تاريخ القمة الإسلامية.. مواجهات للصراعات واحتواء للأزمات

الأربعاء ١٣ أبريل ٢٠١٦ الساعة ٣:٠٧ مساءً
تاريخ القمة الإسلامية.. مواجهات للصراعات واحتواء للأزمات

في 25 سبتمبر من العام 1969، عقدت أول قمة إسلامية بالتاريخ الحديث، في العاصمة المغربية الرباط، ردًا على جريمة إحراق المسجد الأقصى في القدس المحتلة، ومنذ ذلك الحين، توالت القمم الإسلامية في خضم أزمات متلاحقة بقرارات متواصلة لمواجهة الصراعات، واحتواء الأزمات بالدول ذات الأغلبية المسلمة.
قرار إنشاء المنظمة الإسلامية
واتخذت قمة الرباط الإسلامية التاريخية قرارها بإنشاء منظمة التعاون الإسلامي؛ لتصير القمة الإسلامية آلية ثابتة وأساسية تعكف المنظمة على الإعداد لها.
وبدأ وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في مدينة إسطنبول، الثلاثاء، اجتماعهم التحضيري للدورة الثالثة عشر لمؤتمر القمة الإسلامي، التي تستضيفها تركيا خلال الفترة 10 – 15 أبريل 2016.
وتمثل القمة الإسلامية أعلى هيئات منظمة التعاون الإسلامي، وتتألف من ملوك ورؤساء الدول والحكومات في الدول الأعضاء، وتجتمع مرة كل 3 سنوات، للتداول واتخاذ القرارات، وتقديم المشورة بشأن جميع القضايا ذات الصلة بالمسلمين في كافة أنحاء العالم.
ثاني أكبر منظمة حكومية دولية
وتُعد منظمة التعاون الإسلامي ثاني أكبر منظمة حكومية دولية بعد الأمم المتحدة، وتضم في عضويتها 57 دولة، موزعة على 4 قارات، وتعتبر المنظمة الصوت الجماعي المعبر عن مليار ونصف مليار مسلم حول العالم.
وفي عام 1970، عقد أول مؤتمر إسلامي لوزراء الخارجية في جدة، وقرر إنشاء أمانة عامة يكون مقرها في جدة، ويرأسها أمين عام للمنظمة، ويعتبر السيد إياد أمين مدني عاشر أمين عام لها، وقد تولى هذا المنصب في يناير 2014، كما تم اعتماد الميثاق الحالي لمنظمة التعاون الإسلامي في القمة الإسلامية الحادية عشرة، التي عقدت في دكار مارس.
وفي هذا التقرير نستعرض القمم الإسلامية الـ12 خلال السنوات الماضية، وأسباب وموضوعات مناقشتها منذ 1969 و2013:
القمة الإسلامية الأولى:
عُقدت في الرباط بالمغرب عام 1969، ردًا على جريمة إحراق المسجد الأقصى، وكان أبرز قراراتها إقامة أمانة دائمة، تمخض عنها فيما بعد إنشاء منظمة التعاون الإسلامي.
القمة الإسلامية الثانية:
كانت في مدينة لاهور بباكستان عام 1974، وكان من أبرز قراراتها المساندة الكاملة والفعّالة لمصر وسوريا والأردن والشعب الفلسطيني، لاسترجاع جميع أراضيهم المحتلة، وحمل إسرائيل على الانسحاب الفوري غير المشروط من جميع الأراضي العربية المحتلة منذ 1967، وإعادة السيادة العربية إلى القدس الشريف كشرط أساسي لا بد منه لأي حل في الشرق الأوسط.
كما قررت هذه القمة إنشاء صندوق باسم “صندوق التضامن الإسلامي”؛ للوفاء باحتياجات وبمتطلبات الوحدة الإسلامية، على أن تدفع الدول الأعضاء مساهماتها في الصندوق بما يتفق وقدر كل منها.
القمة الإسلامية الثالثة:
اجتمعت الدول في مكة المكرمة بالسعودية عام 1981، وكان من أبرز قراراتها إنشاء جهاز يسمى المركز الإسلامي لتنمية التجارة، ويكون مقره في طنجة بالمغرب، وإعلان الجهاد المقدس لإنقاذ القدس الشريف، ونصرة الشعب الفلسطيني، ودعم كل سُبل التسوية لإنهاء النزاع الإيراني العراقي.
القمة الإسلامية الرابعة:
عُقدت بالدار البيضاء في المغرب عام 1984، وكان من أبرز قراراتها تبني خطة السلام العربية، ورفض السيطرة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، واعتبارها عملًا عدوانيًا غير قانوني، فضلًا عن القلق إزاء استمرار التدخل السوفيتي في أفغانستان، والطلب بانسحاب جميع القوات الأجنبية عن البلد المسلم.
القمة الإسلامية الخامسة:
عُقدت بالكويت عام 1987، وكان من أبرز قراراتها قضية فلسطين باعتبارها جوهر الصراع العربي الإسرائيلي، ولا يقوم السلام العادل والشامل دونها، فضلًا عن إدانة الاحتلال الإسرائيلي لأراضٍ لبنانية، وتمسكه باستقلال لبنان وسيادته ووحدة أراضيه، إضافة لرفض إنتاج إسرائيل وحيازتها أسلحة نووية، فضلًا عن إقرار المؤتمر على مشروع النظام الأساسي لمحكمة العدل الإسلامية الدولية، التي تعمل على حل المنازعات التي قد تنشأ فيما بين الدول الإسلامية التي تلجأ إليها طوعًا.
القمة الإسلامية السادسة:
عُقدت بمدينة داكار في السنغال عام 1991، وقد أدانت الأعمال غير الشرعية، التي ارتكبتها قوات النظام العراقي في أثناء احتلاله دولة الكويت، فضلًا عن العدوان الغاشم ضد المملكة العربية السعودية، بغزو أراضيها ومجالها الجوي، فضلًا عن دعم البنك الإسلامي للتنمية وزيادة رأس المال الخاص به.
القمة الإسلامية السابعة:
عُقدت بالدار البيضاء بالمغرب عام 1994، وكان من أبرز قراراتها دعم البوسنة والهرسك وسيادتها، والدعوة لإيجاد تسوية سلمية لمسألة جامو وكشمير، فضلًا عن التنديد بعدوان أرمينيا على أذربيجان، واعتبار الأعمال التي تُرتكب ضد السكان الأذريين المدنيين في الأراضي الأذرية المحتلة جرائم ضد الإنسانية.
القمة الإسلامية الثامنة:
عُقدت بالعاصمة الإيرانية طهران، وكان من أبرز قراراتها رفض العدوان العسكري، الذي ارتكبته الولايات المتحدة الأمريكية على ليبيا عام 1986، وتأييده لحق الجماهيرية في المطالبة بالحصول على تعويض عادل.
القمة الإسلامية التاسعة:
عُقدت بالعاصمة القطرية الدوحة عام 2000، وكان من أبرز قراراتها التضامن مع السودان في مواجهة المخططات الغربية التي تستهدف أمنه، والتكليف ببحث انتهاكات حقوق الأقلية المسلمة في ميانمار، وتقديم الدعم المعنوي والسياسي لها، فضلًا عن تكوين كيان إسلامي لمواجهة المنافسة التجارية الدولية بفعل العولمة، وحثّ الدول الأعضاء على تطوير تقنيات الاتصال لحماية تراثها الثقافي والاجتماعي.
القمة الإسلامية العاشرة:
عُقدت بمدينة بوترا جايا بماليزيا عام 2003، وكان من أبرز قراراتها مطالبة المجتمع الدولي بإجبار إسرائيل على وقف بناء وإزالة الجدار العنصري، الذي يلتهم الأراضي الفلسطينية، وإنشاء صندوق إسلامي لتنمية المناطق المتضررة من الحرب في السودان، وذلك من أجل ضمان عدم انتكاسة العملية السلمية هناك.
القمة الإسلامية الحادية عشرة:
عُقدت بالعاصمة السنغالية داكار عام 2008، وكان من أبرز قراراتها التضامن مع السودان وشعبها، والارتياح لاستقرار الأوضاع بدارفور، والدعم لجهود الوساطة التركية بين أفغانستان وباكستان في قضية كشمير.
القمة الإسلامية الثانية عشرة:
عُقدت بالعاصمة المصرية القاهرة عام 2013، وتعد أول قمة إسلامية بعد أحداث الربيع العربي، وكان من أبرز قراراتها احترام وحدة سوريا، ودعوة النظام السوري للتحلي بالحكمة، وتجنيب سوريا خطر الحرب الأهلية بتشكيل حكومة انتقالية، ودعم جهود التسوية السياسية بليبيا، والإشادة بدعوة البحرين لحوار وطني شامل، كما خصصت جانبًا كبيرًا من قراراتها للحرب على الإرهاب، ودعم الدول في مواجهته بكافة السُبل.
ومثّلت القضية الفلسطينية ودعمها ومتابعة تطوراتها اللاحقة، ودعم الصومال وجيبوتي، والدول الإسلامية الفقيرة والأقليات المضطهدة، بنودًا ثابتة في قرارات القمم الدورية الإسلامية، فيما عقدت القمم الاستثنائية لظروف طارئة، وبلغ عددها 5 قمم، كان أولها القمة الأولى لعام 1996، والثانية بقطر عام 2003، والثالثة بالسعودية عام 2005، والرابعة بالسعودية أيضًا عام 2012، والخامسة بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا.
القمة الإسلامية الثالثة عشرة:
وتستضيف الجمهورية التركية القمة الـ 13 لمنظمة التعاون الإسلامي، تحت شعار “الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام”.
وغادر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى تركيا للمشاركة في القمة الإسلامية، بعد زيارة قضاها في مصر استمرت 5 أيام.