آل الشيخ: نسعى لإصلاح العقل الإسلامي حتى يتعاطى مع مستجدات الواقع

الأحد ١٧ أبريل ٢٠١٦ الساعة ١١:١٦ مساءً
آل الشيخ: نسعى لإصلاح العقل الإسلامي حتى يتعاطى مع مستجدات الواقع

رفع وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ- صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ- الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله- على رعايته المستمرة لرسالة الوزارة، وجميع الأعمال المناطة بها.

جاء ذلك في مستهل المؤتمر الصحفي الذي عقده في ختام أعمال الاجتماع الثالث لأصحاب المعالي والسعادة الوزراء والمسؤولين عن الأوقاف في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي الذي عُقد اليوم الأحد العاشر من شهر رجب 1437هـ، بقصر المؤتمرات بالرياض، بحضور الأمين العام للمجلس الأستاذ عبداللطيف الزياني.

وقال “آل الشيخ”: بمناسبة انعقاد الاجتماع الثالث لمسؤولي الشؤون الإسلامية والأوقاف لدول مجلس التعاون الخليجي، أسجل الشكر والتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده، وسمو ولي ولي عهده على الدعم والرعاية لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لإنجاح أعمالها، ومن ذلك الاستعداد لهذا الاجتماع الثالث للوزراء.

وأبان أن اجتماعات وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية اجتماعات جديدة، عمرها قصير بالنسبة لأعمال اللجان المماثلة للوزراء في مجلس التعاون، سمعنا من الأمين العام أن بعض اللجان الوزارية عقدت (139) اجتماعًا على مدى عمر المجلس المديد، مشيرًا إلى أنه على الرغم من أن اجتماعات وزراء الأوقاف وصل عددها اليوم إلى ثلاثة اجتماعات إلا أنهم سجلوا نجاحات، وسجلوا اتفاقًا وتعاونًا قويًّا في مجالات أعمالهم، وخاصة في المجالين الرئيسين، مجال الشؤون الإسلامية ومجال الأوقاف.

وتابع وزير الشؤون الإسلامية يقول: إن مجال الشؤون الإسلامية يشمل عمل المساجد وتأهيل الأئمة، ويشمل عمل الدعوة الإسلامية والدعاة في تنظيم أعمالهم، ويشمل محتوى الدعوة ومحتوى الخطب، وأيضًا تجديد وسائل تبليغ الرسالة الإسلامية، منوهًا إلى أن علماء الشريعة أو المسؤولين عن الشؤون الإسلامية والأوقاف هم أصحاب رسالة، وصاحب الرسالة دائمًا يكون شموليًّا في طرحه ومعالجته للمشكلات مما يهتم به وهو الشأن الديني بأدلته، وسلوكياته ومرجعياته، فالشأن الإسلامي اليوم فيه عنصران عنصر المحافظة على رأس المال وهم أمتنا رجالنا ونساؤنا شيبًا وشبانًا، وخصوصًا النشء الجديد؛ لأنه أكثر عرضة.

وأضاف: أما العنصر الثاني فهو مواجهة التحديات، من جهة المحافظة على رأس المال نسعى لتثبيت المؤمنين، وتقوية إيمانهم، وتقوية عقيدتهم، وتقوية استمساكهم بالشريعة، والمحافظة على العبادات وفي السلوك والأخلاق والتوازن في المجتمع، لذلك دعونا في هذا الخضم إلى المحافظة على رأس المال وإصلاح العقل الإسلامي وهو مهم جدًّا للتعاطي مع المستجدات؛ لأن في كل يوم مستجدات فيما يتعلق بالشأن الإسلامي؛ فشيء يتعلق بالدعوة، وشيء يتعلق بالإرهاب، وأشياء تتعلق بالتحديات والشبه والهجوم على القرآن والهجوم على نبي الإسلام والهجوم على رب العالمين إلى آخره، وانتشار أفكار إلحادية وما إلى ذلك.

وشدد الوزير الشيخ صالح آل الشيخ على أن المحافظة على رأس المال تتطلب إصلاح العقل الإسلامي للتعاطي مع هذه الأمور المستجدة، وهذا عنصر من مهمات الوزارات. العنصر الثاني وهو مواجهة المخاطر والتحديات، تحدي المجرمين أصحاب الفكر الإرهابي وأصحاب التفجير والتكفير وما شابه ذلك من التنظيمات المختلفة كداعش والقاعدة وأمثالهما، وهؤلاء مواجهتهم فرض بما نملكه، وهو مواجهة الفكر بالفكر ومواجهة الضلال بالنور، ومواجهة الظلام بالنور والسراج المبين، ووزاراتنا لديها خطط، فكل وزارة على حدة بما تعمل في ذلك، ولدينا عناصر مشتركة نعمل من خلالها في أعمالنا في المساجد والدعوة والتعريف بالإسلام داخل الوطن وخارجه، الشق الثاني يتعلق التطرف؛ لأن التطرف هو تطرف فكر قد يصل إلى تلك النهاية وقد لا يصل، لكن أيضًا لابد من مواجهته؛ لأن الوسطية والاعتدال والحكمة أسس كبيرة جدًا في شريعتنا والتي هي شريعة وسط، والقرآن علمنا الاعتدال والحكمة في تعاطي الأمور وهي تبعدنا عن التطرف؛ لذلك ترسيخ هذه القيم الكبيرة في الناشئة في التعليم في حلقنا في تحفيظ القرآن في الدعوة في المحاضرات في البرامج هذا أصيل جدًّا في عملنا الإسلامي، وهو جزء من برنامج وزارتنا، وأيضًا الوزارات المماثلة.

وأضاف الشيخ صالح آل الشيخ: الثالث في عنصر المواجهة مواجهة تشويه الإسلام، الإسلام واجهوه- حسب الواقع- أن يواجه المسلمين مسلمون وأن يواجه السنة سنة، وأن يفت في عضد المسلمين مسلمون من جنسهم، بحيث لو نظرت من المستفيد مما يحصل تعرف من أين نشأت؛ لأن دائمًا الذي ينظم شيئًا تعرف أنه هو المستفيد منه، فهذه الأشياء الموجودة تعرف المستفيد منها، وشوهت صورة الإسلام التنظيمات الإرهابية، والتفجيرات التي حصلت في بلادنا في المساجد في المملكة العربية السعودية، وقتل أبرياء في عدد من مناطق المملكة وصار هناك خلل في الفكر وفي الفهم والعقل والقلب، خلل حتى صار الإنسان الشاب فيه وحشية غير مسبوقة في ذلك، كذلك الدول الأوروبية حصل فيها، من المستفيد؟ إنهم الذين يريدون تشويه الإسلام وهؤلاء بالتأكيد قوى متنوعة؛ لأنهم رأوا انتشار الإسلام ورأوا نسب المسلمين في أوروبا تزيد، فلابد أن هناك مستفيدًا من وراء هذه العمليات، لذلك انتشر في الغرب ما يسمى بــ”الإسلام فوبيا” يعني الخوف من الإسلام، وصارت هناك منشورات توزع في العالم الغربي بأن هؤلاء المسلمين فيهم وفيهم، وأن الإسلام دين الكراهية ويعتدي على الآمنين، ولابد أن تخافوا من جيرانكم وعلى من تعيشون معهم، ولا شك أن هذا مخالف تمام المخالفة لما يأمرنا به القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وهذا يحتم علينا إزالة الخوف من الإسلام؛ لأنه كيف يقبل الناس الإسلام، لابد أن نزيل عنهم الخوف حتى يسمعوا، وهذا ليس في الغرب فقط بل حتى في مجتمعاتنا صار الشباب يخافون من التدين ويخافون من المسجد، وبعضهم ينظر إلى المتدين؛ فبدلًا من أن ينظر إليه نظرة مثالية صار ينظر له نظرة أخرى، فيجب إزالة الخوف ببث روح الفهم الحقيقي للإسلام، وفهم أصول الشريعة وقيم الإسلام، فالإسلام نعم دين قوة ودين عزة ودين كرامة، لكن هو أيضًا دين محبة ودين رحمة؛ {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا)، و(خالق الناس بخلق حسن)، وقولوا للناس- كل الناس- حسنًا، وإذا حييتم بتحية من مسلم أو غير مسلم فحيوا بتحية أحسن منها أو ردوها عليه، ابحث عن الأفضل، ديننا هو دين السلام عليكم، وأفشوا السلام بينكم، دين المحبة بين أفراد المجتمع؛ فليس من المصلحة بل هو ضد الكيان وضد مقاصد الشرع أن يكون أبناء المجتمع الإسلامي الواحد متعادين متنافرين، هذه رسالة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف وهي نوقشت بعض النقاش، ونطمح أن تكون الاجتماعات القادمة تثري هذه الموضوعات، أما عن المجال الثاني وهو الأوقاف فقد صار فيه عدة قرارات في اجتماع اللجنة الوزارية للاهتمام بالأوقاف، سواء عبر إنشاء مركز للأوقاف والبحوث الوقفية أو عبر تكثيف ندوات الأوقاف في دول مجلس التعاون.

وأجاب عن سؤال حول “حملة السكينة” وسعيها لاستهداف الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعية وهل ستتوسع في ذلك قائلًا: عمر حملة السكينة حوالي (10) سنوات، سننقلها إلى مرحلة جديدة فيها توسع كبير في أعمالها، في الطريقة الماضية كانت غير معلنة بدأت من خلال نقاشات عبر البالتوك، وغرف الحوار قبل وجود مواقع التواصل الحديثة، ثم لما جاءت مواقع التواصل الحديثة صار هناك جهد في ذلك، لكنه يحتاج إلى تنظيم أكثر واستعدادات أكثر، وقدّم لي الإخوة المسؤولون عن حملة السكينة دراسة جديدة لتوسيع أعمالهم وتكبير نشاطهم والاستفادة من إمكانات أوسع، والآن في إطار إقراراها قريبًا- إن شاء الله تعالى- وستشمل مواقع التواصل الاجتماعي، وستشمل المعرفات المعروفة، والمعرفات المجهولة.

وردًّا على سؤال عن ظاهرة الإسلام فوبيا وتشويه صورة الإسلام في الخارج، وما هي الإستراتيجية التي تنطلق منها الوزارات المعنية على المستوى الخليجي ولاحظنا الزيارات على المستوى الإسلامي التي قمتم بها سابقًا هل هناك توجه إلى إقامة ملتقيات لبعض الدول مثل فرنسا وبلجيكا التي تعرضت لاعتداءات من قبل التنظيمات الإرهابية؟ وهل هناك رؤية واضحة لدى الوزارات مجتمعة لمحاربة هذه الظاهرة بأي طريقة كانت؟ قال وزير الشؤون الإسلامية: كنت في شرف كبير في معية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في زيارتيه التاريخيتين كثيرتي الفوائد لجمهورية مصر العربية والجمهورية التركية، كان من ضمن الأعمال الإضافية والفعاليات التي قمت بها أن زرت العلماء في مصر عبر زيارتي للأزهر الشريف وقابلت فضيلة شيخ الجامع الأزهر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب وجمعًا من العلماء، وكذلك في تركيا زرت رئيس الشؤون الدينية التركي والمفتين والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي يضم نحو (20) مفتيًا، واجتمعنا معهم لعدة ساعات.

وتابع: في كلتا الزيارتين أكدنا على ضرورة وجود إطار إسلامي واحد لعمل العلماء، وهذه هي النقلة الجديدة التي سنقوم بها في الفترة المقبلة، وهي أن يكون عمل علماء العالم الإسلامي واحدًا ومنسقًا ووفق أهداف معينة، وسوف تقوم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية بهذا الواجب، وهذا سيتيح لنا على مستوى أوسع في علماء العالم الإسلامي كافة لمواجهة الأخطار والتحديات سواء ما يتعلق بمواجهة الإرهاب فكريًّا عبر التحالف الإسلامي العسكري الفكري الإعلامي لمواجهة الإرهاب أو ما يتعلق بمواجهة الإسلام فوبيا الخوف من الإسلام التعريف بالإسلام، ومد جسور المعرفة مع الجامعات ومع مراكز البحث ومع القنوات المعرفية والفكرية والإعلامية في العالم، سنضع المحاور الرئيسة لهذا العمل وسنباشره قريبًا بإذن الله تعالى، هذا من جهة.

وأضاف: أما من جهة أوروبا سؤالك فيها وزارة الشؤون الإسلامية تقوم بنشاط متميز في أوروبا، وخاصة في فرنسا وبلجيكا علاقة قوية عبر برامج تأهيلية بالتعاون مع مسجد باريس الكبير، وقد زارني الأستاذ الدكتور دليل أبو بكر رئيس جامع باريس الكبير، وهو أكبر تجمع في فرنسا، ويتبعه مساجد كثيرة في فرنسا، وزارني في الرياض وزرتهم في فرنسا خلال السنوات الماضية، وبدأنا في عمل دورات تأهيلية في فرنسا وفي بلجيكا أيضًا، كذلك هناك ندوة أقيمت في ليون عبر مركز ابن سينا الثقافي حول الأسس المعرفية ومد جسور المعرفة بيننا وبينهم، هناك جهد مبذول منذ سنوات لتصحيح فكر أبناء المسلمين في هذا الإطار، والوزارة تبذل جهدًا كبيرًا في ذلك ليست مستقلة، وإنما بالتعاون مع الجهات المرخص لها في تلك الدول التي تزورنا وتدعونا وتطلب منا ذلك، نذهب ونمارس النشاط الذي يريدونه ليس نشاطًا دعويًّا، وإنما نشاط فكري ثقافي كبير لتصحيح المسيرة، وأعتقد أن النتائج كانت طيبة في الأيام الماضية.