علماء الأزهر الشريف يترقبون زيارة الملك اليوم

السبت ٩ أبريل ٢٠١٦ الساعة ١:٤٨ صباحاً
علماء الأزهر الشريف يترقبون زيارة الملك اليوم

يزور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – صباح السبت الأزهر الشريف ليؤكد على اهتمام السعودية بهذه المؤسسة العريقة على مر العصور، ومن المقرر أن يتفقد الملك سلمان أعمال الترميمات التي تجري في جامع الأزهر حاليًا، والتي كان أمر بها المغفور له باذن الله تعالى الملك عبد الله بن عبد العزيز- يرحمة الله – على نفقة المملكة في سبتمبر عام 2014.
وتؤكد زيارة خادم الحرمين الشريفين للأزهر على متانة وقوة العلاقات المتميزة بين الأزهر الشريف والمملكة وبين علماء الأزهر وجامعات السعودية، وتعد دليلًا قويًا على الارتباط الوثيق بينهما، وذلك بحسب الدكتور “عباس شومان”، وكيل الأزهر الشريف الذي قال، إن التعاون بين الأزهر والسعودية موجود عبر التاريخ من خلال العديد من المشاريع التي يقوم بها الجانب السعودي في ترميم الجامع الأزهر الشريف.
وفي الـ 18 من سبتمبر عام 2014، تكفل المغفور له، الملك عبدالله بن عبدالعزيز بترميم الأزهر الشريف، وذلك على شكل منحة مجانية للقيام بأكبر عمليات ترميم للجامع، إيمانًا من الملك الراحل بدور الأزهر في نشر الإسلام المعتدل.
وتشمل أعمال الترميم والتطوير إنشاء مدينة للطلاب الوافدين على مساحة 100 فدان، بالإضافة إلى إقامة سكن لطالبات جامعة الأزهر وترميم المبنى القديم للمشيخة المواجه للجامع وقناة الأزهر، كما تضمنت المنحة السعودية التكاليف المالية ليكون الأزهر على أعلى مستوى.
وتتضمن المنحة السعودية إنشاء كليات للطب والصيدلة وتوسعة كلية البنات بالأقصر، والتوسع في إنشاءات مدينة البعوث الإسلامية الحالية بالدراسة، ورفع كفاءتها عبر إنشاء 7 مبانٍ سكنية بطاقة استيعابية قدرها 1750 بدلًا من 420 طالبًا، وإنشاء مبنى خدمات متعدد الاستخدامات، وتحسين شبكات المياه القائمة.
وبحسب علماء الأزهر الشريف، فإن العلاقات التي تربط السعودية بمصر هى علاقات أخوية جعلت من الشعب المصري والسعودي شعبًا واحدًا يجمعه مصير واحد، بالإضافة إلى أن الأزهر يعتز بهذه العلاقات العميقة والتاريخية مع المملكة العربية السعودية التي تخدم المسلمين في شتى بقاع الأرض.
تتويج حافل لتاريخ المملكة :
رأى الدكتور “أحمد عمر هاشم”، عضو هيئة كبار العلماء بجامعة الأزهر، زيارة خادم الحرمين الشريفين لأرض التاريخ والحضارة مصر “كنانة الله على أرضه” أنها “زيارة تاريخية هامة بكل المقاييس”.
وقال الدكتور “أحمد عمر هاشم” لـ”المواطن”، إن الملك سلمان جاء إلى مصر ومعه رصيد ضخم لحضارة الإسلام وتاريخ مشرف للمملكة من الملك عبدالعزيز الذي زار مصر سنة 1964 ووصى أسرته وأبنائه بألا يتخلوا عن مصر، تلك الوصية التي طبقها بنوه من بعده واحدًا بعد الآخر إلى أن جاء الملك سلمان الذي أثلج صدور المصريين بلا استثناء حين رأوه على أرض مصر المُحبَة للمملكة والعاشقة لتراب بلد الحرمين الشريفين.
وأكد أن هذه الزيارة تأتي في مرحلة دقيقة؛ نظرًا لما تمر به الأمة من منعطف خطير يستوجب على الجميع أن يتكاتفوا وأن يتساندوا، مضيفًا: “مما لا شك فيه أن أرض الكنانة مصر ووطن الحرمين الشريفين هما جناحا أمتنا العربية والإسلامية”.
وأعرب عضو هيئة كبار العلماء بجامعة الأزهر، عن سعادته بزيارة خادم الشريفين، مؤكًد أن المملكة تتربع في قلب كل مصري غيور على بلده ومحب لوطنه، وتوقع أن تكون هذه الزيارة مبادرة لتحليق الأمة العربية والإسلامية في السماء.
وبعث برسالة إلى الملك، قائلًا:”مرحبًا بك في أرض الحضارة والأزهر الشريف، مرحبًا بك في أرض الكنانة ياخادم الحرمين الشريفين، إن زيارتكم بلسم ورعاية وتتويج لتاريخ حافل وطويل منذ الملك عبدالعزيز إلى يوم أن قَدمت، فمرحبًا بك من كل قلبي لأننا نحب المملكة من أعماق قلوبنا، نعشقها وطنًا للكعبة المشرفة التي نولى وجوهنا لها في كل صلاة”.
زيارة تاريخية تبرز احترام الحكام للعلماء :
في حين قال الدكتور “عبدالفتاح العواري”، عميد كلية “أصول الدين” بجامعة الأزهر لـ”المواطن”، إن زيارة خادم الحرمين الشريفين للأزهر هى زيارة يسجلها التاريخ بسطور من نور، وتعد عنوانًا بارزًا لاحترام الحكام لعلماء الدين فالأزهر دافع عن الإسلام قرابة 1060 عامًا.
ورأى عميد كلية أصول الدين، أن ذهاب خادم الحرمين الشريفين إلى الأزهر الشريف ولقاءه بفضيلة الإمام الأكبر الدكتور “أحمد الطيب”، دلالة واضحة على مدى العلاقة التي تربط البدلين وتجسد تواصل علاقه حكام مصر بحكام المملكة، كما توضح هذه الزياره مرجعية “الأزهر” لأهل السنة والجماعة.
وأضاف أن الأزهر مِلك للعالم بأكمله فهو مرجعية لأهل السنة والجماعة للعالم وليس لمصر فقط.
وأوضح أن رسالة الملك سلمان من زيارته للأزهر تؤكد أن الحكومة السعودية لازالت على عهدها لتوصيل رسالة ملكها المغفور له باذن الله تعالى الملك عبد الله بن عبد العزيز الخاصة بإعادة ترميم وتجديد الجامع الأزهر وإنشاء مبان للطلبة الوافدين للدراسة بالأزهر، كما تؤكد أن يد المملكة موصوله مع يد المصرين دومًا.