يدّ سلمان تُمد لمصر بجسرٍ بري ومنطقة حرة: الهدف تنمية سيناء المكان والإنسان

الأحد ١٠ أبريل ٢٠١٦ الساعة ٦:٥٥ مساءً
يدّ سلمان تُمد لمصر بجسرٍ بري ومنطقة حرة: الهدف تنمية سيناء المكان والإنسان

قال المحلل الاقتصادي السعودي فضل بن سعد البوعينين لـ”المواطن” إن إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عن إنشاء جسر يربط السعودية بمصر وإنشاء منطقة حرة في سيناء وتنميتها، يؤكد حرص الملك سلمان على تعزيز العلاقات العربية؛ وتحقيق الأمن القومي من خلال دعم التنمية والاستثمار في المشروعات الاستراتيجية التي تُعزز الشراكة وتوثّقها, ويؤكد أيضًا أن السعودية تمد يدها دائمًا للدول العربية وفق رؤية قومية تحقق الأمن والاستقرار والتنمية في آنٍ.

محمد بن سلمان

وأضاف في تعليقٍ لـ”المواطن”: “المنطقة الحرة ستسهم في معالجة مشكلة سيناء مع التنمية، وستوفر فرص استثمارية متنوعة، وفرص وظيفية لسكان سيناء، وعوائد للحكومة المصرية”.

وأوضح البوعينين أن سيناء تعتبر حاليًا بيئة حاضنة للجماعات المتطرفة، التي تستهدف السكان والشباب الذي يعاني انعدام الفرص، وتنميتها ستسهم في وقف مدّ الجماعات المتطرفة من خلال التنمية وتوفير العيش الكريم لسكانها، وهذا سيقود إلى تحقيق أمن مصر والسعودية والأمن القومي.

وتابع: المنطقة الحرة شمال سيناء ستسهم في ربط الصناعات السعودية من خلال الجسر والميناء المزمع إقامته في المنطقة الحرة، إضافة إلى إمكانية استخدامه للوصول من خلاله إلى البحر الأبيض المتوسط، ونقل النفط الخليجي والمنتجات البتروكيماوية والتعدينية المتجهة إلى أوروبا”.

وأشار إلى أنه يمكن النظر لمشروع الجسر البري، الذي سيربط السعودية بمصر، وبالتالي أسيا بأفريقيا من جوانب مختلفة, الأول الجانب الاستراتيجي الذي يقوم على ربط الدول العربية بعضها ببعض؛ وتوثيق العلاقات الاستراتيجية؛ ودعم الشراكات بينها، وبما يسهم في تحقيق الأهداف التنموية المختلفة.

الثاني الجانب الاقتصادي، ويضم جوانب مختلفة؛ ومنها تدفق السلع ورؤوس الأموال بما يسهم في زيادة الاستثمارات المشتركة واستثمارات القطاع الخاص، وربط السوقين المصرية والسعودية؛ أكبر الأسواق العربية؛ بما يسهم في دعم التجارة البينية من جهة والتجارة مع الدول العربية الأخرى في أسيا وأفريقيا.

كما أن الجسر يمكن أن يكون طريقًا لعبور البضائع السعودية بأنواعها إلى مصر وأفريقيا, إضافة إلى ذلك؛ فإنشاء الجسر، وبالتالي خط حديدي للقطارات، سيسهم في تنمية المناطق التي تمر بها طرق الربط، وهو ما تحتاجه مصر حاليًا.

وبيَّن البوعينين أن هناك جانبًا إيمانيًا يجب الإشارة له؛ وهو المتعلق بالوصول إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة؛ فالجسر في حال إنشائه سيوفر طريقًا ميسرًا للحجاج والمعتمرين المصريين الذين يشكلون الحجم الأكبر في الوقت الحالي.

وتابع: يمكن النظر إلى المشروع على أنه جزء من منظومة خدمة الحرمين الشريفين، حيث سيكون جسرًا لمرور الحجاج والمعتمرين بكل يسر وسهولة.

وختم بالقول: “بقي أن أقول إن مثل هذه المشروعات الاستراتيجية لا يمكن أن تقوم إلا ضمن بيئة يحفها الأمن والاستقرار؛ وهو ما يفرض على مصر التعامل معه بكل دقة, إضافة إلى ذلك فالشراكات الاستراتيجية والمشروعات المهمة تتطلب دائمًا تفاهمًا نوعيًا، ومصالح مشتركة دائمة، ورؤية شاملة تعتمد وحدة الأهداف المشتركة بما يحقق الأمن القومي والمصالح المشتركة”.