رجل كالمطر

السبت ٥ مارس ٢٠١٦ الساعة ٨:١٦ مساءً
رجل كالمطر

 

 

بعض البشر كالغيث! ينفع الله به أينما وقع؟! تجري به الأنهار، وتنبت به الأشجار، وتبث عبقها الأزهار!

ربما لا تسمع جعجعة لأحدهم بينما ترى طحناً؛ على عكس المثل الذي يقول “تسمع جعجعة ولا ترى طحناً”؟! لقد جاء الموسى إلى جامعة الملك سعود؛ فأجرى الله على يديه خيراً كثيراً للتربية الخاصة والدارسين فيها! ثم انتقل إلى وزارة التعليم كمدير عام للتربية الخاصة فنقلها نقلة نوعية يشهد بها القاصي والداني؛ فمن سياسة العزل ذات النطاق المحدود إلى سياسة الدمج ذات النطاق الواسع الذي أتاح للطفل المعاق الدراسة بجوار ذويه وأسرته، يتلقى التعليم في المدرسة وحنان والديه في البيت كل يوم؛ بينما كان الطفل المعاق ابن الست سنين في السابق يعيش في حرمان من العيش مع أسرته فصلين دراسيين كل سنة ويعيش في السكن الداخلي في معاهد مثالية شبه معزولة عن الحياة العامة للمجتمع.

لقد جاء د.ناصر الموسى للتعليم ومعه الوظائف التعليمية لذوي الإعاقة البصرية؛ بينما كان الكفيف في السابق ينتظر وفاة أحد المعلمين في معاهد النور السبعة، أو تقاعده؛ لينافس عدداً من المنتظرين ليحل محله.

لقد دونت تجربة المملكة العربية السعودية في مجال التربية الخاصة في منظمة اليونسكو استناداً إلى كتابات الموسى! وكثيراً ما استدعيت فرقاً أو أفراداً من قطاع التربية الخاصة إلى بلدان مجاورة لنقل التجربة وتطوير الخدمة.

وأصبح الموسى عضواً في مجلس الشورى، وها هو يبشرهم بهيئة لذوي الإعاقة تُعنى بشؤونهم وترعى حقوقهم! وكم وكم تمنى ذوو الإعاقة تلك الهيئة وحلموا بها وتشوفوا إلى إقرارها.

وكما كان الموسى يقاتل من أجل هيئة لحقوق ذوي الإعاقة حتى صوّت عليها مجلس الشورى بالأغلبية؛ فهو ينافح الآن في المجلس عن نظام جديد لتعليم ذوي الإعاقة؛ سواء أكان في التعليم العام أو التعليم العالي.

هكذا ينفع الله ببعض الرجال حينما تطابق أقوالهم أفعالهم، وحينما يسعون للنجاح لا على مستوى أشخاصهم؛ ولكن على مستوى التأثير والتغيير لمصلحة الآخرين.

للتواصل مع الكاتب على التويتر: @M_S_alshowaiman

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • عصام هاني عبد الله الحمصي

    يا نافخ القرب أرفق على مزلتها ، الكل خير ، والكل قابل لخطأ والمهم الركب يسير والعمر يطير ولا يبقى إلا وجه ربك ذو الجلال والإكرام .ورفع الروح المعنوية واجب وطني من الصغير الى الكبير والعكس صحيح وشكراً لمستوى إبداع الكاتب محمد الشومان ..