر عدم صلاحيتها للاستخدام الآدمي وتلوث وتعرج الكثير منها، إلا أن علي الشامسي- يمني- بين أن الأسعار تتفاوت رغم ذلك؛ فالوعاء الصغير بـ10 ريالات والمتوسط بـ15 ريالًا والكبير بـ20 ريالًا، ولفت إلى أن الفرق البلدية لا تزورهم ولا حتى الزراعية وكذلك الصحية.

ارتباط “كورونا” بالجمال

من جانبه قال الدكتور محمد الراعي رئيس قسم مكافحة العدوى بمستشفى عسير المركزي: إن فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية هو من الفيروسات المكتشفة حديثًا، وتابع بقوله: إنه قد تم تسجيل أول حالة في السعودية عام 2012م، ومن خلال الدراسات والأبحاث المستمرة ثبت قطعيًّا بما لا يدع مجالًا للشك ارتباط فيروس كورونا بـ”الجمال”.

وقد تكون الجمال هي العامل الوسيط بين الحاضن الرئيس للفيروس، وبين البشر، وقد عملت وزارة الصحة مشكورة على نشر التوعية والتثقيف الصحي فيما يختص بفيروس “كورونا” من أعراض مرضية وطرق الوقاية من الإصابة.

وأضاف: إننا بدورنا ننصح الإخوة المواطنين والمقيمين بالابتعاد عن الأماكن التي قد تكون بؤرة للإصابة بالفيروس، مثل المخالطة اللصيقة للجمال وبالأخص المصابة منها، أو ملامستها بدون إجراءات وقائية.

عدم شرب الحليب غير المبستر

وعن الوقاية من الإصابة نصح “الراعي” بعدم شرب حليب الإبل غير المبستر، كما هو منتشر في الحظائر العشوائية على الطرق السريعة، وعدم أكل لحوم الجمال النية غير المطبوخة جيدًا، مختتمًا حديثه بتجنب مخالطة المرضى المصابين بالفيروس أو أي عدوى تنفسية بدون كامل الإجراءات الوقائية، ومداومة غسيل اليدين جيدًا بالماء والصابون، والمحافظة على النظافة الشخصية وعلى اتباع آداب العطاس وتغطية الفم عند السعال.

ابل1 ابل3