#ولي_ولي_العهد يقدِّم إجابات #رعد_الشمال رداً على أسئلة العالم

الخميس ١٠ مارس ٢٠١٦ الساعة ١١:١٦ مساءً
#ولي_ولي_العهد يقدِّم إجابات #رعد_الشمال رداً على أسئلة العالم

بينما كان ولي ولي العهد ووزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان يترأس وفدَ المملكة في اجتماعات حلف الناتو في بروكسل، في 11 فبراير الماضي، طرحت صحيفة أمريكية في اليوم نفسه سؤالاً عميقاً مفاده: “لماذا لا يتحرّك الغرب في سوريا رغم الهجمة السورية؟”.
تلك الاجتماعات التي شهدتها بروكسل، جمعت دول “الناتو” مع دول التحالف الدولي ضد داعش الذي تنضم له السعودية وعدد من دول المنطقة، وكان الهدف الاستقصاء عما يبحث عنه أحدث تحالف عسكري شغل العالم أعلنت عنه السعودية في 15 ديسمبر قبيل نهاية العام 2015، وهو التحالف العسكري الإسلامي، الذي يضم 34 دولة.
ورغم ما تأكد عقب تلك الاجتماعات من إبداء السعودية استعداداها للمشاركة بقوات برية لمجابهة تنظيم “داعش” على الأرض داخل سوريا، بحسب ما أكده مستشار وزير الدفاع العميد ركن أحمد عسيري حينذاك في مؤتمر صحافي، إلا أن صحيفة “كريستيان سيانس مونيتور” الأمريكية، تساءلت في تقرير لها بنفس يوم الاجتماعات، عن سبب عدم تحرُّك الغرب رغم الحملة العسكرية الروسية في سوريا، والتي تسببت في مقتل المئات وتشريد عشرات الآلاف ودفعهم للتوجه شمالاً للحدود مع تركيا.
منطق “رعد الشمال” كان جاهزاً للإفصاح
وسط تلك الضبابية من الغرب، خصوصاً من جانب الولايات المتحدة، كان لابد أن يكون هناك ما يشبه “الغطاء العسكري”، من أجل صياغة لغة منطقية للإفصاح عن حقيقة الرغبة السعودية بالمشاركة البرية لمواجهة “داعش” في سوريا.
لهذا كان تمرين “رعد الشمال” جاهزاً للانطلاق، وبدأ بالفعل بعد اجتماعات بروكسل بأسبوع في 18 فبراير الماضي، وكان يمثل المنطق العربي والإسلامي لمجابهة صمت وغموض الغرب، وفقاً لتساؤل تلك الصحيفة الأمريكية.
ويشار إلى “كريستيان سيانس مونيتور” قد أوضحت عبر تقريرها التساؤلي وفقاً لخبراء إقليميين، أن عدم تحرُّك الغرب رغم الهجمة الروسية في سوريا الداعمة لبشار الأسد، له عدة تفسيرات منها الرغبة في إبقاء موسكو في عملية السلام السورية المتعثرة، وتركيز الولايات المتحدة وفرنسا منذ هجمات باريس وسان بيرناردينو الإرهابية على جهود محاربة “داعش”. إلا أنها أكدت بكل وضوح، أن السبب الرئيسي، على ما يبدو، هو عدم وجود أحد في الغرب لديه الرغبة لمواجهة روسيا، التي تسعى لتحقيق مصالحها في الشرق الأوسط.
محمد بن سلمان.. مهندس أكبر تمرين عسكري في العالم
السعودية في مرحلة ما بعد إظهار “سياسة الحزم”، بأبعاد عسكرية ودبلوماسية متوازية ومتوازنة، بعد بدء عمليات التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن في 26 أبريل 2015، باتت تستخدم مع دبلوماسية الحوار خطوات عملية ميدانية لتؤكد أنها على استعداد للدفاع عن أي تهديدات تحيط بها، وبدول المنطقة، خصوصاً مع وجود رباط سياسي وتاريخي يؤكد التفاهم فيما بينها في نفس مفهوم مجابهة التهديدات، والتي يتصدرها الإرهاب بأوجه مختلفة أهمها “داعش” وما يتبقى من “القاعدة”.
لهذا كان التخطيط لإطلاق تمرين “رعد الشمال” من تلك الخطوات العملية، التي حرصت عليها وزارة الدفاع السعودية بقيادة ربانها ومهندس التمرين ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، خصوصاً أنه يأتي كتأكيد عملي يترجم كلمات المقدمة فقط لتأسيس التحالف العسكري الإسلامي، الذي أعلنه ابن سلمان أيضاً، في توقيت سابق، في مباغتة للعالم أجمع.
رسائل التحالف الإسلامي عبر “رعد الشمال”
عبر 20 دولة تنضم جميعها للتحالف الإسلامي، انطلقت فعاليات التمرين الأولى في 18 فبراير الماضي، ليمثل بالفعل واحداً من أكبر التمارين العسكرية في العالم، من حيث عدد القوات المشاركة، واتساع منطقة المناورات. والدول التي شاركت في التمرين هي: السعودية، والإمارات، والأردن، والبحرين، والسنغال، والسودان، والكويت، والمالديف، والمغرب، وباكستان، وتشاد، وتركيا، وتونس، وجزر القمر، وجيبوتي، وسلطنة عمان، وقطر، وماليزيا، ومصر، وموريتانيا، إضافة إلى قوات درع الجزيرة.
ولأن ما جرى عبر الأرض من مناورات عبر هذا التمرين، يهدف أساساً لتأكيد استعداد قوات الدول المشاركة فيه، بهدف “رفع كفاءتها ودعم جاهزيتها القتالية وتدريبها المستمر لمواجهة التنظيمات الإرهابية والعصابات”، بحسب ما لخّصه العميد ركن عسيري في مؤتمر صحافي الاثنين الماضي.
ومن هنا تنطلق عدة رسائل من دول التحالف العسكري الإسلامي، المقتنعة بأهدافه التأسيسية، إلى العالم أجمع، من خلال تأكيد استعدادات قواتها لمجابهة أي مخاطر إرهابية محتملة تهدد أي دول من دول التحالف، وأيضاً لإيضاح قدرتها لمجابهة أي محاولات للتدخل في شؤونها، بواسطة بعض الدول التي دأبت على بسط أياديها الآثمة على أحوال جيرانها دعماً للانشقاق والفرقة.
الوعد في الخميس.. 4 مرات
لهذا سبق انطلاق تمرين “رعد الشمال” والمشاركة في اجتماعات بروكسل، إعلان استعداد السعودية للمشاركة بقوات برية في مساء الخميس 4 فبراير، ليأتي الخميس الذي يليه في بروكسل (11 فبراير) ويؤكد تلك الاستعدادات، ثم الخميس التالي (18 فبراير) ليشهد انطلاقة التمرين العسكري في حفر الباطن، وها هو الخميس 11 مارس يشهد ختامه بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وقادة الدول المشاركة.
ولعل الرابط القوي والحقيقي بين كل ما حدث بشهادة أيام الخميس المشار إليها أعلاه، هو أن الواقع القتالي في سوريا، الذي أشار إليه العميد ركن عسيري في المؤتمر الصحافي بعد اجتماعات بروكسل، يقول إنه “لا يوجد أي طرف خارجي يحارب داعش في سوريا على الأرض حالياً”، وهذا ما دعاه يؤكد بالقول: “جاهزون لإرسال قوات برية إلى سوريا، بمجرد اتخاذ التحالف الدولي قراراً بذلك”، بعد أن اتهم حينذاك إيرانيين بدعم مليشيات إرهابية في سوريا والعراق.