مدير الشؤون الميدانية بالهيئات: الإسلام نهى عن سب الحكام والخوض في أعراضهم

الأحد ١٧ أبريل ٢٠١٦ الساعة ٩:٥٤ مساءً
مدير الشؤون الميدانية بالهيئات: الإسلام نهى عن سب الحكام والخوض في أعراضهم

حذر الشيخ حسين التميمي، مدير عام الشؤون الميدانية للرئاسة العامة بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من خطر عصيان ولاة الأمر والخروج عليهم، ولأنه سبب في فساد وضرر الفرد والمجتمع والأمة، ولما لها من فتن عظيمة كالاقتتال بين المسلمين واستباحة الدماء، كما يحدث اليوم في كثير من البلاد الإسلامية، وقد حرّم الإسلام الخروج على ولاة الأمر، وحفاظًا على حقوقهم نهى الإسلام عن سب الحكام أو الخوض في أعراضهم والنيل منهم.

واستشهد الشيخ خلال محاضرات الفترة الصباحية لملتقى نرعاك الرابع، والذي أقيم في مركز سلطان بن عبدالعزيز (سايتك)، من السيرة النبوية التي تحذرنا من عصيان ومخالفة ولي الأمر حادثة غزوة أحد حينما خالفوا الرماة أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم، وما أدت هذه المخالفة إلى قلب نتيجة المعركة، وكانت درسًا بليغًا للمسلمين حتى يومنا هذا في مفهوم الطاعة لله ورسوله.

وأشار إلى طاعة ولي الأمر في الأنظمة الحياتية والنظم الحكومية مثل أنظمة المرور وغيرها مما ينظم وييسر حياة الناس، حيث جعل الرسول صلى الله عليه وسلم حد إقامة الصلاة حدًّا فاصلًا بين السمع والطاعة، فالحكام وإن ارتكبوا الكبائر لا يجوز الخروج عليهم ومن يدعو إلى ذلك هم الخوارج وفكر الدواعش، وحذّر الإسلام من التخاذل والتأخر عن الاستجابة لولي الأمر خاصة عند الشدائد والملمات، وطاعة الله ورسوله وولي الأمر تكشف حقيقة الإيمان بالله.

وبيّن الشيخ أثر طاعة الله ورسوله وولاة الأمور على الأمة وما لها من نعمٍ كثيرة وخيرٍ وفير كنعمة الأمن. ومن شاء أن يرحم من الأمم والأفراد فعليه طاعة الله ورسوله وولي الأمر.

وذكر الشيخ عمر بن فيصل الدويش، مدير عام فرع المنطقة الشرقية الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أن أعظم بلاء تصاب به الأمة هو أن يقوم أبناؤها فلذات أكبادها بالطعن في خاصرتها ومساعدة الأعداء بالإجهاز عليها.. وتساءل بقوله: “ولماذا يحدث ذلك؟!” فقد أدرك الأعداء أن الشباب هم رونق الأمة وقادتها وطاقتها وحيويتها، بدايةً استهدفوا الشباب بسلاح الشهوة، وعندما أدركوا أن سلاح الشهوة لا يجدي عند شباب رفعوا شعار نبي الله يوسف الصديق عليه السلام {… معاذ الله…}، لجؤوا إلى الأفكار وبحثوا في تاريخنا فوجدوا أن المحرك الذي يتفق الناس حوله هو الدين؛ ولذلك قرروا طعن الأمة في ظهرها وفي دينها، وقد خصصوا الدراسات والبحوث لذلك. وقد وجد باحثوهم في تاريخنا قصة عبدالرحمن بن ملجم الذي قتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأخذوا منها فكرة ومرتكزًا لاستهداف الشباب المسلم الملتزم بالتطرف والغلو؛ حتى يقتل المسلمون بعضهم بعضًا.

وأشار الشيخ إلى أن ما يشهده عصرنا حيث وسائل الاتصال الحديثة بلا رقيب ومتابع، يتحدث الشباب مع من شاء ويراسل من شاء؛ مما ساهمت هذه الوسائل في نشر الأفكار الضالة والتطرف، وعليه لابد من التذكير بالرقابة الذاتية ومخافة الله عز وجل.

وطلب من شباب الأمة طاعة ولي الأمر والالتزام بشرع الله ذاكرًا بأن أولى الأسباب لانحراف الشباب نحو التطرف هو تكفير مجتمعهم وولاة أمورهم؛ ومن ثم يلجؤون لسفك الدماء حتى دماء أقرب الناس إليهم، قائلًا: “إنها كارثة ومصيبة أن يقتل المواطن مواطنًا كان يصلي معه في المسجد، بل يقتل أحدهم المصلين في المسجد الذي كان يصلي فيه؛ أي فكر وأي دين يسلكه هؤلاء المتطرفين؟!”.

وأكد علي خطر غياب لغة الحوار في مجتمعنا، ناصحًا من تعزيز هذه اللغة والتواصل مع شبابنا لمحاربة ومقارعة هذه الأفكار المتطرفة، والتي يصبح الشباب هم زادها ووقودها.

الشيخ حسين التميمي الشيخ حسين التميمي1